أحمد إبراهيم الشريف

الصالحون.. مصعب بن عمير.. ابتغاء مرضات الله

السبت، 11 مايو 2019 11:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من رزق الله للدين الإسلامى أن وهبه رجالا صادقين، والصدق فى الإيمان يلحقه صدق فى القضية ويتبعه صدق فى العمل، ومن هؤلاء الصادقين سيدنا مصعب بن عمير.

كان مصعب بن عمير، ابن الحسب والنسب، من بنى عبد الدار تاجر قريش الأبرز، كان غنيا منعما، لكنه عندما عرف بدعوة النبى الكريم محمد استجاب لها سرا فى دار الأرقم، لأن روحه النقية عرفت أنها دعوة الحق، وتحمل فى سبيل ذلك ما تحمل، فهاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة.

تقول كتب السير إن أكثر من تحدى إيمانه كانت والدته واسمها أم خناس بنت مضرب، فبقدر ما كانت تحبه صارت تحاربه، فى الحقيقة لا أريد أن أقسوا عليها، لكن إدراكها القاصر صور لها أن ابنها يفقد مكانته التى أعدته لها، وأنها تفقده، لكنها لم تحاول أن تستمع إليه، فقد أعماها الجهل عن إدراك الحقيقة، فعندما علمت بإيمانه حبسته ومنعته من الخروج حتى أذن له الرسول بالخروج إلى الحبشة.

كان مصعب بن عمير صادقا فى محبة الدين لذا كان الأكثر معرفة بأصول الدين، ومن هنا اختاره الرسول الكريم ليكون سفيره إلى أهل يثرب ليعلمهم أصول دينهم بعدما بدأ أهل يثرب الدخول فى الدين الجديد، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضى الله عنه مع النفر الإثنى عشر الذين بايعوه فى العقبة الأولى يُفَقِّهُ أهلَها ويُقرئهم القرآن، فكان منزله على أسعد بن زرارة، وكان إنما يسمَّى بالمدينة المقرئ".

وفى يثرب كان مصعب بن عمير سببا فى إيمان المزيد وعلى رأسهم سعد بن معاذ سيد الأوس، والذى بإيمانه اتسع الباب كثيرا لإيمان الآخرين.

وبعد الهجرة النبوية الشريفة كان يجب أن تكتمل صورة مصعب بن عمير بالشهادة، فنالها فى موقعة أحد، بعدما قاتل حاملا  لواء النبى الكريم حتى النهاية.

وتقول كتب السير عندما رحل مصعب بن عمير كان ثوبه، رضى الله عنه، غير كاف لتكفينه إن غُطى الرأس كشفت الساقين وإن غطيا كشف الرأس، وحينها تذكر المسلمون العز القديم الذى كان فيه مصعب مرتديا أجمل الثياب، وكيف ترك كل ذلك من أجل الدين.. كما يليق بالصالحين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة