تحل اليوم أعظم شعراء اليونان المعاصرين، مصرى يونانى، وهو قسطنطين كفافيس، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1863، ورحل فى نفس اليوم من عام 1933.
والد كفافيس كان رجل أعمال وأمه من الطبقة الارستقراطية، وكان ترتيبه الـ 9 بين أخواته، حيث أتى بعد أخته "هيلينى" التى ماتت وهى فى سن صغير، ولأنها كانت البنت الوحيدة، فعاملت أمه كفافيس كبنت، فكانت تصفف له شعره، وتجعله يرتدى ملابس البنات، وكانت لا تفارقه أبدًا.
ونظرًا لمعاملة أمة له بهذه الطريقة نشأ منطويًا وخجولاً ولا يعتدم على نفسه، إلا نادرًا، وحصل كفافيس على شهادة دبلوم التجارة وعمل كموظف.
بدأ الراحل كفافيس كتابه الشعر وهو فى سن الـ 19 من عمره، ولكنه لم ينشر أى عمل مطبوع إلا وهو فى سن الـ 41 من عمره، وكانت أول مجموعة قصصية يطبعها فى عام 1904م. وكان يحتوى على 14 قصيدة، وتوالت بعد ذلك أعماله المطبوعة إذ نشر له ثانى مجموعته الشعرية فى عام 1910، وتضم 14 قصيدة التى نشرها فى ديوانه الأول بالإضافة إلى قصيدتين جديدتين، وكانت مجلة الحياة الجديدة تنشر له قصائد من عام 1908م وحتى 1918، وتجاوزت شهرته مدينة الأسكندرية ووصل للعالمية.
شعر كفافيس كان يعبر عن التلاقى المشترك لعالمين "اليونان الكلاسيكية" و"الشرق الأوسط القديم"، و"تأسيس العالم الهلنستي"، و"الأدب السكندرى" الذى كان مهادًا خصبًا لكل من الأرثوذكسية والإسلام، والسبل التى تدفع بشعوب المنطقة – على اختلاف أساليبها نحو الكمال الإنسانى.
مر كفافيس بأحداث مريرة فى حياته إذ رحلت والدته التى احبها كثيرًا عام 1899، وبعدها رحل أخوه الأكبر عام 1900، ثم أخوته أريتيديس عام 1902، وألكسندر الذى كان أقرب أخ عام 1903م، وبول عام 1920، وأصيب كفافيس فى عام 1923م بسرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام، ورحل عن عالمنا فى 1933.
كان يعيش كفافيس فى مدينة الأسكندرية، فى الدور الثانى بمنزل قديم خلف مسرح سيد درويش، بمحطة الرمل، حيث تحول بيته الذى عاش به 25 عامًا، بعد أن اشترته القنصلية اليونانية فى الأسكندرية وحولته لمتحف عام 1991، ويضم المتحف قناع الدفن الخاص بكفافيس، وهدايا وأثاثه،ومؤلفاته وشرائط تحوى قصائده ملحنة ونصوصاً مكتوبة بخط يده وأيقونات ومجلد ضخم تحت عنوان " دليل الأسكندريه"، يحتوى على صور قديمه، إلى جانب لوحه زيتية للخديو إسماعيل الذى كان صديقاً لوالد كفافيس، وزار المتحف شخصيات بارزة.