ساهمت وحدة بحوث البيولوجيا الجزيئية بجامعة أسيوط، على مدار 20 عامًا منذ إنشائها فى دعم مسيرة العلم والبحث العلمى والعمل على توفير مناخ علمى متقدم وبيئة بحثية ملائمة للباحثين من أبناء الجامعة وغيرهم من الدول العربية والعالمية، وذلك لمواكبة التطور العلمى والبحثى فى مجال البيولوجيا الجزيئية، إذ تتميز الوحدة بعمل التحاليل والأبحاث العلمية الخاصة بالتهاب الكبد وفيروس إنفلونزا الطيور وفيروس إنفلونزا الخنازير والحمض النووى، فضلا عن حصول الوحدة على الاعتماد وتصنفيها كمعمل قياسى مرجعى.
"اليوم السابع" قضى يومًا داخل وحدة بحوث البيولوجيا الجزيئية بجامعة أسيوط، للتعرف على الخدمات المقدمة للطالب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس.
وقالت الدكتورة أسماء عبد الناصر حسين، أستاذ الأمراض المشتركة ومدير وحدة بحوث البيولوجيا الجزيئية بجامعة أسيوط لـ"اليوم السابع"، إن الوحدة أنشئت فى عام 1996، بقرار من المجلس الأعلى للجامعات، والوحدة حاصلة على الاعتماد الدولى للمعامل ISO/IEC 17025، منذ عام 2012، حتى 2020 كوحدة معتمدة فى مجال الأبحاث الطبية والطب البيطرى والصيدلة.
وأضافت "أسماء" أنه يوجد بالوحدة تقنيات مختلفة لتشخيص العدوى الفيروسية للمرضى فى محافظات الصعيد باستخدام التقنيات البيولوجية، ومن أهم الخدمات المعتمدة دوليًا التحليل الكمى والكيفى لفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى بى وسى، وإنفلونزا الطيور والخنازير، كما أن الوحدة تعد من الوحدات ذات الطابع الخاص بجامعة أسيوط ويديرها مجموعة من الأساتذة المتميزين وأعضاء هيئة التدريس ومعاونى أعضاء هيئة التدريس داخل وخارج الجامعة والمهتمين بالبيولوجيا الجزيئية بإجراء الأبحاث الحديثة فى هذا المجال.
وتابعت "أسماء"، أن الوحدة تقدم العديد من الخدمات المجتمعية سواء من الناحية الطبية فى تشخيص الأمراض أو فى مجال العلوم البيولوجية، وتتمثل رسالة عمل الوحدة فى تنمية القدرات والمهارات المتعلقة بمجال البيولوجيا الجزيئية لأعضاء هيئة التدريس.
وأشارت مدير وحدة بحوث البيولوجيا الجزيئية، إلى اعتماد الوحدة دوليا كمعمل مرجعى لتشخيص العديد من الأمراض المعدية والمشتركة والوراثية التى تؤثر على الكفاءة الإنتاجية للمجتمع، منوهة بأن الخدمات التى تقدمها الوحدة تتمثل فى تحليل الالتهاب الكبدى الوبائى، وكذلك التعرف الدقيق على الميكروبات المسببة للأمراض المختلفة، وإجراء تحليل إنفلونزا الطيور والخنازير، واستخدام جهاز قياس المناعة الإنزيمة للتعرف على نسبة الهرمونات المختلفة وكذلك لتشخيص الأمراض التى تسببها العديد من الميكروبات.
وتعتمد الوحدة على استخدام أحدث الطرق فى مجال البيولوجيا الجزيئية للتعرف على بعض الأمراض وكذلك إجراء الأبحاث العلمية فى المجالات المختلفة التى تتعلق بكل من المجال الطبى والزراعى والصيدلى والعلوم البيولوجية.
وتابعت مدير وحدة بحوث البيولوجيا الجزيئية، أن الوحدة لديها العديد من المشروعات البحثية منها دراسة التشخيص الجزيئى البصمة الجينية فى حيوانات التجارب، ودراسة التعبير الجينى بإنزيمات مضادة للأكسدة فى الاضطرابات العصبية المستحدثة معمليا والتى تحاكى الاضطرابات التى تحدث فى الأمراض "مرض باركسنون"، والتشخيص الجينى لمختلف أنواع البكتيريا مثل حمى مالطة والليستريا، والدراسة الجينية لمختلف الميكروبات المعزولة من صور ومراحل الأمراض المختلفة البصمة الوراثية عن طريق prc، وتسلسل وتتابع الأحماض النووية.
وذكرت "أسماء"، أن الوحدة تتعاون مع العديد من الجهات البحثية منها جامعة الطب البيطرى بفيينا وجامعة برلين الحرة بألمانيا، وجامعة فيرجينيا بأمريكا، وجامعة بردو بأمريكا، وجامعة جنوب الوادى، وجامعة سوهاج، ومركز التبادل الثقافى الألمانى، وكليات الطب البيطرى والزراعة والطب والصيدلة بجامعتى الأزهر وأسيوط، وتضم الوحدة 6 معامل بحثية منها، معمل استخلاص الأحماض النووية والبروتينات، ويستقبل أخذ العينات من مصادرها المختلفة على الحامض النووى "RNA & DNA" أو البروتينات وتحديد تركيزها ودرجة نقاوتها، ومعمل تفاعل البلمرة والمتسلسل يتم فيه تطبيق معظم أساليب البيولوجيا الجزيئية فى هذا المعمل على الأنواع المختلفة من تفاعل البلمرة المتسلسل، ومعمل الفصل الكهربى، ويتم فيه الفصل الكهربى للحمض النووى والبروتينات وكذلك يفيد فى تحليل الأنواع المختلفة من الجينات.
وأضافت "أسماء"، كذلك معمل تفاعل البلمرة المتسلسل ذو الوقت الحقيقى وتتابع الحامض النووى، بداخله جهازين لتفاعل البلمرة المتسلسل ذو الوقت الحقيقى متعدد الفلاتر ويستخدما لمعرفة التقدير الكمى للجين بمنتهى الدقة واكتشاف الأشكال المتعددة للنيو كليوتيدة الواحد، حيث أصبح تسلسل الحمض النووى DNA لاغنى عنه فى البحث العلمى والاستفادة منه فى العديد من المجالات التطبيقية مثل التشخيص والتكنولوجيا الحيوية والبيولوجيا والطب الشرعى، ويوجد بالوحدة جهاز تتابع تسلسل الحمض النووى واستخدامها فى المجالات البحثية المختلفة.
أما عن معمل الميكروبيولوجى، قالت "أسماء" إنه يحتوى على أجهزة الـ"ELISA" للكشف عن الأمراض المعدية واكتشاف دلالات الأورام والسموم والهرمونات، بالإضافة إلى الاختبارات السيرولوجية الأخرى، كما يحتوى على جهاز "VITEK" وهو جهاز ميكرو بيولجى أتوماتيكى يقوم بالتعرف على الميكروبات المختلفة سالبة أو موجبة لصبغة جرام، بالإضافة إلى "الميكروبات اللاهوائية" فى غضون 18 ساعة مع تحديد حساسية الميكروب لحالات المضادات الحيوية المختلفة.
وأوضحت "أسماء" أن معمل زراعة الأنسجة والخلايا الجزعية يحتوى على حضانات ثانى أكسيد الكربون وكابينة للتعقيم والميكروسكوبات الرقمية المختلفة، باستخدام خدمة هذا المجال، بالإضافة إلى بعض الإمدادات الضرورية لزراعية الأنسجة، وغرفة التبريد تحتوى على أنواع مختلفة من أجهزة التجميد "-80، -40-20م" وحاويات متنوعة السعة لحفظ العينات فى النيتروجين السائل وكذلك جهاز صناعة الثلج.
من جانبه أكد الدكتور أحمد المنشاوى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن الجامعة تضم عددًا من الوحدات ذات الطابع الخاص التى تعد جزءاً لا يتجزأ من كيان الجامعة، والتى تمثل قبلة للباحثين فى كل المجالات والتخصصات البحثية من داخل مصر وخارجها، لافتًا إلى أن تلك الوحدات تسهم فى تحسين العملية التعليمية وتطوير منظومة البحث العلمى والتوظيف الأمثل لمختلف التقنيات والتى تواكب احتياجات العصر، إلى جانب مساهمتها فى إعداد باحثين متميزين فى المجالات البيئية والصيدلية والطبية والزراعية؛ يأتى ذلك فى إطار حرص الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، على تقديم كافة سبل الدعم الممكنة لخدمة الحركة العلمية والبحثية من خلال توفير بيئة بحثية رائدة يمكن من خلالها إحراز التقدم المهنى والتعليمى.