استقبلت فرنسا عيد العمال فى اجواء غير معتادة على جمهورية، إذ كانت الاجواء ممتلئة بالتوتر والتظاهرات التى نظمتها حركة السترات الصفراء بالتنسيق مع العديد من النقابات العمالية، والذين اجمعوا جميعا على أن عيد العمال يعنى نضال العمال من اجل الحفاظ على حقوقهم وليس للاحتفال كما يعتقد الجميع.
وجرت التجمعات الحاشدة فى مختلف أنحاء العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها بعد دعوات ملحة للتظاهر وشملت الدعوة حركة السترات الصفراء و عدد من النقابات العمالية بالاضافة إلى حركات الطلاب والجمعيات والمنظمات التى ترى ان هناك تقصير فى سياسة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وعلى رأسهم حركة "بلاك بلوك" التى كانت الداخلية الفرنسية قد حظرت منها.
وشهدت الجمهورية الفرنسية اشتبكات عديدة وحملة اعتقالات على أثر أعمال الشغب التى وقعت بين بعض المتظاهرين وقوات الشرطة لافرنسية والتى أنتهت إلى اطلاق قنابل الغاز من اجل تفريق الجموع الحاشدة.
ورشق المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة، فيما ذكرت "وكالة الانباء الفرنسية" أن متظاهرا أصيب بجروح فى الرأس ، ومن جانبها، أوقفت الشرطة الفرنسية العشرات خلال عمليات استبقت خروج تظاهرات يوم العمال العالمى.
واحتجزت الشرطة الفرنسية 88 الأربعاء شخصا بعد عمليات تفتيش لمن يودون المشاركة فى التظاهرات، التى طغى عليها أنصار حركة السترات الصفراء.
وتحتج تظاهرات عيد العمال فى فرنسا هذا العام، على السياسية الاقتصادية التى يتبعها الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقبل نزول الآلاف إلى الشوارع، سارعت السلطات إلى نشر قوات معززة، كما شددت من الإجراءات الأمنية، خشية من أعمال شغب وتكسير.
وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد وعد الاسبوع الماضى بتخفيض ضرائب الدخل عن العاملين من الطبقة الوسطى، بعد شهور من الاحتجاجات الرافضة لزيادات فى الضرائب.
وجاء ذلك، فى خطاب ألقاه أمام صحفيين، للكشف عن سياسات منبثقة عما يعرف باسم "الحوار الوطنى الكبير"، الذى أطلقه قبل أسابيع، بهدف تهدئة غضب المحتجين.
وقال ماكرون، إنه يريد "تخفيض الضرائب لأكبر عدد ممكن من المواطنين، خصوصًا أولئك الذين يعملون من الطبقة الوسطى".
وتمثلت أكبر إجراءات ماكرون لاحتواء ازمة الستارت الصفراء فى التعهد بإصلاح عدد من الموضوعات المهمة مثل الضرائب والقدرة الشرائية والديمقراطية والعمل العام وإصلاح الإدارات الحكومية والتعليم والعمل والتقاعد.
وذكر تليفزيون "فرانس 24" الفرنسى، السبت الماضى، أن نحو ألفى محتج بمدينة ستراسبورج نظموا مسيرة سلمية فى ظل تواجد مكثف لأفراد الشرطة مع وقوع بعض الاشتباكات بين الجانبين.
وأطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لإجبار محتجين فى مدينة ستراسبورج شرق البلاد على التقهقر لدى تقدمهم نحو مقر البرلمان الأوروبى.
وفى السياق ذاته، فقد خرج جيريمى كليمان أحد قادة الاحتجاجات التى تقوم بها حركة "السترات الصفراء" فى فرنسا، وقال إن خطاب ماكرون الأخير غير مرضى بالنسبة لهم تمامًا، مضيفًا: "من المؤكد أن الرئيس سمعنا وفهم مطالبنا، لكنه لم يستجب لها كالعادة، ولقد توقعنا هذا رد الفعل من قبله، وبالفعل كنا محقين".
ويذكر أن حركة السترات الصفراء اتخذت منهج جديد فى تظاهراتهم ، إلا وهى اللعب على العامل النفسى لرجال الأمن حيث أصبح هناك دعوات صريحة لهم بالانتحار، وتلك الخطوة جائت بالتزامن مع ظهور احصائيات أكدت ان هناك زيادة فى حالة الانتحار بين رجال الشرطة نتيجة للفترة الصعبة التى تعيشها البلاد منذ هجمات باريس عام 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة