تشهد مدن المنطقة الغربية فى ليبيا تحشيدات عسكرية كبيرة من قوات الجيش الليبى، وتحركات للسيطرة على أبرز مدن المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة التى تتمركز في بعض مدن المنطقة الغربية.
التحركات العسكرية والتحشيدات التي تقوم بها قوات الجيش تحت قيادة المشير خليفة حفتر تكللت بنجاح الجيش الليبى فى السيطرة على مدينة غريان غربى البلاد، وأعلن قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية اللواء عبد السلام الحاسى سيطرته على المدينة سلميا.
نشرت خلية الإعلام الحربى التابعة للجيش الوطنى الليبى فيديو يظهر دخول قوات الجيش الليبى إلى مدينة غريان، وتحركات لقطاعات عسكرية فى مدن المنطقة الغربية.
وتلوح القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بالدخول إلى العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة المليشيات المسلحة وتأمين المدينة من العناصر الإرهابية التى تتسلل إلى العاصمة من تونس والجزائر، ورغبة قوات الجيش فى إنهاء حكم المليشيات المسلحة التى تسيطر على مدن المنطقة الغربية.
بدوره عبر سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر وقوع مواجهات فى ليبيا.
وقال جوتيريش فى تدوينة عبر "تويتر"، إنه ليس هناك حلا عسكريا فى البلاد، مشددا على أن الحوار بين الليبيين هو الحل الوحيد للمشاكل بينهم، مضيفا: "أدعو الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس".
وتدفع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدن المنطقة الغربية، ودعم القوات بوحدات من القوات الخاصة والاستطلاع وتحليق طائرات استطلاع فوق مدن المنطقة الغربية، وذلك لرصد تحركات المليشيات المسلحة التي تتمركز في الغرب الليبى.
وقررت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية نقل غرفة عمليات المنطقة الغربية بقيادة اللواء عبد السلام الحاسي إلى مشارف العاصمة الليبية طرابلس، فيما تكثف طائرات الاستطلاع من طلعاتها فى مدن المنطقة الغربية لرصد أى تحركات مشبوهة للمليشيات المسلحة.
وتأتى التحركات والتحشيدات العسكرية فى المنطقة الغربية بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذى يقوم بزيارة إلى العاصمة طرابلس، وذلك لدفع جهود المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة لتعزيز فرص الحل السياسى ونزع فتيل الأزمة فى البلاد عبر دعم الملتقى الوطنى الجامع الذى سيعقد منتصف أبريل الجارى.
كانت القيادة العامة للجيش الليبى قد أعلنت دخول قواتها إلى مدينة غريان غربى البلاد، وسط ترحيب شعبى من أهالى المنطقة الغربية بدخول قوات الجيش إلى المدن لتحريرها من قبضة المليشيات والجماعات المتطرفة.
بدوره استنكر المجلس الرئاسي الليبى ما وصفه بالتصعيد العسكرى من قبل بعض الأطراف، وإعلانها التوجه نحو طرابلس، وأعلن النفير العام ضد أى تهديدات تستهدف زعزعة أمن المنطقة.
وقال المجلس الرئاسى الليبى، فى بيان، الأربعاء: "تابعنا بأسف ما يصدر عن بعض الأطراف من تصريحات وبيانات تتحدث عن التوجه لتطهير المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس".
وندد البيان بهذا التصعيد قائلاً: "إن هذه اللغة لا تساعد على تحقيق وفاق أو توافق وتحبط آمال الليبيين فى الاستقرار وتستهين بجميع الأطراف؛ حيث يأتى هذا التصعيد الممنهج قبل أيام معدودة من عقد الملتقى الوطنى الجامع، الذى يرى فيه الليبيون بصيص أمل ومخرجاً من الأزمة وفرصة لتوحيد المؤسسات وطريقاً يوصل للانتخابات".
وجدد المجلس الرئاسى الليبي تأكيده بألا حل عسكرياً للأزمة الليبية، قائلاً "إن الحرب لا تجلب إلا الدمار للبلد والمعاناة للشعب، فكفوا عن لغة التهديد والوعيد، واحتكموا للغة العقل والحكمة".
بدورها أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا ، عن قلقها الكبير إزاء التحركات العسكرية والتحشيد المسلح الذى تشهده المناطق الوسطى والغربية والجنوب الغربية من البلاد فى بادرة تنذر بتصعيد جديد لأعمال العنف والاشتباكات المسلحة ، وتشكل تهديد وخطر كبيرين على سلامة وحياة المدنيين وأمنهم.
وحذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، من جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة وتعريض الوحدة الوطنية والاجتماعية والجغرافية لليبيا لخطر التقسيم.
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، جميع الأطراف بضبط النفس، وتجنيب البلاد والمدنيين ويلات الحروب والنزاعات المسلحة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، مطالبة بعثة الأمم المتحدة لدعم فى ليبيا بسرعة التحرك لوقف أى شكل من أشكال التصعيد لأعمال العنف أو تهديد أمن وسلامة وحياة المدنيين .
وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، على أنه لاسبيل لإنهاء الأزمة السياسية القائمة فى البلاد وانقسام المؤسسات إلا من خلال الحوار والحل السياسى والسلمى للازمة .
وجددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، تذكيرها لجميع الأطراف الى إتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحيلولة دون وقوع ضحايا من المدنيين وإيقاف جميع الأعمال العدائية، وضرورة احترام القانون الدولى الإنسانى، وذلك من خلال ضمان أمن وسلامة وحياة المدنيين للخطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة