هل تصبح طهرن ملجأ جديد لمطاريد الإخوان ، سؤال طرح نفسه على الساحة السياسية ، مع ترقب صدر قرار من واشنطن ، بتصنيف الجماعة "إرهابية" مع طرح هذا السؤال ، كانت بالفعل تحركات فعلية للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان للبحث عن ملاذ أمن بعيدا عن العاصمة القطرية الدوحة ، التى أكد خبراء أنه فى حال صدر قرار من واشنطن بتصنيف الجماعة من المؤكد أن قطر ستغلب مصالحها مع أمريكا على إيواء عناصر التنظيم ، وفى هذا الإطار علم " اليوم السابع " ، أن بعض قيادات جماعة الإخوان تخطط بالفعل للانتقال إلى طهران ، التى تعد فى الوقت الراهن مكان مناسب للتواجد فى ظل توتر العلاقة بين ايران وأمريكا ، لاسيما أن اعتبار أمريكا لجماعة الإخوان أنها تنظيم ارهابى ، سوف يقلل من فرص تواجد أعضاء الاخوان فى الدول الأوربية ، ومن ثم أصبحت البدائل المتاحة محصورة فى طهران .
المصادر ذكرت ، أن أعضاء جماعة الاخوان وخاصة القيادات ، لن تكون فى مأمن حال صدور قرار أمريكى ضد التنظيم ، إلا فى إيران، باعتبار أن طهران لن تلتزم بأى قرار أمريكى ، حيث سبق لواشنطن أن صنفت الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية ، مضيفة أن جماعة الإخوان تعلم أن قطر لن تستطيع أن تتحملهم حال صنف ترامب التنظيم منظمة إرهابية، باعتبار أن قطر تريد الحفاظ على مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتالى لن تخاطر بعلاقاتها مع واشنطن من أجل الإخوان.
لكن المصادر أشارت فى ذات التوقيت ، الى أن التنظيم سينقل شبابه وعدد كبير من كوادره لطهران، ولكن سيظل شيوخ الإخوان مقيمين فى قطر باعتبار أن بعضهم يحمل الجنسية القطرية ، وعلى رأسهم يوسف القرضاوى، بجانب بعض الشيوخ المتحالفين مع الإخوان على رأسهم عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ومحمد عبد المقصود الداعية السلفى الموالى للإخوان
ومن جانبه قال طه على ، المحلل السياسى، إن الخطر الذى يواجه جماعة الإخوان خارجيا ، كبير جدا خاصة مع ارتفاع وتيرة الحديث عن سعى الإدارة الأمريكية لإدراجها كمنظمة إرهابية ، الأمر الذى ينعكس أيضا على أعضاء جماعة الاخوان فى الدول الأوروبية .
وأضاف المحلل السياسى فى تصريح صحفى ، أن الجماعة لها تقارب كبير مع طهران ومع الشيعة ، وهو ما سيجعل إيران المكان الجديد لهم ، لأنه فى حال تصنيف الجماعة إرهابية فى أمريكا سيعجل بطردها من قطر ومن تركيا والدول الأوروبية وتكون إيران المكان الوحيد الآمن للجماعة وقياداتهم ، نتيجة للتقارب والدعم الذى تتلقاه الجماعة وقاداتها من إيران فى الفترة الماضية
وفى إطار متصل توقع الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن يكون هناك تنسيق بين الدوحةو طهران، بحكم علاقة التطبيع القائمة بينهما فى التوقيت الحالى، من أجل أن تستقبل الأخيرة عدد من قيادات وكوادرالإخوان المقيمين فى قطر ، خاصة وأن الدوحة ستحاول أن تجد بدائل لاأى قرار أمريكى يصدر ضد جماعة الإخوان ، فلن تستطيع قطر أن تعاند أمريكا وبالتالى ستتعامل مع هذا القرار حال صدوره ، بأن تنقل قيادات التنظيم إلى أى دولة حليفة ولها ولن تجد سوى إيران بحكم علاقاتها المتوترة مع واشنطن.