دخلت الفيضانات المدمرة التى تحاصر إقاليم إيران الشمالية والجنوبية الغربية أسبوعها الثالث، وقال التلفزيون الرسمى الإيرانى إن طهران تحركت اليوم، السبت لإخلاء بلدات وقرى أخرى مهددة بالفيضانات بعد أن توقعت الأرصاد الجوية هطول مزيد من الأمطار على جنوب غرب البلاد وذلك فى الوقت الذى وصل فيه عدد ضحايا الفيضانات إلى 70 قتيلا، وقدرت الخسائر تُقدر بمئات الملايين من الدولارات، بينما يرى مراقبون أن التردى الاقتصادى قد يشكل عقبة أمام صرف تعويضات من قبل الحكومة للقرى والمزارعين المتضررين.
وأضاف التليفزيون أنه يجرى نقل كثيرين من سكان سوسنكرد التي يبلغ عددهم نحو 50 ألف نسمة و5 بلدات أخرى فى إقليم خوزستان إلى مناطق أكثر أمانا.
وقال غلام رضا شريعتي حاكم إقليم خوزستان للتلفزيون الرسمى "صدر أمر بالإجلاء ونوصى النساء والأطفال بالمغادرة ولكن نطلب من الرجال والشبان البقاء ومساعدتنا" فى جهود الإنقاذ.
وقال التليفزيون إنه سيتم إخلاء 7 قرى تهددها الانهيارات الأرضية فى إقليم لورستان المجاور. ونقلت وكالة إيرنا للأنباء عن بير حسين كوليفاند رئيس أجهزة الطوارئ فى البلاد قوله إن ما لا يقل عن 70 شخصا لقوا حتفهم.
الأقاليم التى ضربها السيول
وتأثرت نحو 1900 مدينة وقرية بالفيضانات بعد الأمطار الغزيرة غير المتوقعة التى شهدتها إيران منذ 19 مارس.
وقال رئيس إدارة الأزمات بوزارة الزراعة محمد موسوى قوله إن تقديرات أولية تشير إلى أن الخسائر التى ألحقتها السيول بالقطاع الزراعى تصل قيمتها إلى 47 تريليون ريال (نحو 350 مليون دولار) على أساس سعر الصرف الرسمى للعملة الإيرانية، البالغ 135 ألف ريال للدولار.
استاندار #خوزستان بدلیل طغیان رودخانه کرخه دستور تخلیه شهر حمیدیه و شهرهای سوسنگرد، بستان، ابوحمیظه، کوت سیدنعیم از منطقههای شهرستان دشتآزادگان و نیز رفیع در شهرستان هویزه را صادر کرد. pic.twitter.com/E7qKB4dyPS
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) April 6, 2019
وقال رئيس لجنة التخطيط والموانة العامة فى البرلمان الإيرانى غلامرضا تاج جردون أن الأضرار الناجمة عن السيول تخطت امكانات ميزانية الحكومة، وعلينا أن نتجه لسحب أموال من صندوق التنمية الوطنية المعروف أيضاً باسم صندوق العملة الصعبة، والذى أنشئ مطلع القرن العشرين لتوفير إيرادات من صادرات النفط، بوصفها مدخرات دائمة للأجيال المقبلة فى إيران، وبعد الموجة الأولى للعقوبات الدولية التى ضربت طهران عام 2011، اعتادت الحكومات سحبت المبالغ المالية منه.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس سترسل جوا 12 طنا من المساعدات الإنسانية، تشمل 112 مضخة مياه، إلى المناطق التى ضربتها الفيضانات فى إيران.
كما قالت وزارة الخارجية الروسية، إن وزارتى حالات الطوارئ فى روسيا وأرمينيا، ستقدمان مساعدات إنسانية لضحايا الفيضانات القوية التى ضربت إيران مؤخرا. وأضافت الخارجية الروسية في بيانها: "أصيب بأضرار جسيمة، المجمع الزراعي الصناعي وكذلك منشآت البنية التحتية والمبانى السكنية في معظم المحافظات الإيرانية. فى ظل الظروف الحالية، وتلبية لنداء الاستغاثة الإيراني، تقرر إرسال أكثر من 4 آلاف قطعة من المواد الضرورية، وذلك بواسطة وزارتى حالات الطوارئ فى روسيا وأرمينيا. وتتضمن الشحنة - البطانيات والخيام وغيرها من المواد الضرورية جدا".
وأججت كارثة السيول الخلاف ورفعت من حدة التراشق بين الحكومة ومؤسسة الحرس الثورى التى تدخلت بكثافة لإغاثة المنكوبيين، وتم تسريب مقطع فيديو لقائد القوات البرية في الحرس الثورى الإيرانى محمد باكبور وهو يدلى بتقريره حول المناطق المنكوبة فى مدينة بلدختر فى اتصال هاتفى مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة فى إيران، اللواء محمد باقرى، يقول فيه أن الإيرانيين غاضبين وأوضاعهم مزرية ولا يجرؤ أحد من الحكومة على تفقد هذه المناطق، وأضطرت وسائل إعلام إيران لحذف الفيديو بعد وقت قصير من نشره.
🎥 تصاویر #هوایی از مناطق #سیل زده حاشیه دز در #شوش pic.twitter.com/gIviKIjVsQ
— Mersad news (@mersadnews_ir) April 6, 2019
أسوأ من الحرب
وعادت الصحف الإيرانية الورقية للإصدر مجددا بعد عطلة عيد النوروز الطويلة التى استمر نحو 16 يوما، وبدأت الصحف أعدادها للسنة الشمسية الجديدة، بكارثة الفيضانات، ووصفت صحيفة "جهان صنعت" "السيول الأكثر تدميرا من الحروب"، ونشرت صورة جوية من إحدى المحافظات وقد أغرقتها مياه السيول وكتبت عليها "أنقاض اليأس"، وقالت إن المنازل دمرت وتشبعت الأراضى الزراعية بالمياه حتى غرقت، ووصلت الأمطار والسيول إلى أقليم لرستان وأصبحت أسطح المنازل أكثر النقاط أمانا على حياة الإيرانيين.
من جانبها حذرت افتتاحية صحيفة "افتاب يزد" من تداعيات السيول، وقال الكاتب الإيرانى خدايار سعيد وزيرى فى مقال تحت عنوان "الخطر المنتظر بعد السيول"، أن هناك خطر انتقال سكان الأقاليم المنكوبة سيقع نتيجة للأضرار والخسائر التى خلفها السيول المدمرة.
JahanSanat
ولفت إلى أن هذه الأزمات والحوادث بغض النظر عن أثارها المباشرة والسريعة، سيترتب عليها نتائج غير مباشرة وتأثير على المدى البعيد وقد يكون بشكل مستمر، وعدم إدارتها بشكل سليم وعدم التفكير فى إيجاد حلول لها من الممكن أن يجعل لها أثار أعمق من السيول نفسها.
وحذر الكاتب الإيرانى من نزوح الأسر والعائلات المنكوبة والتى دمرت الفيضانات منازلها وأصبحت مشردة بلا مأوى، قائلا "فى هذه الظروف الشئ المتوقع والمقلق فى الوقت نفسه، هو الانتقال أو تهجير هذه الأسر وتسكين هؤلاء الأشحاص على أطراف المدن، الأمر الذى سيكون له تبعات سلبية.
إحدى هذه التبعات بحسب الكاتب الإيرانى، هى تقليص مساحة المزروعات التى كان يزرعها هؤلاء الأسر المهاجرة، فضلا عن أن هذه الأسر التى أمضت عمرها كله تعيش من كدها، ستواجهها مشكلة تأمين لقمة العيش فى أطراف المدن، وبالتالى ستتفاقم أزمة البطالة.
وقال سعيد وزيرى، للحيلولة دون حدوث هذه الأزمات والظواهر اليوم، علينا أن نفكر فى الأيام الأولى للأزمات ونبدأ فى بالقيام باجراءات، ويتطلب الأمر تشكيل خلية عمل لإعادة اعمار المناطق القروية وتطهير القرى والمناطق الزراعية من أثار السيول والطمى المتراكم، على أن تبدأ عملها فورا بمجرد انخفاض منسوب المياه.
على جانب أخر كشفت صحيفة "افتاب اقتصاد"، جانب أخر من تداعيات السيول، وكتبت ارتفاع فلكى لسعر تذاكر الطيران، وقالت أن طائرات الخطوط الجوية الايرانية تتذرع بالسيول فى رفع قيمة تذاكر السفر، وحول ارتفاع الأسعار فى إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة