مفاجآت وأسرار عدة ظهرت على السطح يوماً تلو الآخر منذ تفجيرات أحد السعف الدامية التى ضربت سريلانكا وخلفت ورائها أكثر من 350 قتيلاً من المدنيين وعدداً لا حصر له من المصابين، فما بين زواج يجمع رأس المال والإرهاب، وعلاقة باتت طبيعية بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية وكافة التنظيمات والكيانات الإرهابية حول العالم، كشفت جهات التحقيق، ووسائل إعلام عالمية كبرى أبعاداً كانت مظلمة فى المشهد الأكثر دموية على الأطلاق منذ سنوات عدة.
فتش عن التمويل
ويظل الهجوم الذى راح ضحيته مئات الأبرياء بطريقته التى تمت بها، على قدر عالى من الاحترافية بحسب خبراء أمن دوليين، وهو ما احتاج بطبيعة الحال إلى تمويل ضخم وإعداد استغرق وقت طويل. وبحسب شبكة سى إن إن الأمريكية، فإن الاتهامات تشير إلى الملياردير السريلانكى محمد يوسف إبراهيم، تاجر التوابل الأشهر فى ذلك البلد الآسيوى لاعتباره أحد ممولى تلك الهجمات من خلال أبناءه.
وأشارت الشبكة الأمريكية فى تقرير لها أمس إلى أن الشرطة اعتقلت محمد يوسف إبراهيم، تاجر التوابل الملياردير، فى أعقاب الهجوم على الفنادق والكنائس الأحد الماضى، وقام نجلاه البالغان عصمت أحمد إبراهيم وإلهام أحمد إبراهيم بتفجير نفسهما فى هجمات الأحد.
ونقلت "سى إن إن" عن المتحدث باسم الشرطة روان جاناسيكيرا قوله، إن والد الانتحاريين محمد يوسف إبراهيم محتجز للاشتباه فى مساعدة وتحريض نجليه، وأضاف المتحدث أنه يعتقد أن كل أفراد عائلة إبراهيم الآخرين محتجزين أيضا.
وفى غضون ذلك، بدأ تحقيق جنائى دولى ضخم فى سريلانكا مع مشاركة ستة وكالات شرطى الإنتربول للشرطة المحلية، من بينها سكوتلاند يارد من بريطانيا والإف بى أى.
وقال جاناسيكيرا لـ "سى إن إن"، إن الضباط من قسم التحقيقات الجنائية فى سريلانكا وقسم تحقيقات الإرهاب قاموا بمداهمة خمس منازل عبر البلاد على صلة بهجمات الأحد، وتم إغلاقها من أجل إجراء اختبارات الطب الشرعى.
وبلغ إجمالى المحتجزين للاشتباه فى دورهم فى الهجمات نحو سبعين شخصا يواجهون اتهاما بالاشتباه بدورهم فى عمل إرهابى ومساعدة الإرهاب والتحريض عليه والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية. ومن بين المعتقلين والمشتبه به أربع سيدات، وجميعهم مسلمون. وقال المتحدث باسم الشرطة، إن أعليهم من أفراد عائلات وأصدقاء الانتحاريين المشتبه بهم. ولم يتم اعتقال أى أجانب.
الإخوان.. الأب الشرعى للإرهاب وقطر "أرض الميعاد"
ومن التمويل إلى الأفكار المتطرفة، تتكشف يوماً تلو الآخر مشاهد جديدة من مجزرة سريلانكا حيث كشفت تقارير إعلامية عن ارتباط الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى بتلك الهجمات بشكل مباشر، فقبل مرور أسبوع على وقوعها، ظهرت صور لزعيم جماعة التوحيد الوطنى العقل المدبر للهجمات والمتهم الرئيسى مع يوسف القرضاوى الأب الروحى لجماعة الإخوان فى مناسبات مختلفة.
الصور التى تم تداولها بقوة خلال الساعات القليلة الماضية تم التقاطعها بطبيعة الحال داخل إمارة قطر ـ الراعى الإقليمى للإرهاب ـ لتضاف بذلك إلى سلسلة من الأدلة الدامغة التى لا تدع مجالاً للشك بأن الإمارة وتنظيم الحمدين يقفان وراء كافة التنظيمات والكيانات الإرهابية فى الشرق الأوسط وفى مقدمتها جماعة الإخوان، وتوفر الدوحة ـ ولا تزال ـ الغطاء السياسى والإعلامى لتلك الكيانات لتبرير هجماتها تارة، والدفاع عن قياداتها والترويج لهم تارة آخرى، ذلك بخلاف الدعم المالى المباشر وغير المباشر.