أكرم القصاص - علا الشافعي

افطر مع رواية.. "لا طريق إلى الجنة" صراع رجل دين يتخلص من عباءته

السبت، 11 مايو 2019 07:00 م
افطر مع رواية.. "لا طريق إلى الجنة" صراع رجل دين يتخلص من عباءته غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال شهر رمضان المبارك، نقدم لكم سلسلة "افطر مع رواية"، بعرض إحدى الروايات العربية الحاصلة على الجوائز الكبرى، ونقدم لكم اليوم رواية "لا طريق إلى الجنة" للروائى اللبنانى حسن داوود، والصادرة عن دار الساقى فى بيروت، عام 2015، وفازت بجائزة نجيب محفوظ الأدبية من دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى العام نفسه.
 
وتدور أحداث الرواية حول شخصية رجل دين شيعي في قرية بجنوب لبنان أجبره أبوه على أن يواصل تقليدا أسريا موروثا بأن يكون إماما للناس في الصلاة ولكنه في مواجهة المرض والموت يتأمل حياته السابقة ويتمرد عليها.
 
رجل الدين، الذى قرر أن يتخلى عن عمامته وعن تبليغه للدعوة الإسلامية بعد معرفته بإصابته بمرض السرطان، ذلك الحدث الذى كان بداية الرواية، فتبدأ بمشهد المستشفى و تحليل الفحوص الطبية له واكتشاف الطبيب أنه مصاباً بذلك المرض وهو مازال صغيراً فى السن.
 
وكان اكتشاف المرض نقطة تحول محورية فى حياة البطل، والتى إنطلق منها بأخذ قرار كان لا يستطيع القيام به فى حياة والده، ذو السطوة والقوة الشخصية، فحياته كانت تحصيل حاصل، فى ظل إنها لم تكن من اختياره ولا تناسب شخصيته أو أهوائه، لم يخترها لنفسه بل فرضت عليه، حيث أنه كان من عائلة شكلت سلسلة من رجال الدين منذ أقدم الأجداد حتى صار الأمر متوارثاً وتقليداً بالعائلة لا يجب الخروج عنه ولا يسمح لأحد باتخاذ طريقاً غيره، حتى ولو كان لا يناسبه أو يحبه.
 
وعلى الرغم من الصراعات التى تصيب نفس الأنسان، والحيرة التى تنتابه فى حياته، واحساسه بالضياع وعدم القدرة على إتخاذ القرار، إلا أنه تأتى اللحظة التى يقرر فيها دون النظر إلى أى شئ، فى محاولة للوصول إلى السلام النفسى.
 
وهذا ما قرر فعله البطل فى النهاية، ويضع الكاتب حسن داوود حد لكل تلك التداخلات النفسية التى تشابكت فيها شخصيات الرواية منذ بداية الأحداث، فبعد وفاة أبيه، أبلغ صديقه أنه سوف يتبرع للجامع بكل كتب أبيه وأجداده، وأنه سوف يخلع عنه ثوب الدين المزيف، وعيش الحياة التى يريد أن يحياها.
 
وحسن داوود، من مواليد سنة 1951، وهو يعمل صحفي في اليومية البيروتية "المستقبل"، درس الأدب العربي بالجامعة اللبنانية في بيروت. ظهرت أوّل رواية له باللغة الفرنسية بعنوان "بناية ماتيلدا" سنة 1998، صدر له من قبل ثلاث مجموعات قصصية وعشر روايات، بينها "180 غربا" التي فازت بجائزة المتوسط عام 2009، و"غناء البطريق" و"أيام زائدة"، وترجمت بعض رواياته إلى لغات أوروبية، بينها الفرنسية والإنجليزية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة