قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيم داعش الإرهابى يسعى إلى جذب الرأى العام العالمى عبر تبنيه فى أكثر من إصدار لهجمات سريلانكا التى وقعت السبت الماضى، حيث شهدت العاصمة السريلانكية (كولمبو) سلسلة تفجيرات استهدفت 3 كنائس و3 فنادق فى سريلانكا بالتزامن مع احتفالات عيد القيامة، وراح ضحيتها أكثر من 300 قتيل، لتكون بذلك أكثر الهجمات دموية خلال عشر السنوات الماضية منذ تفجيرات بومباى فى الهند.
كانت السلطات السريلانكية قد أشارت بأصابع الاتهام إلى جماعة التوحيد الوطنية التى يترأسها زهران هاشم بالتورط فى الهجوم. وأشار المرصد إلى أن تنظيم داعش سعى إلى تبنى الهجمات وذلك من خلال إصدار "مرئي" يظهر فيه مبايعة زهران هاشم ومجموعة من الملثمين للبغدادى، وبالرغم من أن الفيديو لا يظهر تاريخ المبايعة التى تمت، إلا أنه أظهر وجه زهران هاشم مكشوفًا فى حين أن الآخرين لم يظهروا مكشوفى الوجه وفى ذلك دلالة على انكشاف تورط زهران بشكل مباشر فى الهجمات.
وتابع المرصد تأكيده على أن تبنى داعش للهجمات جاء مغايرًا للاستراتيجية التى يتبعها التنظيم خلال السنوات الماضية والمتعلقة بسرعة الاستجابة الإعلامية للتنظيم مع الهجمات المنفذة والإعلان شبه المرافق للعمليات، وذلك من أجل السبق الترويجى للعمليات الإرهابية التى ينفذها، وهو ما يؤكد على أن تورط التنظيم المركزى "داعش بسوريا والعراق" طرح ضعيف، وأن العمليات الإرهابية فى سريلانكا قد تمت من أطراف بعيدة عن قيادة التنظيم ودون تخطيط مسبق معها.
وأوضح المرصد أن فيديو مبايعة زهران للتنظيم لا تثبت بشكل قاطع أن منفذى الهجوم كانوا من بين الملثمين الموجودين بالفيديو، وأن الفيديو لم يشر إلى أى عمليات سينفذها المبايعون، ولكن بشكل كبير أثبت الفيديو تورط زهران وجماعته بشكل مباشر فى الهجوم، وأن إظهار داعش لفيديو المبايعة إنما هدفه الترويج لداعش بعد إعلان خسارته فى سوريا بالباغوز وأنه ما زال قادرًا على تنفيذ عمليات دامية.
واختتم المرصد بيانه بأن الهجمات التى شهدتها العاصمة السريلانكية محزنة مهما كان منفذها، وأنها خارجة عن القيم الدينية والسماوية الداعية إلى حفظ النفس واحترام الأديان الأخرى والتعايش السلمى بين أصحاب الديانات، وأن منفذى الهجوم لم يراعوا حق الله وحق الرسالات السماوية الداعية إلى السلم المجتمعى بين البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة