- نكشف أسرار تمويلات قطر الخفية لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولى
- استغرقنا عامين فى إعداد كتاب "أوراق قطر" ذهبنا فيها إلي سويسرا وبريطانيا وألمانيا وكوسوفو
- مجهولون أرسلوا إلينا "فلاشة " بمعلومات فى 2016 أظهرت تمويلات قطر الخفيه وطالبونا بتوثيقها
-كتاب أوراق قطر " جرس انذار ..وفوجئنا باتساع شبكة التمويل القطرى لتشمل 15 دولة في اوروبا
- 90 % من المساعدات المقدمة من مؤسسة قطر الخيرية تذهب لجمعيات قريبة من التنظيم الدولى للإخوان
كشف الكاتب الفرنسى جورج مالبرنو ، مؤلف كتاب"أوراق قطر" للكاتب الصحفى الدكتور عبد الرحيم على ، فى حوار مطول أسرار وكواليس عن تمويل النظام القطرى ، الى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان فى أوربا مؤكدا أن 90 % من المساعدات التى تقدمها قطر فى العلن ،تذهب للجماعة ، مضيفا أنه يجهز أيضا لفليم وثائقى عن هذا الملف الشائك سوف يذاع فى شهر سبتمبر المقبل وإلى نص الحوار..
بالعكس هي صدفة فقد نشرت الكتاب الأول عام 2013 مع زميلي كريستيان شينو ، عن قطر بعنوان " قطر .. أسرار الخزينة المصفحة" حول كيف تطورت قطر من دولة صغيرة تتكون من مجموعة الصيادين الى أن أصبحت ما هي عليه الآن من دولة غنية .. ثم نشرنا الكتاب الثانى بعنوان : الأمراء .. أصدقاؤنا الأعزاء ولم يكن فقط عن قطر، ولكن كان عن الخليج بشكل عام وعلاقات بعض الأمراء بالإسلاميين.
ويأتي هذا الكتاب " أموال قطر" وكتبنا بشك عام ليست موجهة ضد قطر، كما يفهم البعض ولكنها محاولة لفهم كيف حققت تلك الإمارة الصغيرة ، كل ذلك النجاح ، وقد خصصنا ثالث كتبنا هذا للحديث عن " منظمة قطرالخيرية " وهى منظمة غير حكومية ، تعمل داخل أوروبا ونحن نتابع أنشطتها في تمويل المؤسسات الدينية في أوروبا.
-هل تعتقد أن محاولات قطر أدلجة المجتمعات الأوروبية ومحاولة التدخل في شئون تلك المجتمعات ودعم تنظيمات متطرفة هو نجاح لتلك الإمارة الصغيرة؟
لا لم أكن أقصد ذلك ، كل ما تقوم به قطر من تمويلات من خلال مؤسسة قطر الخيرية ، يتم فى الظاهر بشكل قانوني ، ولكن الخطير في الأمر أنه خفى نوعا ما وهناك شبهات عديدة تحوم حوله ... لقد عملنا على هذه القضية علي وجه الخصوص، لكن ليس لنا موقف مسبق من قطر أو غيرها من الدول.
-منذ متى تعملان علي هذا الكتاب ؟
استغرق العمل على هذا الكتاب عامين كاملين .. عام لترجمة المستندات ، وعام للتحقيق فيها ذهبنا الى ليل وميلوز والي المدن التي تستثمر بها قطر الخيرية، ذهبنا الى سويسرا والي بريطانيا وألمانيا وكوسوفو وأيضا الي قطر. بالتوازى مع الكتاب قمنا بإعداد فيلما تسجيليا ،سيتم اذاعتة في شهر سبتمبر القادم على عدة قنوات أوروبية وعربية، لقد كان تحقيقا ميدانيا كبيرا ، كان يجب علينا أن نتأكد وأن نوثق المعلومات التي حصلنا عليها وأيضا ان نواجه هؤلاء المسئولين بالخطاب المزدوج الذي يتبنوه، عندما كنا نسألهم من يمول مسجدكم هل هم المصليين ؟ كانوا يقولون إنهم لم يتلقوا أموالا من أى مكان ، فكنا نعرض عليهم المستندات التي حصلنا عليها ليضطروا فى النهاية للإعتراف بأنهم تلقوا أموالا من الخارج، من مؤسسة قطر تحديدا.
-هل هناك علاقة ما بين الكتاب والفيلم الوثائقي أم أن كل منهما تم علي حدا ؟
هو نفس الشيء، الفيلم الوثائقي هو النسخة المرئية للكتاب، بالطبع سيكون به اختلافات قليلة لكنه مبنى علي نفس المعلومات.
-متى يذاع الفيلم الوثائقي؟
من يونيو إلي سبتمبر علي قناة "ا .ر. تي"
- أنا صحفي وأعلم أن سؤالي سيكون صعبا .. لأنى واجهته من قبل في مناسبات عديدة ولكن يحب فى النهاية أن أقوله وأنا تقريبا أعلم إجابته .. كيف حصلتم علي تلك الوثائق ؟
بعث الينا أحد الأشخاص المجهولين خطابا بالبريد وبه " فلاشة " عليها " باس وورد " الولوج اليها ، وقال لنا أصنعوا بهذه المعلومات شيئا مفيدا، وكانت تلك هي الوثائق التي عملنا بها الكتاب.
- متى تم إرسال ذلك الخطاب بالضبط؟
كان ذلك في نهاية عام 201
- ما عرضته فى كتابك من تمويل خفى لبعض الأنشطة الخاصة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. هل هناك خطر على أوربا ؟ وماذا يجب على الدولة الفرنسية والدول الأوروبية أن تفعله؟
ربما حتى الآن لا يوجد خطر كبير ، ولكن كتابنا بمثابة جرس انذار ، لأنه ربما يكون هناك خطر علي المدي المتوسط ، لقد فوجئنا باتساع شبكة التمويل القطرى ليشمل 15 دولة في أوروبا و140 مشروعا وما بين 70 و80 مليون يورو من الاستثمارات ، لقد فوجئنا أيضا بطبيعة المشاريع فبعضها غريب كمشروع تحويل كنيسة الي مسجد ، وإنشاء مركز اسلامى في مدينة " جيرسي " التي يقطنها 400 مسلم فقط ، ماكان مثيرا أيضا هى المراسلات بين مؤسسة قطر الخيرية والمستفيدين من التمويل. كانت قطر الخيرية تضع شروطا وأهدافا أيضا ، كانوا يقولون مثلا : نريد أن نحي الروح الاسلامية للجاليات المسلمة في أوروبا. نريد أن نشجع الدعوة ، نريد دعم التعليم وبناء مدارس الخ .. كان ذلك مثيرا لأننا كنا بصدد اكتشاف الرغبات والأهداف الحقيقية ، لمؤسسة قطر الخيرية وليس من المفترض أن تكون هذه الرغبات علنية.
لقد لاحظنا أن 90 % من المساعدات التي تقدمها قطر الخيرية ، تذهب لجمعيات قريبة من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. توجهنا للمسئولين هنا في فرنسا وسألنالهم : ما هو هدف قطر من وراء ذلك ؟ أن هدف قطر ، أن تكون مؤثرة في سوق الاسلام في أوروبا ، كما فعلت المغرب والجزائر ، التي لعبت دورا تاريخيا في هذا الموضوع. والآن أصبح لدينا أيضا تركيا وقطر.
أهداف قطر الخيرية هي إحياء الروح الإسلامية للجاليات المسلمة ،ودعم الدعوة والتعليم الاسلامى من خلال المساعدات التي تقدمها لبعض المدارس ، كل هذا واضح ، هذه هي أهداف المنظمة المذكورة في المستندات والوثائق التي حصلنا عليها.
ويجب أن نذكر أن جماعة الإخوان المسلمين ، لن يستولوا علي السلطة في فرنسا ،عددهم لا يتعدى الألف شخص ،وأن هذا التمويل غير موجه للإرهاب، لكن الخطر يكمن في أن هذه الجمعيات التي تستقبل هذه الأموال والتى تدعو للإسلام الوسطى كما تزعم الذي يدعو اليه يوسف القرضاوى ، وطارق رمضان ، وسيد قطب ، هدفها هو موائمة القوانين الفرنسية لمبادئ الإسلام السياسي ، ومن أمثلة ذلك محاولة الحصول على حق ارتداء الحجاب للفتيات والحصول علي مواعيد مختلفة للصبيان والفتيات في حمامات السباحة الخ. هناك شيء كان يتكرر دوما أثناء التحقيق وهوأن هذه المساعدات تهدف لبناء مراكز إسلامية ، هذه المراكز يمكن أن نسميها مساجد للمعيشة ، هناك قاعة للصلاة مخصصة للرجال ، وقاعة أخرى مخصصة للسيدات ، هناك فصول دراسية لتعليم القران واللغة العربية. هناك أيضا مركز تجارى و حمام سباحة ، وفى بعض الأحيان مستودع للجثث ، أنه الاسلام الشامل ، من الولادة وحتى الموت ، كما تدعوا اليه الاخوان المسلمين.
وهناك أيضا تدرس كتب سيد قطب وحسن البنا ؟
لقد وجدنا بالفعل في مكتبات تلك المراكز الاسلامية كتب ليوسف القرضاوي وسيد قطب.
ألا تعتقد أن القول بأن أوروبا مجتمع كافر وتلقين الشباب هذه المعلومات والمفاهيم التي تملأ كتب سيد قطب أليس ذلك دعوة لبناء كوادر إرهابية ودعوة للإرهاب ؟
ليست دعوة للإرهاب ، لأن المخابرات الفرنسية ، أخبرتنا أن مسئولي هذه المساجد يلعبون لعبة وزارة الداخلية ،هم يخبرون الوزارة عندما يجدوا شخصا له فكرغريب ، لكن يمكن الانتقال بسهولة من فكرالاخوان الى الفكر الجهادى ، لقد حدث أن شخصا أو اثنين كانوا يترددون علي تلك المساجد ، ثم انزلقوا في الفكر لجهادى. لكنه ليس تمويلا مباشرا للإرهاب.
هل تعلم كصحفى فرنسى كم عدد الإرهابيين الذين خرجوا من تلك المراكز ونفذوا تفجيرات في فرنسا وفي أوروبا؟
لا أعلم ، وليس هذا هو الهدف من الكتاب.
نحن لانتحدث عن هدف الكتاب.. نتحدث عن مركز أو مدرسة يخرج منها أحيانا إرهابيين يرتكبون عمليات ارهابية نتيجة لتعاليم سيد قطب.. كيف يمكن لنا أن لانربط بين ذلك وبين الإرهاب ؟
ليس هذا موضوع الكتاب.
أقدر موقفك .. ولكن ماهى أهم المعلومات التي فاجئتك أثناء عملك فى هذا الكتاب ؟
كما قلت لكم حجم التمويل ، هناك 140 مشروعا وتحويل مسجد الي كنيسة نتساءل عن ذلك ، أيضا في جيرسي هناك 400 مسلم فقط، لماذا يبنى مركزا كبيرا ، شيء اخر كان مفاجئا لنا فى مدينة ليل ، هناك مدرسة ثانوية خاصة هي مدرسة " ابن رشد " لقد مولت مؤسسة قطر الخيرية ، هذه المدرسة بملايين اليوروهات ، وفي وقت ما ارادوا شراء المدرسة ، لقد صرح لنا بذلك أحد المسئوليين في المدرسة ، لقد وضعوا أموالا كثيرة في هذه المدرسة ، فلما لا يشترونها ، إن حجم التمويل ، وأيضا التنظيم المحكم، يثيرالتساؤلات، هناك تنظيم جيد.
هل لديكم مشروعات أخرى غير هذا الكتاب والفيلم ؟
نعم، أن أرتاح قليلا.
هل هناك صحفى يفكر فى الراحة .. لايوجد صحفى يسعى لذلك؟
مايجب أن نقوله هو أنه كان هناك تبشير فى عام 2010 و 2011 ولكن ابتداء من 2017 مع المقاطعة التي فرضتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين علي قطر، اضطرت منظمة قطر الخيرية تحت الضغط لتخفيض استثماراتها ، لقد أخبر الرئيس ماكرون ، القطريين أن عليهم أن يوقفوا هذا التمويل، وعندما اتصل الأمير تميم ، بايمانويل ماكرون ، ليهنئة بعد أسبوع من انتخابه قال له ماكرون : أنه علي استعداد للدخول معه في شراكة اقتصادية ، لكنه لايريد هذا التمويل القطرى عن طريق الجمعيات التي لاتخضع للرقابة فى فرنسا ، وأعتقد أنه منذ عام 2017 بذل القطريون مجهودات عديدة ، قاموا بإصدار قانون ينظم عملية التمويل ، فالجمعيات الممولة كقطر الخيرية ، لاتستطيع أن تتصرف وحدها ويجب أن تمرعن طريق الهلال الأحمر ، ووزارة الخارجية القطرية ، و تقول السلطات الفرنسية أن قطر بذلت جهودا حثيثة منذ عام 2017 لكن يجب الاستمرار في الضغط السياسي علي النظام القطرى حتي يستمر في بذل الجهود.
أجري الصحفي السويسري في مجلة لوبوان "يان هامل" تحقيقا صحفيا مخيفا نشر في المجلة الفرنسية عن محاولات قطر إيجاد بدائل لتمويل الإخوان المسلمين والتدخل في شئون الدول الاوروبية وذكر قصة علي بن فطيس المرى ومجهوداتة داخل فرنسا. كيف ترى ذلك ؟
لم نتناول ذلك في كتابنا. ليس لدينا معلومات عن ذلك.
لكنك صحفى فرنسى كبير وتتابع الأحداث ؟
نعم لكن يجب أن أتحقق من ذلك.
هل تعتقد أن الحصارعلى قطر وكلام الرئيس ماكرون سيحد من ظاهرة التمويل أم أن القطريين سيستمرون في تمويل الأنشطة الإخوانية فى أوروبا وفى فرنسا ؟
لقد بدؤوا بالفعل في الحد من هذا التمويل، عندما ذهبنا الي قطر الخيرية ، قال لنا أحدهم أن المنظمة لديها بعض المشاكل ، وإنها لا تستطيع التمويل كما في السابق ، لقد أغلقوا علي سبيل المثال مكتبهم في لندن لكنهم فتحوا مكتبا اخر باسم " نيكار ترست " إنهم تحت الضغط ، وقللوا من التمويل ولكن ليس بالقدر الذي يسمح بإيقاف المساعدات تماما ، هذا الكتاب يظهر مدى سخافة الوضع في فرنسا ، هناك جالية فرنسية مسلمة تسكن أحياء فقيرة وأماكن غير لائقة وهومايسمي بـ "اسلام الكهوف " ، لا يأخذون أموالا من الدولة ، لنفترض أن شخصا يريد بناء مسجد يقوم هذا الشخص بجمع الزكاة ، وبما أن أموال الزكاة لاتكفي يظهر أحد الاثرياء من أى مكان السعودية أو بيت الزكاة الكويتي ، أو الممولين القطريين وغيرهم. كل ذلك قانوني. ، يجب أن نضع حدا لهذا الوضع السخيف. لذلك يريد ماكرون ، إيقاف التمويل الأجنبي ومعرفة من أين تأتي الأموال ، أنه يريد أن يكون هناك تمويلا داخليا وذاتيا يسمح لمسلمي فرنسا ببناء مساجد لائقة.
هل تلقيت أى ردود افعال من الحكومة الفرنسية أو الحكومة القطرية علي هذا الكتاب ؟
نعم كانت هناك ردود أفعال على تويتر، خاصة عندما تم الإعلان عن المرتب الذى يتقاضاه طارق رمضان، من قطر وقد اثا ذلك ردود فعل واسعة علي شبكات التواصل الإجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة