أكرم القصاص

الاقتصاد أولاً والسياسة أيضاً.. مصر وروسيا فى قمة الصين

السبت، 27 أبريل 2019 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاقتصاد هو النقطة التى تبدأ وتنتهى عندها المنافسة بين الكبار، هى محور الخلافات والمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، وأوروبا. تسعى كل دولة إلى اقتناص فرص التنمية ليس فقط فى الداخل لكن تمد أيديها واستثماراتها إلى أبعد نقطة تصل إليها. من هنا يمكن تفهم أهمية منتدى «الحزام والطريق» التى تنعقد فى «بكين» للمرة الثانية. الصين تقدم مشروع إحياء طريق الحرير القديم بريًا وبحريًا، فيما بدا قبل أعوام نوعًا من الخيال. لكن بكين ضمن خططها طرحت المشروع باعتباره يشمل أكثر من 60 دولة، ويحمل فرصًا للتنمية فى كل دولة يمر بها. 
 
الصين تتحرك فى كل الاتجاهات، وبالطبع تسعى لتحقيق مصالحها، لكنها أيضًا قدمت شراكة مع الدول الفاعلة، وقال الرئيس الصينى شى جين بينج فى افتتاح أعمال المنتدى «اتضحت معالم تواصل 6 ممرات و6 طرق والعديد من الموانئ فى العديد من الدول». وأكد أنه «تمت مواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» وخطط التنمية والتعاون بالأمم المتحدة ورابطة دول «آسيان» والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى والاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى وغيرها من المنظمات وفسر قوله «تقديم مساهمات جديدة لزيادة رفاهية شعوب العالم».
 
الصين تبشر بمصالح مشتركة لدول العالم، ولا تكتفى فقط بالتوقف عند منافسة تقليدية، مع الغرب والولايات المتحدة على رأسه، مع الأخذ فى الاعتبار أن الصين وأوروبا وروسيا، ضمن نقاط الحرب التجارية التى تفرضها الولايات المتحدة.
 
الصين حاضرة، وروسيا أيضًا، اللاعب المهم فى اقتصاد وسياسة عالمية تتحرك بسرعة وتتقاطع مع تطورات سياسية فى خلفية التحولات الاقتصادية. روسيا تتداخل مع كل قضايا العالم الساخنة، من سوريا إلى كوريا الشمالية، حيث التقى بوتين مع نظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون الأسبوع الماضى بوتين، قال «إن بيونج يانج تريد ضمانات لتخفيض برنامجها النووى»، و«أون» قال «إنه لا يمانع من استمرار التفاوض مع أمريكا بضمانات واضحة. روسيا تمارس دورًا تفاوضيًا، لا يخلو من تأكيد أهمية دورها لامتصاص التوتر بين ترامب وكيم جونج، بعد فشل قمة فيتنام».
 
وهناك ترابط وتشابك بين ملفات السياسة والاقتصاد والمصالح بالعالم، ومصر تدرك هذا جيدًا، حيث المصالح المباشرة، تتشابك وتتقاطع،  ولايمكن إهمال أى من هذه الملفات. وما يجرى فى الشرق الأوسط أو فى آسيا لا ينفصل عما يدور فى أفريقيا وأوروبا.
 
لهذا فإن القاهرة حاضرة فيما يتعلق بضمان مصالح القاهرة،  فضلًا عن حمل رسائل أفريقيا كرئيس للاتحاد الأفريقى وتحركاتها تقوم على إدراك أهمية المشاركة فى رسم خطط التنمية التى تصاغ صينيا وروسيا. وأيضا كطرف فاعل ولا عب رئيسى فى القضايا الإقليمية،  بشكل يتجاوز ما هو معلن. وهو ما عكسته لقاءات السيسى مع الرئيسين الصينى، والروسى ومع الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الإماراتى، وغيرها. مع الإشارة إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تحركات مصرية فى كل الملفات المطروحة وإقليميا. 
 
التنمية والاقتصاد تتقدم ملفات التحولات الدولية والإقليمية، والسياسة حاضرة بين كبار اللاعبين فى كل الاتجاهات. ومصر تحرص على الوجود فى كل هذه الملفات بحكم الجغرافيا والسياسة والمصالح.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة