- قانونى: يواجهون عقوبات الحبس وغرامات تصل لـ50 ألف جنيه
مع بدء استخدام شبكة «الإنترنت» تغير وجه العالم، وبالتدريج صارت هى المتحكمة فيما يجرى على وجه الكرة الأرضية، وحولت العالم بالفعل إلى قرية صغيرة، ومع التطور واستخدامها على نطاق واسع، ظهرت مواقع «التواصل الاجتماعى»، وعلى رأسها «فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام»، ليطال التغيير عالم الجريمة، مع ولادة نوع جديد من الجرائم فى ساحة الشبكة العنكبوتية، وبينها ظهرت جرائم سرقة «الحسابات الإلكترونية» وما اقترن بها من جرائم أخرى كالابتزاز والاحتيال والنصب.
تكشف «اليوم السابع» أسرار سرقة «الحسابات الإلكترونية»، وما ارتبط بها من جرائم، يقع عبء مواجهتها على «مباحث الإنترنت»، التى ترصد سجلاتها قصص ضحايا تعرضوا لسرقة «حساباتهم»، فضلا عن ضحايا حكوا لـ«اليوم السابع» ما تعرضوا له على أيدى مافيا الجرائم الإلكترونية.
تقول آية جمال فتاة فى الـ25 من عمرها، إنها تلقت اتصالا من رقم مجهول «00333»، وادعى الشخص أنه من خدمة العملاء، طالبًا منها الرقم القومى، وبياناتها للتحديث، فأعطته تلك البيانات بحسن نية، وبعد ساعة تم إغلاق كافة حساباتها الإلكترونية، وحتى الشريحة تمت سرقتها.
وتتابع «آية» الفتاة السكندرية، فى حديثها لـ«اليوم السابع»، أن حساباتها الإلكترونية عبر تطبيقات «الواتس آب» و«الفيس بوك» والـ«جي. ميل»، تعرضت للسرقة من قبل شخص مجهول، استغل تلك الحسابات بداية من طلب مبالغ مالية من أصدقائها، وتطور الأمر فيما بعد لأن استخدم صورها الخاصة التى التقطتها لنفسها داخل المنزل وأرسلها إلى أصدقائها وأفراد عائلتها مما تسبب لها فى أذى نفسى كبير.
وتكمل «آية» قصتها التى عانت منها على مدار عامين ونصف العام، قائلة إنها بعدما حررت بلاغًا ضد شركة الاتصالات، فوجئت بالشاب المجهول الذى اخترق حساباتاها الإلكترونية واستخدمها فى عمليات نصب واحتيال وابتزاز، يطلب منها مبلغ 15 ألف جنيه عن طريق «كروت الشحن» حتى يعيد إليها تلك الحسابات.
وتتابع أنها دخلت فى حالة نفسية سيئة حتى إن حياتها انقلبت رأسًا على عقب، ولكنها لم تستسلم وظلت تقاتل حتى يعود حقها، وأبلغت أجهزة الأمن التى تمكنت بعد تتبع الجهاز ورصد المتهم من تحديد موقعه، وتبين أنه من مركز الصف بجنوب الجيزة، وأمرت النيابة بضبطه، وعقب التحقيق معه واكتمال أدلة الثبوت تمت إحالته لمحكمة جنايات القاهرة، والتى قررت تأجيل القضية لجلسة 9 مايو المقبل.
واختتمت «آية» حديثها قائلةً، إنها لا تريد سوى تحقيق العدالة وحفظ حقوق الفتيات الذين يتعرضن لمثل تلك المواقف، وأن القانون لابد من أن يأخذ مجراه.
هاكر لـ«ممدوح»: «أنا اشتريت الحساب ومش هينفع أرجعه».. ممدوح محرم شاب فى الـ29 من عمره، استيقظ ذات صباح، وفوجئ بأن حسابه الإلكترونى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لا يستجيب، أعاد كتابة «الباسوورد» عدة مرات، ولكن بدون استجابة، حتى اكتشف أن حسابه تعرض لـ«هاكر» وأن شخصا آخر استولى عليه وأداره لحسابه، فحاول استعادته ولكن دون جدوى خاصة أنه فقد «البريد الإلكترونى» المسجل عليه حسابه.
يقول «ممدوح» الذى يعمل مسؤول تسويق فى إحدى الشركات، إنه فوجئ بأن الشخص الذى استولى على حسابه «الإلكترونى» غير الصورة الخاصة بالحساب، فحاول التواصل معه عن طريق حساب آخر، وطلب منه إعادة الحساب، فقال له إنه أشتراه من أحد الأشخاص ورفض إعادته إليه»، وتابع: لم أعرف ما الهدف من سيطرته على حسابى، خاصة أنه حساب شخصى لا يحتوى على معلومات ذات قيمة أو غيره من الأمور التى تجعله محل اهتمام.
وأضاف «ممدوح» أنه علم فى النهاية أن الهدف من سرقة الحساب، هو استخدامه فى عمليات احتيال ونصب، حيث إن المتهم استغل الحساب، فى محادثة أصدقائه وطلب مبالغ مالية منهم عن طريق «كروت الشحن» وألح فى طلبه، وهو ما جعلهم يتعجبون من ذلك، وتابع: حدثونى هاتفيًا فأخبرتهم بأن الحساب تم اختراقه وسرقته، واقترحت حينها عمل «ريبورت» للحساب عن طريق حسابات أخرى ليتم إيقافه.
التجسس على صور «أمنية» الشخصية.. تقول أمنية عبد اللطيف صاحبة الـ21 عامًا، إنها تعرضت لاختراق حسابها الإلكترونى على موقع «فيس بوك»، وفوجئت بأن الحساب تم فتحه من أماكن بعيدة تماماً عن الأماكن التى تقوم بفتحه منها، وعلمت ذلك عن طريق رسالة هاتفية تلقتها على هاتفها، وفوجئت أيضًا أن الحساب «أونلاين» طوال الوقت، فقامت بتغيرر «الباسوورد»، ولكن دون جدوى.
وتضيف «أمنية» أنه على الرغم من عدم استخدام الحساب فى عمليات نصب، إلا أنه تم استغلاله فى الاطلاع على أسرار حياتها الشخصية، وصورها التى تتبادلها مع أصدقائها عبر الموقع، وهو ما تسبب لها فى أذى نفسى، وضرر كبير على المستوى الشخصى، وجعلها تخشى تسريب تلك الصور أو المحادثات أو استخدامها فى الإساءة إليها.
وتابعت، أنها علمت فيما بعد أن الشخص الذى اخترق حسابها الإلكترونى، تمكن أيضًا من اختراق الميل الخاص بها، وهو ما مكنه من معرفة «الباسورد» الجديد بعد تغييرها له، ولكنها تمكنت فى نهاية المطاف من السيطرة على الحساب عن طريق أحد أصدقائها الذى يمتلك خبرة فى ذلك المجال، واستطاعت إغلاق الحساب من كل الأجهزة التى كان مفتوحًا عليها.
صحفات رسمية فى مرمى نيران الـ«هاكر».. لم تتوقف عملية سرقة الحسابات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة عند الأشخاص العاديين، فقد انتقلت لتشمل الصفحات الرسمية للهيئات الحكومية والشخصيات العامة، حيث تعرض حساب صفحة «دار الافتاء المصرية» عبر موقع التواصل الاجتماعى «انستجرام» للسرقة، وهو ما شكل أزمة دفعت الهيئة لأن تصدر بيانًا عبر صفحتها على موقع «فيس بوك»، بعدم الاعتداد بما يتم نشره على صفحتها.
ولم تسلم حسابات الشخصيات العامة من السرقة، فخلال السنوات القليلة الماضية تعرض حساب عمرو جمال، لاعب كرة القدم بالفريق الأول للنادى الأهلى، على موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام» لـ«التهكير» من قبل مجهولين، الذين غيروا صورة الحساب، ووضعوا صورة لشعار نادى الزمالك، مكتوبًا عليها «الزمالك هو الحياة».
سرقة حساب الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية على صفحة «انستجرام»، دفعته لأن يحرر محضرا بقسم شرطة الدقى اتهم فيه مجهولا بسرقة البريد الإلكترونى الخاص به وحسابه على «انستجرام»، وجاء فى المحضر، أنه فوجئ بسرقة حساباته الإلكترونية، ويخشى أن يتم استخدامها بشكل غير قانونى.
الحبس والغرامة عقوبة لصوص «الحسابات الإلكترونية»
يقول شعبان سعيد، المحامى بالنقض والخبير القانونى، إن مباحث الإنترنت بدأت مع قانون الاتصالات، وكان مركزها فى وزارة الداخلية بوسط البلد، ومع انتشار الحسابات الإلكترونية، ووسائل الاتصالات المختلفة، والإنترنت، وارتفاع معدل الجرائم الإلكترونية بدأت تنتشر فروعها فى المحافظات، والتى تعرف الآن بـ«مباحث المعلومات» أو «مباحث الإنترنت».
ويتابع «سعيد» أنه عند سرقة حساب الإلكترونى، فإنه لابد من التوجه فوراً إلى «مباحث الإنترنت» للإبلاغ عن سرقة الحساب، وهناك يوجد ضابط مهندس فنى متخصص فى هذا الأمر، وهو يقوم بفحص البلاغ، ويتتبع الحساب ويراقبه لفترة، مشددا على ضرورة توخى الحذر وعدم نشر «صاحب الحساب» خبر الإبلاغ عن سرقته «لأن سارق الحساب لا بد أنه سيقوم بفتحه، واستخدامه وحينها يسهل تتبعه».
وعن العقوبات التى تنتظر المتهمين فى جرائم سرقة الحسابات الإلكترونية، يقول سعيد، إن المادة 71 من قانون الاتصالات، قررت عقوبة الحبس والغرامة التى لا تقل عن 30 ولا تزيد عن 50 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين لكل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريد إلكترونيا أو موقع أو حساب خاص بأحد الأشخاص.