هجمات إرهابية شبهها بعض المعلقين الغربيين بأحداث 11 سبتمبر، نظرا لدمويتها واتساعها فضلا عن عدد الضحايا التى خلفتهم، حيث بلغ عدد قتلى الهجمات الإرهابية التى استهدفت 3 كنائس و4 فنادق فى سريلانكا، 360 شخصا فضلا عن إصابة أكثر من 500 آخرين.
الهجمات أكدت فشلا أمنيا غير مسبوق من قبل حكومة دولة معروفة كأحد أبرز الوجهات السياحية فى آسيا حتى أنه بعد أيام من هذه الاعتداءات الوحشية أضطرت الحكومة إلى إعلان غلق جميع الكنائس فى البلاد إلى اجل غير مسمى، وهو ما يؤكد حالة الضعف والارتباك التى تعانيها أجهزة الأمن فى البلاد، والتى ستكبدها الكثير من الخسائر.
هذا الفشل والعجز الأمنى دفع الرئيس، مايثريبالا سيريسينا، لمطالبة قيادات أمنية عليا وعلى رأسهم وزير الدفاع ورئيس الشرطة، للاستقالة من مناصبهم، بحسب تقارير صحفية. غضب الرئيس السريلانكى كان مبررا للغاية فى ظل ما كشفت عنه الساعات اللاحقة لسلسلة الهجمات الوحشية، التى نفذها 9 انتحاريين، من وجود تقارير وتحذيرات استخباراتية بشأن الهجمات قبيل تنفيذها بأسابيع.
إذ تلقى مسئولى الأمن فى سريلانكا تحذيرات من أجهزة الاستخبارات الهندية قبيل تفجيرات عيد القيامة باسابيع، بناء على معلومات مستقاه من مشتبه به على صلة بتنظيم داعش الإرهابى. وقال مسئولون هنود لشبكة "سي إن إن"، إن دلهى مررت معلومات استخبارية محددة، فى الأسابيع والأيام التى سبقت الهجمات الإرهابية تم جمعها على الأقل من بعض المواد التى تم الحصول عليها خلال استجواب مشتبه به من تنظيم داعش معتقل لدى السلطات فى الهند.
وأوضح المصدر، أن المشتبه به أعطى المحققين اسم رجل تدرب فى سريلانكا، على صلة بجماعة متطرفة محلية متورطة فى التفجيرات. وتم التعرف على الرجل، زهران هاشم، فى شريط فيديو للمهاجمين، الذى نشره تنظيم داعش، الثلاثاء، معلنا مسئوليته عن تفجيرات الأحد الماضى.
وأقر سيريسينا، فى خطاب تليفزيونى موجه إلى الشعب، بالتحذيرات المسبقة قائلا "المسؤولين الأمنيين الذين تلقوا تقريرا استخباراتيا من دولة أجنبية لم يقدموه إلى"، مشيرا إلى أنه لو اطلع على هذا التقرير لاتخذ الإجراءات اللازمة. وأكد "سأقوم بإعادة هيكلة الشرطة والقوات الأمنية بشكل كامل خلال الأسابيع القادمة. وأتوقع تغيير قيادات الأجهزة الأمنية خلال الـ 24 الساعة القادمة".
المساعدات الاستخباراتية لم تقتصر على الهند، فحتى بعد الهجمات ووسط الفوضى التى تعانيها اجهزة الاستخبارات السريلانكية، أمدتها المغرب بمعلومات حساسة بشـأن هوية منفذى الهجمات. لكن يبدو أن الوضع بات أكبر من قدرة سريلانكا على احتواءه فى ظل الاشتباه بوجود عملاء مزدوجين داخل أجهزة الأمن.
إذ قال رئيس البرلمان لاكشمان كيريلا إن مسؤولين كبارا تعمدوا حجب معلومات استخباراتية تفيد باحتمال تعرض البلاد لهجمات، ويبدو أن البعض منهم كانوا عملاء مزدوجين لمصلحة تلك العائلات الثرية، التى يبدو أن البعض منها متورط فى تلك الهجمات بجانب تلك الجماعات المتطرفة. إذ كشفت الشرطة أن الـ 9 انتحاريين بينهم امرأة ينتمون إلى عائلات ثرية من داخل سريلانكا.
كما أن اثنين من الانتحاريين شقيقان، وابنا أحد أكبر تجار التوابل فى سريلانكا. وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين استخباراتيين، فإنه يعتقد أن الداعية السريلانكى، محمد زهران، المعروف بآرائه المتشددة، هو العقل المدبر لتلك الهجمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة