نظرية المؤامرة.. كيف يشكل صراع الأجيال مستقبل الحزب الديمقراطى فى أمريكا؟.. اتهامات نائب أوباما بالتحرش ثورة شبابية على "عواجيز" الحزب قبل انتخابات الرئاسة 2020.. والنشطاء يضربون بـ"عصا" التشويه لتنحية القيادات

الخميس، 04 أبريل 2019 05:14 ص
نظرية المؤامرة.. كيف يشكل صراع الأجيال مستقبل الحزب الديمقراطى فى أمريكا؟.. اتهامات نائب أوباما بالتحرش ثورة شبابية على "عواجيز" الحزب قبل انتخابات الرئاسة 2020.. والنشطاء يضربون بـ"عصا" التشويه لتنحية القيادات صراع الأجيال يشكل مستقبل الحزب الديمقراطى
تحليل يكتبه - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"خلال سنواتي الكثيرة في الحملة الانتخابية وفى الحياة العامة، بادرت بعدد لا يحصى من المصافحات والمعانقات ومظاهر المحبة والدعم والمواساة"، هكذا قال نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، فى بيان له، تعليقا على اتهامات التحرش المتتالية التى تلاحقه فى الأيام الماضية، والتى لاقت رواجا كبيرا سواء فى المنابر الإعلامية أو على مواقع التواصل الاجتماعى، فى انعكاس صريح على تداعياتها الكبيرة، خاصة وأن بايدن ربما يكون أحد المرشحين عن الحزب الديمقراطى، فى انتخابات الرئاسة القادمة، والمقررة فى 2020.

ولعل توقيت إطلاق الحملة المناهضة لبايدن، رغم تاريخه الزاخر بالقبلات والمعانقات مع النساء بحسب بيان الرجل نفسه، يمثل انعكاسا صريحا لحالة من الارتباك، والانقسام التى ضرب المعسكر الديمقراطى فى المرحلة الراهنة، خاصة وأن السيدات اللاتى ألقين الاتهامات بحقه ممن ينتمين إلى الحزب الديمقراطى، وذلك بالرغم من التحسن النسبى فى وضعهم السياسى على الساحة الأمريكية، جراء انتصارهم الأخير فى انتخابات التجديد النصفى، والتى حصلوا خلالها على أغلبية مقاعد مجلس النواب، ليحققوا قدرا من التوازن أمام الهيمنة الأمريكية التى سادت المشهد فى الولايات المتحدة منذ يناير 2017، خاصة فى ظل الثورة التى يقودها قطاع كبير من الشباب ضد القيادات القديمة، ممن يمكننا تسميتهم بـ"الحرس القديم"، والذين سيطروا على دائرة صنع القرار لسنوات طويلة من الزمن.

نظرية المؤامرة.. صراع الأجيال يشكل مستقبل الحزب الديمقراطى

وهنا يصبح الحديث عن نظرية المؤامرة ليست بالأمر المستبعد تماما، خاصة وأن بايدن يحظى بتأييد واسع من قبل الديمقراطيين كبار السن، بالإضافة إلى قطاع كبير من القيادات القديمة، ربما بسبب ما يحظى به من خبرة كبيرة فى المجال السياسى، باعتباره نائبا سابقا للرئيس الأمريكى فى إدارة باراك أوباما لمدة 8 سنوات كاملة، بالإضافة إلى وجوده كعضو بارز فى مجلس الشيوخ الأمريكى، لما يقرب من 4 عقود من الزمن بدأت فى عام 1973، حتى عام 2009.

بايدن وكلينتون
بايدن وكلينتون

التعاطف مع بايدن من قبل "عواجيز" الديمقراطيين ربما تصاعد مع وفاة نجله الأكبر، بعد صراعه مع مرض سرطان المخ فى عام 2015، وهو ما قد يمنحه فرصة أكبر فى المرحلة المقبلة إذا ما قرر التنافس للفوز بترشيح الحزب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يساهم فى تقويض حلم شباب الحزب فى ترشيح بيرنى ساندرز، والذى تتوافق رؤاه مع تطلعات الكثير منهم فى المرحلة المقبلة، للانتخابات القادمة لمنافسة الرئيس الجمهورى دونالد ترامب.

وهنا يمكننا القول أن "صراع الأجيال" سوف يساهم بصورة كبيرة فى تشكيل مستقبل الحزب الديمقراطى، فى ظل الخلاف فى الرؤى بين الشباب الثائر الراغب فى التغيير، وما يمكننا تسميتهم بـ"عواجيز" الحزب، والذين يضعون فى حسبانهم عوامل الخبرة والاستقرار على حساب فكرة التغيير السريع غير المحسوب، والذى يسعى إليه الجيل الجديد، والذى قد يكلفهم الكثير فى المستقبل فى حالة الفشل فى المرحلة المقبلة.

فشل كلينتون.. الشباب يحمل "العواجيز" مسئولية ضياع الحلم

ويعد صراع الأجيال داخل أروقة الحزب الديمقراطى ليس جديدا، حيث بدأت ملامحه فى انتخابات الرئاسة الأخيرة، خلال الجولة التمهيدية بين ساندرز، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، والتى فازت الأخيرة خلالها بترشيح الديمقراطيين، لتفشل فى النهاية أمام ترامب، والذى حقق انتصارا غير متوقع فى نوفمير 2017، ليكون هذا الانتصار بمثابة القشة التى أبرزت حالة الانقسام الكبير فى ظل الاتهامات التى كالها شباب الحزب للأجيال الأكبر سنا بالمسئولية عن تلك الهزيمة بسبب فشلهم فى تقديم رؤية جديدة أو وجه جديد يمكنه أن يضفى انطباعا حقيقيا لدى الشارع الأمريكى بإمكانية إحداث تغيير حقيقى على الأرض.

بايدن وزوجة وزير الدفاع الأمريكى السابق
بايدن وزوجة وزير الدفاع الأمريكى السابق

يبدو أن قيادات الحزب الديمقراطى حاولت احتواء الثورة الشبابية فى انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، عبر ترشيح عدد من الشباب، الذين يعتنقون أفكار ساندرز، ليقدم مزيجا بين الأفكار التقليدية، والرؤى الجديدة، والتى يتزعمها ساندرز، بالإضافة إلى إلهان عمر ورشيدة طليب و أوكازيو كورتيز، وغيرهم، إلا أن الانقسام تصدر المشهد من جديد فى ظل الخلافات التى ضربت المعسكر الديمقراطى بعد ذلك حول شخصية المرشح لرئاسة مجلس النواب، حيث أعرب الجيل الجديد رفضه فى البداية لترشيح نانسى بيلوسى، إلا أنهم تقبلوا الأمر فى النهاية على مضض.

عصا التحرش.. النشطاء يسعون لتنحية القيادات بنفس أسلحتهم

ويعد استخدام عصا الاتهامات بالتحرش الجنسى أحد الوسائل التى طالما اعتمدها قيادات الحزب لتشويه خصومهم، حيث سبق وأن لعبوا دورا بارزا فى الترويج للهاشتاج الشهير "#Me_Too"، أو "أنا أيضا"، وذلك لاستخدامه فيما بعد كعصا لمواجهة الخصوم، وعلى رأسهم الرئيس الحالى دونالد ترامب، والذى واجه العديد من الاتهامات من قبل عدد كبير من السيدات، وعلى رأسهن نجمة الأفلام الإباحية ستورمى دانيلز، بممارسات غير لائقة، وهو الأمر الذى استهدف تقويض شعبيته بصورة كبيرة.

حملة مى تو
حملة "#Me_too"

إلا أن قيادات الحزب الديمقراطى ربما سوف يتذوقون من نفس الكأس فى المرحلة المقبلة، مع احتمالات تضارب مصالحهم مع مصالح النشطاء الذين يسعون للتحول من مجرد أداة يمكن استخدامها من قبل "الحرس القديم" لتحقيق أهدافهم، إلى عناصر فاعلة يمكنها القيام بدور بارز لتشكيل مستقبل الحزب فى المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذى ربما لا تقبله القيادات التى باتت تتمسك بمواقعها بصورة كبيرة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة