سلطت شبكة "بلومبرج" الاقتصادية الشهيرة، الضوء على اختفاء 20 مليار دولار من الاحتياطى النقدى التركى، دون وجود أى تفسير منطقى، عن سبب اختفاء المبلغ الضخم، وأوجه إنفاقه..!!
شبكة "بلومبرج" الاقتصادية، أسندت محاولة البحث والتنقيب وإيجاد تفسيرات منطقية عن سر اختفاء الـ 20 مليار دولار من الاحتياطى النقدى، لثمانية خبراء بارزين من اقتصاديها، إلا أنهم فشلوا، فى ظل التباين العجيب فى بيانات البنك المركزى التركى..!!
وكانت بيانات البنك المركزي التركى، قد كشفت عن انخفاض الاحتياطى النقدى 9 مليارات دولار خلال 3 أسابيع من شهر مارس الماضى، بسبب سداد نسبة من الديون على أنقرة والمدفوعات للطاقة.
من جانبه نصح بنك «جي بي مورجان» العالمى، جميع المستثمرين ببيع الليرة التركية في ظل الغموض المتعلق بالاحتياطات النقدية، وفى ظل تقديرات تشير إلى بيع الحكومة التركية 10 أو 15 مليار دولار في شهر مارس فقط، للحفاظ على قيمة العملة الوطنية..!!
هذه الفضيحة الكبرى، فجرتها شبكة "بلومبرج" الاقتصادية العالمية، ونشرتها معظم وسائل الإعلام الرصينة، سواء كانت مقروءة أو مرئية، بما لا يدع مجالا لأى إخوانى، أو متعاطف مع رجب طيب أردوغان ونظامه، أن يقود حملة تشكيك فى هذه الفضيحة، ويبرر أن رجب طيب أردوغان، قد "سلف" البنك الدولى، مليارات، ويترنم بقوة الاقتصاد التركى، وعبقريته وعظمته..!!
هذه الفضيحة المدوية، لم يشر لها من قريب أو بعيد، الإعلام الإخوانى، ومهابيلهم، معتز مطر ومحمد ناصر وزوبع، كما التزمت قناة الجزيرة، الصمت ولم تتطرق لهذه الفضيحة، بينما على النقيض يصنعون من خيوط العنكبوت قصصا وأوهاما عن مصر، وتصديرها على أنها حقائق غير قابلة للشك من قريب أو بعيد..!!
وكنت قد كتبت مقالا نشر يوم الثلاثاء، 16 أبريل الجارى، تحت عنوان " أردوغان وعائلته.. الوصفة السامة لتدمير الاقتصاد التركى بشهادة الصينيين..!!".. أكدت فيه أن عائلة أردوغان، مارسوا كل أنواع الفساد فى تركيا، واستعنت بتقرير نشرته صحيفة جلوبال تايمز الصينية فى نسختها الإنجليزية، مؤخرا، كشف الأسباب الحقيقية وراء الانهيار الدراماتيكى اللافت للاقتصاد التركى فى أقل من عام، مؤكدا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قدم نموذجا اقتصاديا، غير واقعى، ومجرد أسطورة وهمية، لا تمت للواقع بصلة.. وتوقع الصحيفة الصينية مزيدًا من الانهيار والصعوبات التى ستواجه الاقتصاد الأردوغانى خلال المرحلة المقبلة..!!
كما تساءلت فى المقال، هل قرار رجب طيب أردوغان تعيين صهره «بيرات البيرق» وزيرا للمالية، له نصيب فى الأزمة الاقتصادية العنيفة التى تتعرض لها تركيا..؟! وهل إطلاق يد ابنه الأكبر «أحمد» للسيطرة على الشاحنات والموانئ والمنافذ البحرية والبرية، وعقد الصفقات التجارية المشبوهة له نصيب أيضا..؟! بجانب زيادة نفوذ ابنه الرابع "بلال" والذي بات اسمه مرتبطا بوقائع فساد، وفضائح نهب المال العام، على مدار السنوات الماضية، شاهدة للعيان، ويعلمها القاصى والدانى.؟!
الإجابة.. طبعا..!! فلا يوجد قرار ليس له تبعات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وربما تكون هذه القرارات لها صدى سلبى، نسبيا، فإنه تبقى قرارات وسياسات مغايرة، لعبت الدور الجوهرى فى زيادة الأوضاع الاقتصادية التركية سوءا وتعقيدا..!!
لكن الأخطر، التلميحات، وحالة الهمز واللمز، حول اختفاء الـ20 مليار دولار، تسيطر على أحاديث بين المعارضة التركية، ودوائر سياسية غربية تتابع وتراقب الأوضاع عن كثب، ومدى الفساد الطاغى لأردوغان وعائلته، وأيضا دعم الجماعات المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، وإنفاق مبالغ طائلة لتسليحها وفتح منابر إعلامية لها.. علاوة على تدخله السافر فى الشؤون الداخلية لعدد من الدول، منها مصر وسوريا والعراق، وغيرها من الدول.
واضح أن المصائب لا تأتى فُرادى، ففضيحة اختفاء الـ 20 مليار دولار من الاحتياطى النقدى فى ظروف غامضة، فشل 8 خبراء اقتصاديين ايجاد تفسير، أو مخرج لها، تأتى عقب فشل حزب أردوغان "العدالة والتنمية" الإخوانى، فى الانتخابات المحلية، وخسارته الفادحة فيما يشبه الإنهيار فى أكبر العاصمة أنقرة، وأكبر المدن التركية إسطنبول، بجانب أزمير، وأصبح نظامه على المحك..!!
نعم، أردوغان يترنح سياسيا، واقتصاديا، وسط تشفَّى جيرانه فيه، جراء سياسته الوقحة القائمة على دعم التنظيمات الإرهابية والتدخل السافر فى الشؤون الداخلية للجيران، والبعيدة عن حدوده أيضا، وإقحام نفسه فى نزاعات إقليمية، لتأجيج الصراع، بجانب سخط المؤسسة العسكرية التركية، وأيضا حالة الغليان فى الأوساط الثقافية والإعلامية، وجميعها مصائب كبرى، لن يستطيع الإفلات من واحدة منها، فما البال إذا تجمعت المصائب جميعها فى سلة واحدة..؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة