صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون رواية تحت عنوان "أح" للكاتب العراقى هيثم بهنام.
فى الرواية التى تقع فى 75 صفحة من القطع الوسط يستعيد الكاتب اللحظة التاريخية للمكان وقت الاحتلال الأميركى للعراق، حيث ينسج الكاتب الحكاية بذريعة الصدفة التى تسوق جنديًا أميركيًا يحمل طفلًا، وخلال ذلك الوقت الذى لا يمتد لأكثر من بضع ساعات تدور الكثير من الحوارات بين الجندى والراوى، والتى لا يغيب عنها الطفل برمزيات الطريقة التى يدافع عنها الطفل عن نفسه بغضب.
ويقف الجلاد والضحية وجها لوجه، الجلاد متسلحًا بآلة الموت والدمار، والضحية بتاريخها ووسيلتها للتعبير عن الغضب بطفولة، ويستعيد الراوى الأزمنة السحيقة (حضارة وادى الرافدين) التى ظهرت فيها المدن الأولى والحضارات الأولى، وظهرت فيها الكتابة والشريعة الأولى والقصيدة الأولى، والديانة الأولى التى شكلتها ثقافة الماء، وفي تلك اللحظة يجتمع الحاضر، والماضى حمورابي وجلجامش وأحيقار الحكيم ونبوخذ نصر.
من أجواء الرواية: "مددت كفى وأمسكت كتفيه وأنهضته، استند إلى كتفي وانقاد انقياد الظل إلى الجسد، نحو خطواتى الوالجة إلى المكتبة، أجلسته على الأريكة، وعمدت إلى قدح من الماء، شربه دفعة واحدة، ثم انقاد كالممسوس نحو ابتسامة الرضيع الذي حمّمته بماء منعش يُستشف منه أزكى طعم، طعم الألفة والصداقة والفرحة المؤثثة بالمحبة الباذخة، انحنى بكليّته نحو الرضيع الذي مدّ أنامله وصارت تكتشف تضاريس وجهه، فأُضيء جبينه بقبس من نار ونور، وأغمض عينيه منتشيًا، ونهايات الأصابع التعبة اللدنة تقتلع من ذاته العاقول والشوك والتيه والوهم والخواء.