دندراوى الهوارى

يحصلون على ثمن الخيانة.. ثم يعلقون «يافطة» مكتوباً عليها «هذا من فضل ربى»

الأحد، 07 أبريل 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قولًا واحدًا، عندما تسمع من يقول سوف أضحى بوطنى من أجل دينى، فتأكد أن من يضحى بوطنه، يضحى بأى شىء حتى وإن كان دينه، ولا يمكن أن يكون قد فهم معنى الدين، ولا معنى الوطن، على النحو الصحيح..!!
 
وعندما وقعت مصر بين شقى الرحى.. تجار الدين، وتجار الكلام والشعارات، اعتلت صحة المفاهيم، وأصيبت بأمراض مزمنة، وارتبكت الأفكار، واختلطت أنساب القيم الوطنية والأخلاقية، وذهبت العقول القادرة على الفرز بين الصحيح والخطأ إلى عنابر مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، فأصبح الذى يخرب ويدمر ناشطًا ثوريًا، والذى يقتل ويذبح ويفجر مجاهدًا فى سبيل الله، أما الخونة والمتآمرون لبيع البلاد مقابل الحصول على الثمن، سواء كان أموالًا أو كراسى السلطة، فهذا جهاد، وفضل من الله سبحانه وتعالى، لكنّ المدافعين عن الوطن وجيشه فهم عبيد البيادة وفلول..!!
 
أى عبث هذا، وأى تجرؤ وغلظ عين من تجار الدين، وتجار الشعارات والكلام فى «ضرب» المفاهيم فى «خلاط» الكذب والخيانة، للحصول على مغانم من كراسى السلطة، وتمويلات باليورو والدولار، ثم يعلقون يافطة على واجهات منازلهم وفوق مكاتبهم مكتوبًا عليها «هذا من فضل ربى».
 
ومن أين لهؤلاء بكل هذه القدرة على إضفاء الشرعية للتمويلات الضخمة التى يحصلون عليها مقابل خيانتهم وتآمرهم على أوطانهم، ثم ينسبون هذه العطايا والمنح إلى الله سبحانه وتعالى، ويعتبرونها خيرًا يستوجب الشكر عليه، ويكتبون «هذا من فضل ربى»، ونسوا أو تناسوا عمدًا أن الله سبحانه وتعال قال فى سورة الحج «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ».
 
الخطير فى الأمر كله أن الخيانة انتشرت بشكل خطير فى مصر فى السنوات التى أعقبت 25 يناير 2011 ومستمر حتى الآن، وفى الماضى، كان الخونة يعملون تحت الأرض وفى السراديب المظلمة، واستخدام الأحبار السرية، والشفرات فى التواصل مع أشخاص وكيانات وجهات خارجية، بينما الآن نجد الخيانة لها طقوس تمارس عيانا جهارا، فيرتمى الإخوان وذيولهم فى أحضان المخابرات التركية والقطرية والـ «سى أى إيه» والـ«إم أى سيكس».
 
كما رأينا خالد أبوالنجا وعمرو واكد، على سبيل المثال يذهبان إلى الكونجرس لتأليب الولايات المتحدة الأمريكية ضد بلادنا، فى استدعاء الخارج للتدخل فى شؤوننا الداخلية، ثم يخرجون علينا بكل بجاحة  وغلظ عين، يبررون فعلهم الدنئ سياسيا ووطنيا، أنه دعم للمصريين، فى تقنين للخيانة، عيانا جهارا وعلى الملأ..!! 
 
تجار الدين من أعضاء الجماعات والتنظيمات والحركات الإرهابية، وتجار الشعارات والكلام من أعضاء الحركات والائتلافات، ونشطاء السبوبة، ودكاكين وأكشاك حقوق الإنسان التى لا تعد ولا تحصى، قرروا بفجر وطنى منقطع النظير، تفقنين وشرعنة «الخيانة» واعتبارها عملا ثوريا، وجهادا وطنيا ودينيا لا يمكن التشكيك فيه..!!
 
جماعة الإخوان الإرهابية، هى الرحم الأم التى أنجبت كل جماعات الطمع فى السلطة باسم الدين، والتجارة باسم الشريعة.. ورغم أن كل الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، تربت على أدبيات الإخوان، فإن بعض هذه الجماعات تفوقت على «الأم»، فى الغلو والتطرف والمزايدة الدينية والسياسية، لدرجة أنها كفرت وقاتلت الجماعة. 
 
وكارثة هذه الجماعات والتنظيمات، أنها أساءت وشوهت الدين الإسلامى، وارتكبت كل الموبقات، فى ظل توظيف الدين بشكل فج وسافر، لخدمة مصالحها، فعندما تم تعيين عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع فى عهد جماعة الإخوان، ليخلف المشير حسين طنطاوى، خرجت أبواق الجماعة تردد شعار «وزير دفاع بنكهة الثورة»، وعندما خرج المصريون عن بكرة أبيهم فى ثورة 30 يونيو 2013 وقررت القوات المسلحة دعم إرادة الشعب ومطالبه، مثلما دعمت إرادته فى 25 يناير 2011، انقلب الإخوان، ضد عبدالفتاح السيسى، وصار عدوهم الأول والأخير..!! 
 
وليس بغريب على جماعة لديها القدرة على تفصيل فتاوى دينية تخدم مصالحهم، دون خوف، أو خشية من رب العباد، وأخطرها، تبرير تدخين «البانجو والحشيش» واعتباره أنه أعشاب طبيعية، مثله مثل الأعشاب الطبية..!!
 
أيضا، لا يمكن أن ننسى، الإخوان عندما هربوا ولجأوا لتركيا، جعلوا من رجب طيب أردوغان، أميرا للمؤمنين، ودشنوا له فتاوى، أغرب من الخيال، منها ما ورد على لسان أحد القيادات الإخوانية «المتخصص فى الرؤى الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد» حيث قال نصا: «رأيت فيما يرى النائم أنى ذهبت إلى المسجد النبوى، ودخلت الروضة الشريفة، فإذا أنا بشيخ كبير ذى لحية حمراء- كنت كلما ذهبت إلى الحرم أراه فى الحقيقة- فقال لى إن ثمة رجلا توفى، وإن علينا أن نغسله وندفنه، ثم أخذنى من الروضة إلى غرفة بجوارها، فإذا الميت هو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولكن لم يَبدُ عليه أنه ميت، فقلت فى نفسى: كأنه حى، ثم شرعنا فى تغسيله، فرأينا الماء ينهمر من جسده، كأنه لؤلؤ من شدة نقائه، ثم عندما أتممنا تكفينه، فوجئنا بملائكة تنزل من السماء، وتحمله وهم يقولون: لا شأن لكم بهذا الرجل، وصعدوا به إلى السماء، وبعدها ظهر صحابى لا أتذكر اسمه، فقال: هذه أمانة يجب أن تصل إلى صاحبها». 
 
هنا تظهر وقاحة وانحطاط جماعة الإخوان، وأن مصلحتهم، أولا وأخيرا، فوق مصلحة الأديان والأوطان، وطالما رجب طيب أردوغان، يؤويهم على أراضيه، وينفق عليهم، فإنه صار أميرًا للمؤمنين العادل، والبارع فى القيادة، والمنتصر للحق، وكل قراراته من الوحى، وأن الوطن الذى يحكمه مقدس.
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة