نجحت الحكومة فى اختبارها الأول بإطلاق منظومة التعليم الجديدة، والتى تعتمد بشكل كبير على التعليم الإلكترونى من خلال توزيع التابلت على طلاب الصف الأول الثانوى لإجراء الاختبارات المدرسية، ولتعظيم الاستفادة من المنظومة الجديدة تسعى إلى توطين مبادرة صناعة الإلكترونيات لتوفير "التابلت" للطلاب والسوق المحلى بصفة عامة، بالإضافة إلى كافة الصناعات المتعلقة بخطتها لتطبيق الشمول المالى، ولذا حاورت "اليوم السابع"، الدكتور حسام عثمان نائب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات للتعرف على محاور المبادرة.
كما كشف "عثمان"، عن آخر تطورات المبادرة الرئاسية لتدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على الألعاب الإلكترونية، وأسباب اختيار هذا القطاع، وإلى نص الحوار..
ما هو الهدف من شراكة "ايتيدا" فى مصنع سيكو بحصة 20%؟
مشاركة "ايتيدا" بحصة فى الشركة المصرية لصناعات السليكون "سيكو مصر"، للمساعدة فى تأسيس أول مصنع للهواتف الذكية بمصر، والذى يقع بالمنطقة التكنولوجية فى أسيوط، ويتميز بالعمالة الماهرة والمدربة، وذلك فى إطار دعم الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات لاستراتيجية توطين التصنيع الإلكترونى ونقل الخبرات إلى مصر.
هل سيكون هناك تجارب مماثلة للتصنيع الإلكترونى بمصر؟
بالطبع سيكون هناك تجارب مماثلة، إذ يوجد اتجاه حكومى لتصنيع التابلت التعليمى محلياً، ونخوض مفاوضات مع شركات عالمية فى هذا الشأن للاستثمار فى هذا المجال ونقل التكنولوجيا وبناء قدرات الصناعة المحلية والتصنيع بقيمة مضافة لا تقل عن 50%.
هل سيتبع تلك الخطوة إنشاء مراكز للبحث والتطوير لدعم صناعة الإلكترونيات؟
نضع مراكز البحث والتطوير بعين الاعتبار، ولكن الخطوة الأولى التى نعمل عليها حاليا هو توطين التصنيع الإلكترونى، إذ ندرس مكونات "التابلت" لتحديد ما يمكن تصنيعه محلياً لزيادة القيمة مضافة، ولكن وفقا لخطة الحكومة متوسطة المدى، سيكون هناك مراكز بحث وتطوير متخصصة فى التصميم الإلكترونى وهو قطاع يحقق دخلاً كبيراً، إلا أن وضع تصميم قابل للتنفيذ عبر ربط المكونات بالأنظمة ليس بالأمر السهل.
وما هى المنتجات التكنولوجية الأخرى التى تسعى الحكومة لتصنيعها بمصر؟
نركز على مجموعة من المنتجات الواعدة يتصدرهم "الموبايل" و"التابلت" والإلكترونيات التى تعمل بمجال الطاقة مثل العدادات الذكية أو الرقمية وبها نسبة تصنيع فى مصر وسوق كبير للغاية، بالإضافة الى اللمبات الليد الموفرة للطاقة، وأنظمة الطاقة الشمسية، وهى قطاعات هامة نركز عليها خلال الفترة المقبلة.
لماذا تم التركيز على هذه المنتجات تحديداً؟
لأنها منتجات مطلوبة محلياً وإقليمياً بمعدلات نمو سريعة للغاية، إذ يوجد سوق كبير لها بمصر فمن خلال خطة تطوير التعليم، تم توزيع نحو 700 ألف جهاز على طلاب الصف الأول الثانوى وهو رقم ضخم للغاية، ولذا سنبدأ بتصنيع التابلت محلياً.
وضخامة السوق وحوافز قانون الاستثمار للمناطق التكنولوجية، بالإضافة إلى وجود تجارب ناجحة للتصنيع المحلى لشركات عالمية فى مجال الشاشات التليفزيونية بمصر، كلها مزايا تنافسية لجذب الشركات العالمية للتصنيع المحلى، والتصدير للأسواق المجاورة سواء الخليجية أو الأفريقية، والتى نرتبط معها باتفاقيات تجارة حرة، وهو ما يستغله شركات عالمية قائمة حاليا مثل ال جى وسامسونج واللتان يصدرون الشاشات للعديد من الدول الأوروبية والخليجية انطلاقا من مصر.
والسوق المحلى ليس ضخم فقط لاستيعاب التابلت فقط، ولكن لاستيعاب صناعات متعلقة بالطاقة مثل اللمبات الموفرة، حيث تحتاج مصر إلى 100 مليون لمبة موفرة سنوياً.
حسام عثمان
هل سيكون التصنيع مقتصر على المناطق التكنولوجية أم سيشهد مناطق أخرى؟
نركز على المناطق التكنولوجية الأربعة فى برج العرب وأسيوط وبنى سويف والسادات، إضافة إلى المناطق الصناعية على مستوى الدولة.
هل تدرس الحكومة حوافز لتصدير الإلكترونيات؟
نعم نسعى لإدخال الموبايلات ضمن برنامج دعم الصادرات التابع لوزارة التجارة والصناعة، والتى تقوم بدورها بعمل دراسة لأهمية الموبايل والقيمة المضافة لحجم صناعته فى مصر وحجم السوق المصرى والأسواق المستهدفة ومدى نجاحه فى جلب عملة صعبة، إذ لم يكن موجود فى البرنامج منذ البداية حيث لم يكن الموبايل يصنع فى مصر.
هل سيكون هناك تجارب أخرى مصرية إلى جانب مصنع سيكو؟
من يستطيع تصنيع "التابلت" يمكنه تصنيع الهاتف، لذا فإن جذب شركات عالمية لتصنيع التابلت المدرسى، قد يساهم فى دعم تصنيع الهواتف الذكية فى مصر والتى تحتاج نفس الخطوات والماكينات الخاصة بالتصنيع، إذ يوجد تكليف بتصنيع التابليت فى مصر ونعمل على تنفيذ هذا الأمر كونه متعلق بنقل المعرفة.
ما هى آخر تطورات المبادرة الرئاسية لتدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على الألعاب الإلكترونية؟
خاطبنا الدول الافريقية لاختيار ممثليهم الحكوميين للتنسيق معنا فى المبادرة، حتى يتسنى فتح الموقع الإليكترونى للتسجيل..وتم اختيار الألعاب الإلكترونية بالتدريب فى تلك المبادرة يرجع لكونها تستحوذ على نسبة كبيرة من السوق العالمى حيث تخطى حجمها فى العالم لـ100 مليار دولار عالمياً، أما سوق التطبيقات الرقمية فهو كبير للغاية عن سوق الألعاب، وبالتالى النمو الاقتصادى لهذا المجال كبير ويتزايد بشكل سريع لاسيما مع انتشار الهواتف الذكية لذلك نسعى للحصول على حصة بهذا المجال.
وتتعاون "ايتيدا" مع شركات عالمية متخصصة فى ألعاب الموبايل لإصدار شهادات عالمية وتقديم خبرات خاصة فى التطبيقات ثلاثية الأبعاد واختبارات الألعاب وغيرها بالإضافة إلى جامعات دولية مثل جامعة هارفارد، وغيرهم من المؤسسات التى نتعاون معها للاستفادة من خبراتهم فى هذه المبادرة، ولدينا التزام لتأسيس 100 شركة، وذلك عبر عقد مسابقات لاختيار المشروعات الفائزة لإنشاء الشركات حيث يتم عقد تلك المسابقات كل 6 أشهر على مدار 3 سنوات مدة المبادرة.