أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

قمة «الحزام والطريق» بالصين

السبت، 27 أبريل 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يدع الرئيس السيسى فرصة دولية أو تجمعا إقليميا كبيرا إلا ويستعرض فيه الفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر من خلال المشروعات العملاقة ومحاور التنمية، وآخر تلك التجمعات الدولية قمة منتدى الحزام والطريق المنعقدة بالصين، والتى عرض فيها لمحور قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستى، يوفر فرصاً واعدة للشركات العالمية الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول المرتبطة باتفاقيات تجارة حرة فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.
 
ولا يدع الرئيس السيسى تجمعا دوليا إلا ويستعرض الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، وتطوير مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بشكل يؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وخاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجى على جانبى قناة السويس، من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقاً من كون مصر مركزاً لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
 
جهود الرئيس فى عرض وترويج ما تحقق على مسار الإصلاح الاقتصادى والترويج للفرص الاستثمارية الواعدة عندنا، تكرس لدى الدول الكبرى والشركات العالمية والمؤسسات المالية الدولية الصورة الصحيحة عن مصر واقتصادها، وكذا عن تصميم الإدارة السياسية فيها على التحول لدولة ناهضة تتسق مع توجهات الاقتصاد العالمى، والأهم تلتزم بالضمانات والقوانين الدولية التى يبحث عنها المستثمرون، الأمر الذى يدفع الشركات العالمية الكبرى إلى العودة بقوة إلى السوق المصرى والتعامل مع المتغيرات الإيجابية فى السنوات الأخيرة، خاصة أن التعامل مع السوق المصرى يعنى التعامل مع القارة الأفريقية كلها.
 
أيضا، أهداف قمة الحزام والطريق تتسق مع مجموعة الـ77 والصين ومجموعة بريكس، فيما يتعلق بضرورة تبنى الاستثمار فى أسواق الدول النامية والواعدة اقتصاديا خلال السنوات المقبلة، ووضع خارطة طريق للإصلاح الاقتصادى فى العالم تعتمد مزيدا من التحرر والتعاون، وهو ما يمكن مصر من تحقيق مجموعة أهداف فى وقت واحد، فى مقدمتها كسر كل أشكال الحصار الاقتصادى والعسكرى والتجارى المعلن منها وغير المعلن، وكذا فتح مسارات جديدة للتعاون الاقتصادى مع كيانات ودول خارج الاتحاد الأوروبى والنافتا، وأيضا الاتجاه لتعزيز التعاون مع الدول الواعدة اقتصاديا فى آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى الإعلاء من شأن التنمية فى مواجهة الإرهاب وتأكيده كأحد الأهداف العالمية.
 
ومن هنا جاء ترحيب الرئيس باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقى، بتدشين شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام فى تعزيز جهود مصر والدول الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومثال ذلك تنفيذ طريق القاهرة- كيب تاون، الذى يهدف إلى زيادة مُعدلات تدفقات التجارة والاستثمار البينى، وإقامة شراكات فى إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، كأحد مشروعات البنية التحتية المُدرجة ضمن أولويات تجمع الكوميسا، بما يُحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة، فيما يتعلق بربط دول القارة الأفريقية.
 
الرئيس السيسى دعا الشركات والمؤسسات التمويلية فى إطار مبادرة الحزام والطريق، إلى المساهمة فى مثل تلك المشروعات، مؤكداً أن نجاحها وغيرها من المشروعات، يتطلب توفير التمويل اللازم، وبشروط تتلاءم مع ظروف الدول النامية والأقل نمواً، خاصة فى قارتنا الأفريقية، وبشكل لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك، من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص، لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.
 
إجمالا، تمثل مشاركة الرئيس السيسى فى قمة الحزام والطريق بالصين، خطوة مهمة لبناء مستقبل اقتصادى واعد لمصر، خاصة مع دعوته لاعتبار قضية تمويل التنمية فى الدول الواعدة مسؤولية مشتركة للدول المتقدمة بما يكفل أساسا عادلا لتمكين الدول النامية، وهو ما نتوقع مردوده قريبا إن شاء الله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة