أكد عدد من الكتاب والرسامين العرب والأجانب أنه لا يمكن الوصول إلى جيل مبدع من دون بناء علاقته مع الكتاب، لافتين إلى أن الدور الرئيسى فى ذلك يقع على الآباء والمدرسين والحكومات فى توجيه انتباه الأطفال نحو المطالعة وتحفيز أسس القراءة فى نفوسهم ليكونوا أفراداً قادرين على اكتشاف والابتكار، بالإضافة إلى تخصيص مكتبة منزلية فى كل بى، تساعد الطفل على المعرفة والإبداع.
وقال الكاتب العمانى أحمد الراشدى: إن القراءة للأطفال وتنظيم ورش العمل المتخصصة لهم تحفزهم على التقرب من الكتاب وتشحذ خيالهم نحو مواصلة الإبحار فى جماليات المعانى التى تضمها دفتيه، ومن خلال التجارب التى مررت بها وجدت أن تعزيز علاقة الطفل مع الكتاب تقودهم نحو البحث عنه فى أى وقت وأى مكان، فالكتاب بوابة المعارف جميعها ولا بد من الاهتمام بتحبيب الأجيال الجديدة بالقراءة واتخاذ القراءة نهجاً يومياً وأسلوب حياة.
وأضاف أحمد الراشدى: منذ العام 2010 وأنا أشعر بسعادة غامرة، فقد عملت على تخصيص مكتبة فى منزلى أنا وزوجتى ولا يمكننى وصف الشعور عندما أسمع طرقاً على باب المنزل من أطفال الحى وهم يصيحون عمى نريد كتاباً، لدرجة أننى وضعت فى الخارج دفتراً للاستعارات يدون عليه الصغار أسماءهم عندما يستعيرون الكتب، هذه المكتبة عامل أفخر به ويلهمنى نحو نشر هذه الثقافة للمحيط الذى أعيش به حتى نؤسس الأجيال الجديدة على القيم التى تلهمهم لاكتشاف المستقبل بالأسلوب الأمثل.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "الكتاب بوابة الثقافة" أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل، التى تستمر دورته الـ11 حتى 27 أبريل الحالى فى مركز إكسبو الشارقة، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيرى.
من جهتها قالت الكاتبة الاسترالية شان دى آنتيس: عندما نعلم الأطفال الكتابة والقراءة نأخذهم للحياة من أوسع أبوابها، ويجب أن نبقى متابعين للطفل وأن نلفت انتباههم بشكل كبير نحو اختيار الكتب التى تستهويهم لا أن نقف عائقاً أمام اختياراتهم وهذا عامل مهم يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم قادرين على الاختيار والاستفادة بشكل كبير.
وتابعت الكاتبة الاسترالية: أنا أحب أن أرسم للأطفال فالرسومات تلهم خيالهم وتطوف بهم نحو عوالم من الجمال ومن الضرورى أن يتم تضمين الكتب والمؤلفات الموجهة للأطفال بالرسومات فهى عامل مهم لسرد الحكاية على الأطفال كونها تملك مفاتيحها، ولطالما أحببت الرسم باستخدام الأقلام والأوراق ولا أشعر بمتعة عندما أرسم على جهاز الكمبيوتر أو الجهاز المحمول.
ولفتت الكاتبة الأمريكية هينا خان إلى أن دراسة أمريكية أكدت دور المكتبة المنزلية فى مضاعفة تحصيل الأطفال العلمى والمعرفى، مشيرة إلى أن على الآباء أن يخصصوا مكتبات منزلية تحتوى على عناوين مؤلفات تستهوى الأطفال وحبذا لو كانت من اختياراتهم الخاصة مع التأكيد على مراقبة المحتويات عن بعد وبدقة.
وتابعت الكاتبة الأمريكية: الاهتمام بتحصيل الأطفال المعرفى يولّد لديهم خبرات مهمة ومضاعفة فى الحياة وعلى الآباء أن يتأكدوا من أن أطفالهم يميلون نحو جنس معين من أجناس الأدب، فهناك أطفال تستهويهم الحكايات السحرية، وآخرون يجدون فى البحث عن شخصيات خارقة متعة، وهناك فئات تبحث فقط عن الإبحار فى عوالم الصورة والرسم دون التطرق بالضرورة إلى المحتوى المكتوب وهذا أمر مهم يجب الانتباه له للوصول إلى جيل قادر على الإبداع.
وفى مداخلة لها أكدت الكاتبة الكويتية أمل الرندى أن دولة الكويت رائدة فى مجال الاعتناء بأدب الطفل، حيث قدمت عرضاً يلخص الجهود الكبيرة التى بذلتها المؤسسات والجهات الحكومية فى دولة الكويت وأثر تلك المطبوعات من مجلات وصحف وفنون موجهة للأطفال فى إيجاد جيل مثقف قارئ يقود المشهد الثقافى الراهن ويثرى التجارب العربية بالكثير من المضامين.
وأضافت الرندى: تم إصدار 24 مجلة متخصصة للأطفال فى دولة الكويت لكن مع تضاعف تكلفة الطباعة والتغليف وغيرها تناقص عددها إلى 10، وقدمت هذه المجلات المتخصصة فى أدب الطفل الكثير من الثراء اللغوى والمعرفى والثقافى للأجيال، وساهمت فى قيادتهم نحو تبنى القراءة والمطالعة كأسلوب حياة وتحصيل علمى وفكرى، وهذا أمر نفخر به ونتطلع إلى أن يكون هناك اهتمام أكبر بالكتاب والدفع باتجاه حضوره بشكل مكثف لا سيما فى ظل إقدام الأطفال على التسلية فى مجالات التكنولوجية الراهنة التى تتصاعد يوماً بعد آخر.