يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يواجه أزمة بسبب سياسته المتشددة فى الهجرة، ليس فقط مع خصومه الديمقراطيين فى الكونجرس بل حتى داخل إدارته وهو ما تبين فى استقالة وزيرة الأمن الداخلى كريستين نيلسين، التى أصبحت الحلقة الأحدث فى سلسلة طويلة من لمسئولين الذين تركوا العمل فى إدارة الرئيس الأمريكى بعد مضى عامين وثلاثة أشهر على توليه الرئاسة.
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الاستقالة الإجبارية لنيلسن ليس فقط القصة المعتادة لإدارة تعصف بها الفوضى والحياة القصيرة لكن من يعمل فيها تحت قيادة رئيس مستبد بالرأى. فنيلسن لم تكن أكثر اعتدالا من ترامب فيما يتعلق بالهجرة بل كانت الوجه العام لسياسة الإدارة فى عدم التسامح ولتى تسببت فى غضب واسع النطاق بين فصل مئات الأطفال المهاجرين عن والديهم. لكنها تدفع ثمن الأزمة التى تفاقمت بسبب قرارات ترامب فى ظل زيادة كبيرة فى المهاجرين الذين يعبرون الحدود.
كريستين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية
وترى "سى إن إن" إن رحيلها يمثل انتصارا للأصوات المحافظة فى قضية الهجرة مثل مستشار البيت الأبيض ستيفين ميلر الذى طالما كان يحظى باهتمام ترامب وإنصاته له، وهم الذين يدفعون الرئيس لتبنى سياسة أكثر تشددا إزاء الحدود.
وكان علن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأحد فى تغريدة عبر تويتر استقالة وزيرة الأمن الداخلى كيرستن نيلسن. وقال ترامب: "ستترك وزيرة الأمن الداخلى كريستن نيلسن منصبها، وأود أن أشكرها على خدماتها".
وأضاف في تغريدة ثانية "يسرنى أن أعلن أن كيفن ماكآلينان، المفوض الحالى للجمارك وحماية الحدود، سيصبح القائم بأعمال وزارة الأمن الداخلى. أنا واثق من أن كيفن سيقوم بعمل رائع!".
وقد صرح مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية لشبكة "سى إن إن" بأن نيلسن اعتقدت أن الوضع سيصبح غير محتمل حيث أصبح الرئيس مشوشا بشكل متزايد بسبب أزمة الحدود ويطلب طلبات غير معقولة بل مستحيلة.
من جانبها، لم تقدم "نيلسن" سببا واضحا لاستقالتها، لكن قالت إنها ترى أن هذا الوقت هو المناسب للتنحى جانبا.
وكانت نيلسن قد تولت وزارة الأمن الداخلى لىفى أكتوبر 2017، وأسندت إليها قيادة الجهود الخاصة بأمن الحدود، ووصفها البعض بأنها رأس حربة ترامب للدفاع عن سياسة الهجرة التى ينتهجها. ورغم أن العلاقة بين الرئيس ووزيرته كانت صعبة، لكن نيلسون ظلت على ولائها له حتى أنها دافعت عن إعلان ترامب لحالة الطوارئ الوطنية للحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
من ناحية أخرى، لم يفوت قادة الديمقراطيين الفرصة لتوجيه الانتقادات للوزيرة ، فقالت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى إنه من المزعج للغاية أن المسئولة فى إدارة ترامب التى وضعت الأطفال فى أقفاص ستستقيل لأنها ليست متطرفة بما يكفى لتروق للبيت الأبيض. بينما قال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر إنه حتى عندما تكون الأكثر تشددا فى الإدارة ليست متشددة بما يكفى لترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة