شائعة برائحة الموت.. "محمود" كبش فداء لصفقة آثار وهمية فى "أم دينار".. المتهم: خطفنا الطفل وخنقناه ورميناه بالنيل فلم يموت فنزلنا المياه وغرقناه وساومنا والده على الكنز .. والدة الضحية: "جارنا حرمنى من ضنايا"

السبت، 06 أبريل 2019 11:30 ص
شائعة برائحة الموت.. "محمود" كبش فداء لصفقة آثار وهمية فى "أم دينار".. المتهم: خطفنا الطفل وخنقناه ورميناه بالنيل فلم يموت فنزلنا المياه وغرقناه وساومنا والده على الكنز .. والدة الضحية: "جارنا حرمنى من ضنايا" أسرة القتيل والضحية والمتهمين
كتب - محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«أم دينار» قرية صغيرة على أطراف شمال محافظة الجيزة، حيث المنازل البسيطة المتراصة بجوار بعضها، ومواطنون مشغولون طوال اليوم بالعمل فى الزراعات، ينتهى اليوم كما بدأ لا جديد.

كانت الحياة تسير بطريقة طبيعية داخل القرية، حتى تناثرت شائعة مفادها عثور مواطن بسيط على قطع أثرية، ورغم أن الشائعة لا أساس لها من الصحة، إلا أنها انتشرت فى القرية الصغيرة انتشار النيران فى الهشيم، وبالرغم من بساطة حال المواطن منزله، إلا أن جاره فى المنزل الملاصق له، لم يصدق أن هذا الأمر مجرد شائعة.
 
أسرة القتيل
أسرة القتيل
 
الجار المتهور، قرر أن «ينوله من الحب جانب»، فاختمرت فى ذهنه فكرة اختطاف طفل جاره ومساومته على اقتسام القطع الأثرية المزعومة، وفى سبيل تنفيذ ذلك استعان باثنين من أصدقائه ونجحوا فى استدراج الطفل بزعم شراء حلوى له واختطافه، ثم الاتصال بوالده من أرقام غريبة ومساومته على قطع أثرية مقابل عودته.
 
«ساعات صعبة وقاسية مرت علينا بدون محمود».. هكذا تحدثت شقيقة الطفل لـ«اليوم السابع»، مضيفة: نحن 3 بنات و«محمود» الولد الوحيد، وروح والدى ووالدتى فيه، فهو الأصغر فى المنزل، وهو بمثابة مصدر السعادة والبهجة التى غادرت منزلنا البسيط فجأة.
 
جارنا شاركنا البحث عن أخى، فتارة يبكى وأخرى يسوق لنا اقتراحات للعثور عليه شقيقة الضحية تكمل حديثها ولم نشك لحظة أنه المتهم، حتى توصلت الشرطة إلى هوية المتهم وضبطوهم وكانت المفاجأة أنه المتهم الرئيسى فى خطف شقيقى وقتله.
 
الطفل المجني عليه
الطفل المجني عليه
 
«دا منظر بيت واحد بيتاجر فى الآثار..!!»، كانت هذه الكلمات لجدة الطفل لوالده، مضيفة، «إحنا ناس على باب الله والناس بتتصدق علينا..منه لله اللى روج للكلام دا»، فقد عشنا أيام صعبة ونحن نبحث عن حفيدي، فتارة نسمع صوته فى التليفون وهو يستغيث، وأخرى نسمع صوت الجناة وهم يهددونا بقتله، فقد كنا فى «فيلم رعب»، ولم ندرِ أنهم تخلصوا منه منذ البداية ويتلاعبون بمشاعرنا ويساومننا وهو فى ذمة الله.
 
«الإعدام» هو الشىء الوحيد الذى يبرد نار قلبى، هكذا تحدثت والدة الطفل، مضيفة: سأعيش العمر كله حزينة على ابنى، وأشعر الآن أن الحزن فالق كبدى، ولكن أملى فى الله أن يقتص من الجناة، الذين روعوا ابنى وقتلوه بدماء باردة، وحرمونى منه، فقد كان يكبر أمام عينى يوماً بعد الآخر، وكنت أعده ليكون سنداً لوالده، لكنهم حرمونى منه بسبب طمعهم.
 
وبدوره، انهار المتهم أمام رجال المباحث معترفاً بجريمته كاملة، مؤكداً تداول شائعة باستخراج والد الطفل قطعتين أثريتين فاتفق مع شخصين على اختطاف ابنه وقتله، لخشيته من اعترافه عليه، وإيهام والده أنه على قيد الحياة ومساومته على إعادته مقابل تسليم القطع الأثرية.
 
المتهمون
المتهمون
 
وأضاف المتهم، أنه نجح فى استدراج الطفل بزعم شراء حلوى واصطحبوه داخل سيارة ميكروباص ملك وقيادة أحدهما، واحتجزوه بمحل مهجور بمنطقة أبو غالب، ثم صوروه فيديو يطلب فيه من والده الاستجابة لطلباتهم خشية قتله بسلاح نارى بحوزتهم، ثم خنقه أحدهم واعتقدوا وفاته فألقوه بمياه الرياح البحيرى، إلا أنهم فوجئوا أنه على قيد الحياة، فنزل أحدهم للمياه وأغرقه حتى تأكد من وفاته، ثم اتصلوا بوالده وساوموه على إعطائهم القطع الأثرية، وخلال المكالمة شغلوا الفيديو السابق تسجيله للمجنى عليه، لإيهامه بأنه مازال برفقتهم ويستغيث به.
 
وأرشد المتهمون عن السيارة وطبنجة صوت «المستخدمتين فى الواقعة»، وشريحة المحمول المستخدمة فى مساومة والد المجنى عليه.
وتلقى مركز شرطة منشأة القناطر بمديرية أمن الجيزة، بلاغاً من أحد المواطنين مقيم قرية أم دينار بخروج ابنه، 10 سنوات، للهو أمام منزله، وعدم عودته، وتلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول طلب منه مبلغ مالى كفدية لإطلاق سراحه.
 
وتم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، واللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، حيث توصلت جهود رجال المباحث بإشراف اللواء عاصم أبو الخير إلى أن مرتكبى الواقعة ثلاثة أشخاص من بينهم جار المبلغ، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة.
p.11
 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة