يعد الزعيم عمر مكرم، واحدا من أبرز الشخصيات فى الحركة الشعبية فى القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، إذ قاد ثورتى القاهرة الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال نابليون بونابرت، كما كان أحد قادة الجبهة الوطنية فى بدايات حكم محمد على باشا.
وتمر اليوم الذكرى الـ 197، على إبعاد عمر مكرم عن القاهرة إلى طنطا بأمر من محمد علي باشا، بعدما شعر الوالى العثمانى بخطرا على عرشه من وجود عمر مكرم السياسى، ووجوده كزعيم شعبى، فابعاده إلى دمياط، ومن بعدها طنطا.
وبحسب كتاب "المقاومة الحضارية: دراسة في عوامل البعث في قرون الانحدار" للكاتب هانى محمود، فإنه عندما احتل الفرنسيون الإسكندرية سنة 1798، وزحفوا على القاهرة سنة 1799هـ، تقدم عمر مكرم على رأس جمهور القاهرة لمقاومتهم، فلم ينجح، وخرج بعد دخولهم واستقر فى مدينة العريش، ثم خرج منها على يافا فى فلسطين، وأغار نابليون فى السنة نفسها على يافا فاحتلها وقتل من أهلها نحو ستة آلاف كانوا كان استسلموا، ولم يفعل ذلك مع من وجد فيها من المصريين وكان من بينهم عمر مكرم.
عاد عمر مكرم إلى القاهرة بعد غياب 8 أشهر واعتزل كل عمل، وعاد بعدها نابليون إلى بلاده وتولى الجنرال كليبر حكم مصر بعد منه، وزحف من الشام جيش عثمانى واقترب من القاهرة، فثار أهلها على الفرنسيين، فكان عمر مكرم على رأس الثورة، والتى تعرف باسم ثورة القاهرة الثانية، وقاتلوا الفرنسيين 37 يوما، وضعفوا، وارتد الجيش العثمانى عن مصر بعد معارك، فخرج عمر مكرم ناجيا بنفسه، واغتيل كليبر، وأنزل الإنجليز جيشا فى الإسكندرية سنة 1801م، وخرج الفرنسيون من مصر بعد احتلال دام 3 سنوات، وعاد عمر مكرم مع الحكام العثمانيين، فأعيدت إليه نقابة الأشراف.
وبعد خروج الحملة الفرنسية، استمر جهاد عمر مكرم كزعيم للحركة الشعبية فى مصر، حيث ثار ضد سياسات الوالى خورشيد باشا، وعندما برز اسم محمد على باشا تزعم عمر مكرم حركة النقمة أو الثورة على خورشيد والمناصرة لمحمد على، ونجح وتولى محمد على الحكم عام 1805م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة