يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مساعيه الرامية لوقف تدفق المهاجرين وطالبى اللجوء إلى الولايات المتحدة، وفى سبيل تحقيق مراده يحشد كل الأنصار المحتملين لتأييده فى واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل فى ظل إدارته، وعلى رأس هؤلاء اليهود.
فخلال كلمة ألقاها أمام حشد من اليهود، أعلن ترامب، أن الولايات المتحدة "ممتلئة" وصف نظام اللجوء إليها بأنه عملية احتيال، وربط مساعيه لإغلاق حدود البلاد أمام المهاجرين غير الموثقين وطالبى اللجوء بدعوة للناخبين اليهود لدعم حملة إعادة انتخابه.
وقال ترامب أمام حشد شمل أحفاد اليهود الناجين من الهولوكست: "نظامنا أصبح ممتلئا وبلادنا أصبحت ممتلئة.. لايمكنك الدخول، بلدنا ممتلئة ماذا يمكننا أن نفعل لا نستطيع التعامل مع المزيد، لا يمكنك الدخول، أنا أسف".
وقوبل ترامب بتصفيق حاد وهتاف من الاجتماع السنوى للتحالف اليهودى الجمهورى فى لاس فيجاى، مما أشار إلى أن عدد من الناخبين اليهود المحافظين يشعرون بالقلق من تهديدات معاداة السامية، ويتحمسون لسياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل.
وبعد بوم من زيارته للحدود المكسيكية فى كاليفورنيا، ضاعف ترامب هجماته على المهاجرين الساعين للجوء على الحدود. وكانت إدارته قد شددت سياستها إزاء قبول طالبى اللجوء، حيث لم تعدد قصص الهروب من العنف والفساد المعيار لدخول الأراضى الأمريكية.
وبحسب ما قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد صور ترامب نفسه على أن داعم رئيسى لإسرائيل، وأشار إلى وفائه بوعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقراره الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة. وكان مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى قد وصف ترامب بأنه أكبر صديق للشعب اليهودى جلس فى المكتب البيضاوى.
وقال ترامب، إن الجمهوريين يعتقدون أنه لا ينبغى أبدا تجاهل السم الخفى فى العداء للسامية. وفى إدانتهم للعداء للسامية، أشار الثلاثة إلى النائبة الديمقراطية إلهان عمر التى تعرضت لانتقادات حادة بعد هجومها على الجماعات السياية المؤيدة لإسرائل، فيما اعتبره البعض عداءً للسامية. وقال ترامب :"شكر خاص للنائية عن منيسوتا إلهان عمر.." قبل أن يتدارك قائلا "أوه لقد نسيت، فهى لا تحب إسرائيل، آيف للغاية".
وكانت عمر نفسها قد تعرضت لتهديدات بالفتل وألقى المسئولون الفيدراليون القبض على أحد مواطنى نيويورك بعد طلب مكتبها ووصفها بالإرهابية ووعد بوضع رصاصة فى جمجمتها".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب يزيل الخطوط بين الأمريكيين اليهود والإسرائيلين، حيث أشار إلى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بالقول "رئيس وزرائكم".
وكان تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قد قال إن الرئيس ترامب ورغم أن اسمه ليس على بطاقة الاقتراع فى الانتخابات الإسرائيلية، إلا أنه عامل مهيمن للعديد من اليهود الأمريكيين وهم يقيمون المخاطر الكبرى للانتخابات المقررة يوم الثلاثاء المقبل.
فالانتخابات تمثل حكما على نتنياهو الذى تحالف سياسيا بشكل قوى مع ترامب، وهو ما يمثل مأزق لحوالى 75% من الناخبين الأمريكيين اليهود الذين يميلون للديمقراطيين.
وقال جيريمى بين أمى، رئيس جماعة "جيه ستريت" الليبرالية المريدة لإسرائيل، إن العالم أصبح يفهم أن نتنياهو هو التوأم السياسى لترامب. فعلى العكس من الانتخابات السابقة، هناك عداوة أكبر إزاء نتنياهو بسبب هذه العلاقة الوثيقة بينه وبين ترامب والحزب الجمهورى.
وكان نتنياهو قد صورة ترامب فى فيديو لحملته مؤخرا، بينما اتخذ ترامب قرارات من شأنها تعزيز نتنياهو فى أعين الناخبين الإسرائيليين.
وترى هالى سوفير، المدير التنفيذى للمجلس الديمقراطى اليهود فى أمريكا أن هذا الأمر يثير إشكالية، فالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا ينبغى أن تكون متعلقة بزعيمين أو أى حزبين، لأن اليهود الأمريكيين يريدون علاقة قائمة على أساس يجمع بين الحزبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة