أثار الكشف عن تلقى السلطات فى سريلانكا تحذيرات من وقوع هجمات إرهابية فى البلاد قبلها بأسابيع، حالة من الغضب والجدل، وأثارت أيضا تساؤلات حول ما إذا كانت من الممكن تجنب تلك المذبحة التى أدت إلى سقوط أكثر من 260 قتيلا فى سلسلة من التفجيرات التى استهدفت عدد من الفنادق والكنائس فى أنحاء متفرقة بسريلانكا مع الاحتفال بعيد القيامة الأحد الماضى.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الهجمات التى شهدتها سريلانكا الأسبوع الماضى سلطت الضوء على الفشل فى التعامل مع تحذيرات مسبقة بشان أعمال إرهابية.
وكان رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا قد قال يوم الجمعة الماضى إن المسئولين سيعيدون هيلى قوات الأمن فى محاولة لتقديم حماية أفضل للمدنيين، وأعلن أن المحنة بكاملها نتاج إخفاق استخباراتى كبير.
وكان وزير الدفاع ورئيس الشرطة فى سريلانكا قد قدما استقالتهما الأسبوع الماضى، وقال الرئيس إنهما تلقيا تحذيرات من الهجمات لكن لم يقولا أى كلمة عن هذا التحذير.
وتقول "واشنطن بوست" إنه هذه التطورات تسلط الضوء على تساؤل مهم، هل كان من الممكن وقف المذبحة قبل بدايتها. وهذا هو السؤال الذى يواجهه مسئولو الاستخبارات حول العالم عقب كل هجوم إرهابى دموى، بدءا من هجمات سبتمبر وحتى هجوم باريس وغيرهما.
ويقول رافايلو بانتوشى، مدير الدراسات الأمنية الدولية فى امعهد الخدمات الملكية المتحدة لدراسات الدفاع والأمن فى لندن، إن أى هجوم إرهابى فى تعريفه يكون فشلا استخباراتيا، فوظيفة المخابرات هو أن يبقوا على علم بهذه المشكلات ومنعها من الحدوث.
لكن الخبراء يقولون إن من معرفة ما هى المعلومات المهمة وما كان ينبغى أن تفعله قوات الأمن يكون أسهل بكثير فى مرحلة ما بعد وقوع الحدث، فمسئولو الاستخبارات يتلقون بشكل يوم الكثير من التحذيرات والنصائح، بحسب ما يقول سيث جونز، الخبير فى الإرهاب بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية. ويضيف أنه قد يكون من الصعب الفصل بين ما هو أكثر أهمية وما هو ليس بذلك، مشيرا إلى أن المسئولين يرتكبون أخطاء.
وتوضح "واشنطن بوست" أنه بعد هجمات سبتمبر، أسست الولايات المتحدة مركز مكافحة الإرهاب الوطنى لسد الفجوات الاستخباراتية وضمان أن المعلومات القادمة يتم التعامل معها بالشكل المناسب، ففى عام 2016، وبعد أشهر من هجمات باريس، طالب النواب الفرنسيون بحل مماثل، وأشاروا إلى ضرورة أن يضمن مسئولى الاستخبارات الفرنسية مراقبة أقوى للإرهابيين المحتملين، وفى العام الماضى، خلص نواب البرلمان فى بريطانيا أن أجهزة الاستخبارات فى بلادهم فشلوا فى الاعتراف بمستوى الخطر الذى كان يمثله سلمان عبيدى الانتحارى الذى قتل 22 شخص فى حفل موسيقى باريانا جراند، وقالوا فى هذا الوقت إنه نتيجة لهذا الفشل، فإن الفرص الممكنة لوقع التفكير قد تم تفويتها.
ويقول الخبراء إن تفجيرات سريلانكا كانت بلا شك فشلا استخباراتيا، إلا أنها مؤشر جيد على أن المسئولين على الأقل قد علموا بوجود جماعة محلية وهى جماعة التوحيد الوطنى، والتى قالوا إنها مسئولة عن الهجمات. وكانوا قادرين على القيام بعدد من الاعتقالات مما يشير إلا أنهم كان لديهم على الأقل بعض الاشخاص على الرادار قبل وقوع الهجمات. ورغم أن داعش أعلن مسئوليته عن الهجوم، إلا أنه لا يعرف بشكل واضح الدور الذى لعبه التنظيم الإرهابى.
ويقول بانتوشى إن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ لو شن أحدهم هجوم ولم نكن نسمع عنه أبدا، أو نعرف عن الجماعة التى تقف وراءه، وإلا فما الذى تفعله الأجهزة الأمنية.
ورغم ذلك، فإن التفاصيل الخاصة بمقدار ما عرفه المسئولون تظل غامضة. فقد أشارت تقارير إلى أن الهند قدمت تحذيرات استخباراتية عن الهجوم قبل أسابيع ولم يتحرك المسئولون. ولم يعرف ما إذا كان هذا نتيجة للشكوك أو عدم كفاءة أو عقبات أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة