لم يكن خروج زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى، فى فيديو لأول مرة منذ عام 2014، إلا تأكيد على أن هذا التنظيم الإرهابى يعيش أيامه الأخيرة، وأن الانشقاقات داخلة بدأت تتصاعد مما اضطرته لأن يظهر زعيمه فى فيديو لمحاولة السيطرة على تلك الانشقاقات.
خبراء فى ملف الإسلام السياسى والحركات الإرهابية، كشفوا دلالات إقدام تنظيم داعش على إظهار زعيمه فى فيديو، مشيرين إلى أن الخسائر الكبرى التى تلقاها التنظيم فى سوريا والعراق، وخروجه من أخر جيوبه فى سوريا، دفعت التنظيم لإظهار زعيمه .
وفى هذا السياق، قال بشير عبد الفتاح، الخبير السياسى، إن أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى، كان له العديد من التسجيلات الصوتية التى يحرض فيها مقاتلى التنظيم الإرهابى على الصمود والبقاء فى مواجهة القوات، التى تهاجم التنظيم فى سوريا والعراق ويعد هذا الفيديو هو الظهور الأول له صوت وصورة منذ عام 2014.
وطالب عبد الفتاح، بالوقوف على صحة الفيديو والوقوف على التاريخ الذى تم تصوير الفيديو فيه، خاصة وأن هناك تقنيات حديثة من الممكن أن يكون الفيديو قديما ويتم الترويج له على أنه حديث حتى وإن كان يتضمن الحديث عن معارك وأحداث حديثه فى الوقت الراهن، لافتا إلى أن هناك العديد من التقارير الأمريكية التى أشارت إلى مقتله فى إحدى المعارك أو تلك التى أوضحت أنه هرب ولم يقتل، وهذا يعنى ضرورة الوقوف على صحة الفيديو والتاريخ المصور فيه.
واستطرد الخبير السياسى، أنه فى حال أن الفيديو صحيح وأنه لازال على قيد الحياة هذا يعنى أن القضاء على التنظيم بشكل مبرم لم يحدث، وأن التعجل من قبل بعض الدول بشأن هزيمة داعش ليس موقفا حكيما ولكن فى حقيقة الأمر أن الأمر يتمثل فى توجيه ضربات موجعة للتنظيم أو القضاء على التنظيم فى الشام والعراق ولكنه مازال قائما ولم يتم القضاء عليه كليا.
وأشار الخبير السياسى، إلى أن القضاء على التنظيم صعب، وهذا يعود لوجود العديد من الخلايا النائمة والذئاب المنفردة حول العالم، وأن هناك تنظيمات خارج سوريا والعراق والدليل، وإن صح الفيديو فزعيم التنظيم مازال على قيد الحياة، بالإضافة لأموال التنظيم مازالت موجودة وتم تهريبها عبر تركيا للخلايا النائمة والتنظيمات الاخرى المنشقة منه فى مختلف دول العالم.
وأوضح الخبير السياسى، أن ما تم القضاء عليه هو إمارات داعش وليس التنظيم، وإن كان زعيم التنظيم على قيد الحياة هناك فرص إعادة إحياءه مرة آخرى بأى شكل من الأشكال، مؤكدا أن الإعلان عن القضاء على التنظيم يكون من خلال مقتل زعيمه وقياداته والخلايا النائمة وإفلاسه والقضاء على الذئاب المنفردة وتتبعها فى كل الدول التى تمارس أفعالها الإرهابية بها وفى هذه الحالة نستطيع أن نجزم بالقضاء كلية على التنظيم.
وفى نفس السياق، قال الدكتور عبد المنعم السعيد، المفكر السياسى، إن الفيديو يحمل رسالة مفادها أن التنظيم قائم والحرب مازالت مستمرة، وأن البغدادى اعتمد على بعض العبارات التى كان يستخدمها أسامة بن لادن فى كلماته سواء ومنها أمة الإسلام وغيرها من المفردات.
وأضاف المفكر السياسى، أن الفيديو يؤكد أن المعركة قائمة، ومن الصعب أن يتم التأكد من صحته، خاصة فى وقت الحرب، حيث يتم استغلال كافة الأساليب ومنها استخدام وسائل التكنولوجيا كسلاح، وإن لم يكن هناك معلومات وافيه يصعب الوقوف على صحة الفيديو وتاريخ تصويره من عدمه حتى وإن تضمن الحديث عن أحداث قريبة العهد بوقت إذاعة الفيديو.
من جانبه قال طارق أبو السعد، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن ظهور زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي تفسيره أنها خطوة تمهيدية لما قبل إعلان دولته فى مكان جديد، هذا الظهور بهذه الكيفية يعنى أن هناك تحرك لداعش ما بعد سوريا والعراق خصوصا بعد اعترافه بانتهاء معرك الباجوز وهزيمة التنظيم، حيث يحاول التنظيم من خلال هذا الفيديو أن يسيطر على الانشقاقات داخله.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا الظهور الجديد يأتى بعد الخسارة الكبرى التى تلقاها التنظيم فى سوريا، وهو ما يشير إلى أن هناك توجه لإقامة فرع داعش فى منطقة جفرافية جديدة من الأرجح أنها ستكون على أطراف أفعانستان بالقرب من تركستان الشرقية.
وأوضح طارق أبو السعد، أن هذا الأمر يؤكده مبايعة بعض التنظيمات المتشددة فى المنطقة لتنظيم داعش، ولكن فى ذات الوقت ستكون هذه الإمارة أقل بكثير من فرعه فى العراق وسوريا.
وكانت فضائية العربية أفادت فى خبر عاجل لها ظهور أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى، فى فيديو جديد للتنظيم الإرهابى هو الأول منذ 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة