يحتفل المسيحيون اليوم بالجمعة الحزينة (جمعة الآلام) التى صلب فيها السيد المسيح، حسب العقيدة المسيحية، بعد ليلة طويلة تم فيها القبض عليه ومحاكمته مرتين، الأولى دينيا قام بها اليهود والثانية قامت بها السلطات الرومانية.
وفى كتاب "أسئلة عن يسوع المسيح" تأليف عبد الله عبد الفادى، رصد لما حدث فى ليلة الخميس، بعدما خان يهوذا أستاذه وسلمه، معتمدا فى ذلك على الأناجيل التى وثقت لهذه اللحظة.
يقول الكتاب "فى الليلة التى تم القبض فيها على المسيح أحضروه أمام حنانيا وقيافا ومجلس القادة الدينيين المعروف باسم السنهدريم (يوحنا 18: 19-24، متى 26: 57)، وبعد ذلك أخذ أمام بيلاطس الحاكم الرومانى (يوحنا 18: 23) وأرسل ليمثل هيرودس (لوقا 23: 7) ثم رجع إلى بيلاطس (لوقا: 23: 11-12) والذى حكم عليه بالموت فى النهاية.
ويتابع الكتاب، تمت محاكمة المسيح فى ستة أجزاء: ثلاث مراحل فى محكمة دينية وثلاث مراحل أمام المحكمة الرومانية. تمت محاكمة المسيح أمام حنانيا رئيس الكهنة السابق، وقيافا رئيس الكهنة الحالى، ومجلس السنهدريم، وجهت إليه تهمة التجديف فى هذه المحكمة "الدينية" من أجل ادعائه بأنه المسيح المنتظر.
أظهرت المحاكمات الدينية أمام القادة اليهود مدى كراهية اليهود للمسيح لأنهم أهملوا الكثير من قوانين الناموس. فقد شابت هذه المحاكمات العديد من الإجراءات غير القانونية بالنسبة لليهود منها، لم يكن يسمح بالمحاكمت أثناء فترة الأعياد، أما يسوع فقد تمت محاكمته أثناء عيد الفصح، كان يجب أن يصوت كل فرد من المجلس منفردا فيما يخص الإدانة أو البراءة أما فى حالة يسوع فقد تمت إدانته بالإجماع، فى حالة الحكم بالموت كان يجب أن تمر ليلة كاملة قبل تنفيذ الحكم، ولكن لم تمر ساعات معودة قبل صلب المسيح، لم يكن لليهود السلطة لتنفيذ حكم الإعدام إلا انهم أشرفوا على صلب المسيح، لم تكن المحاكمات تنعقد ليلا، لكن محاكمة المسيح تمت قبل الفجر، كان يجب تقديم المشورة أو توفير الدفاع للمتهم، ولكن لم يقدم أى منها للمسيح، لم يكن يجب توجيه أسئلة إدانة للمتهم ولكن يسوع سئل عما إذا كان هو المسيح.
كانت المحاكمة أمام بيلاطس هى أول محاكمة أمام السلطات الرومانية (يوحنا 18: 23) بعد جلد المسيح. كانت التهم الموجهة ضده هنا مختلفة تماما عنها أمام المحكمة الدينية، فقد وجه إليه الاتخام بأنه يثير غضب الجماهير ويمنعهم من دفع الجزية ويدعى أنه ملك.
لم يجد بيلاطس سببا ليقتل المسيح فأرسله إلى هيرودوس (لوقا 23: 7) سخر هيرودوس من المسيح لكنه أراد أن يتجنب المسئولية القانونية فأعاده إلى بيلاطس (لوقا 23: 11-12).
كانت هذ آخر محاكمة حيث أراد بيلاطس تهدئة أعداء اليهود فأر بتعذيبه، كان التعذيب الرومانى عبارة عن الجلد 39 جلدة قاسية. وفى محاولة أخيرة لإطلاق سراخ المسيح قدم بيلاطس لليهود الخيار بين صلب باراباس المجرم مقابل إطلاق سراح يسوع، ولكن دون فائدة، فقد طالبت الجماهير بإطلاق سراح باراباس وصلب المسيح.
أعطاهم بيلاطس ما طلبوه وسلمهم يسوع ليفعلوا ما يريدون به (لوقا 23: 25) إن محاكمات المسيح تمثل أقصى استهانة بالعدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة