تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الـ104 لمذابح الأرمن التى قامت بها الدولة العثمانية عام 1915، والتى لا يزال نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينكرها ويتنصل من مسئولية الدولة العثمانية تجاهها، حيث منعت الشرطة التركية محتجين وسط إسطنبول من إحياء ذكرى المجازر والترحيل الإجبارى للأرمن وقامت باعتقال المتضامين.
وحاول نحو 100 متظاهر بينهم فرنسيون وأعضاء فى البرلمان الأوروبى، إحياء الذكرى فى إسطنبول إلا أن الشرطة منعتهم، وفضت الوقفة الاحتجاجية.
مجازر الأرمن على يد العثمانيين
ووقعت المجازر فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى، إذ أدعت الدولة العثمانية بأن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت آنذاك أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام 1905م.
وبين عامى 1915-1917 قام العثمانيون تهجير نحو 600 ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل القسرى بطرق بدائية جدا فمات من هؤلاء عدد كبير، فى ظل ظروف قاسية لتؤدى إلى وفاة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ.
وقدر الباحثون أعداد ضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص وكانت محاولة من الدولة العثمانية لتطهير الأناضول من أى تواجد أرمنى مسيحى.
وارتكبت الدولة العثمانية المجازر بحق الأرمن وقامت بإعدام المثقفين والسياسيين الأرمن والتحريض ضدهم بشكل عام، واعتقل آلاف المفكرين للاشتباه بأن لديهم مشاعر قومية معادية للإمبراطورية العثمانية، وقامت بقتلهم بشكل متعمد ممنهج خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، كما أصدرت الدولة قانون "التهجير" الذى قضى بالهجرة القسرية لجميع الأرمن من الأراضى التركية، نحو سوريا.
وأقرّ عدد من المؤرّخين فى أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة ويعتبروها أول عملية إبادة جماعية فى القرن العشرين.
وترفض أنقرة استخدام كلمة "إبادة" وتقول إنّ السلطنة شهدت فى نهاية عهدها حرباً أهلية تزامنت مع مجاعة ما أدى إلى مقتل بين 300 ألف و500 ألف أرمنى وعدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول وفقا للرواية التركية.
فرنسا تثير غضب أردوغان
وفى السياق ذاته، أحيت فرنسا فعالية أول يوم وطنى للإبادة الأرمنية، فى خطوة أغضبت الحكومة التركية، حيث أعلنت يوم الرابع والعشرين من أبريل يومًا وطنيًا لتخليد ذكرى المذابح، وجاء الإعلان فى بيان ألقاه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أثناء العشاء السنوى للمجلس التنسيقى للمنظمات الأرمنية فى فرنسا، تنفيذا لوعد انتخابى كان قد قطعه على نفسه.
وفى المقابل، نددت تركيا بالقرار، حيث نشر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بيانًا، اليوم الأربعاء، قال فيه إن ماكرون يواجه مشاكل داخلية فى بلاده ويلجأ إلى "تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ وضعه".
من جهته، وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون بـ"الساذج سياسيًا" بسبب إحياء فرنسا لذكرى المجزرة، وأشار إلى الإساءات التى ارتكبها الجنود الفرنسيون أثناء الحقبة الاستعمارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة