"مش بس الإنسان".. الفوبيا والتوحد والجنون والتخطيط للانتحار أمراض نفسية تصيب الحيوانات.. أكل القطة أطفالها مؤشر على إصابتها باضطراب فى الهرمونات.. وتناول الحصان الخشب ونتف البغبغان ريشه من أعراض الإصابة بخلل

السبت، 11 مايو 2019 03:30 م
"مش بس الإنسان".. الفوبيا والتوحد والجنون والتخطيط للانتحار أمراض نفسية تصيب الحيوانات.. أكل القطة أطفالها مؤشر على إصابتها باضطراب فى الهرمونات.. وتناول الحصان الخشب ونتف البغبغان ريشه من أعراض الإصابة بخلل العناية بالحيوانات - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد تصيبك موجة من الضحك، والاندهاش، إن سألك أحدهم، هل تصاب الحيوانات بأمراض نفسية؟ لكن ماذا إن علمت أن الأمراض النفسية التى يعانى منها الإنسان مثل الاكتئاب والفوبيا، والإحباط، والتفكير فى الانتحار، والجنون، وغيرها، هى نفسها ما يصيب الحيوان، بل إن أكثر إصابات الحيوانات بأمراض ومشاكل نفسية، تأتى نتيجة لسلوك البشر معهم، إما بالتعلق والحب الزائد، وإما بالضرب والإهانة، وهو ما أكده عدد من الأطباء البيطريين، المتخصصين فى سلوك الحيوانات، والتعامل معهم.

يقول الدكتور عصام مصطفى عبد الجواد، أستاذ سلوكيات ورعاية الحيوان والدواجن، كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة إن هناك دراسات أكدت أن هناك حيوانات تصاب بالإحباط، كالكلاب مثلا، لأنه بطبيعته حيوان اجتماعى، ففى حال تركه وحيدا فى مخزن أو جراج دون أن يرى صاحبه، فإن ذلك يصيبه باكتئاب لرغبته فى الاحتكاك مع البشر المحيطين به، وهو نفس الأمر بالنسبة للقطط، وقد يؤدى ذلك إلى زيادة فى معدلات العنف لديه، أو أن ينغلق على نفسه، ومن الممكن أن يصاب بـ"الفوبيا" والهلع، ويظهر ذلك غالبا فى صورة هلع مفاجئ وملفت للنظر بعد رؤية الحيوان لضوء ما أو سماعه لصوت مرتفع، أو فزع القطط من سماع صوت الجرس، أو الخلاط الخاص بالمنزل، أو المكنسة الكهربائية مثلا.

وأضاف عبد الجواد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الحيوان أيضا يُصاب بالجنون، فمثلا: الحيوان المُصاب بالسعار، عادة يكون نتيجة لوجود فيروس لدى بعض الفصائل الكلبية "الكلاب، الذئاب، القطط، الثعالب، الراكون"، وفى حالة حمله للفيروس وتمكنه منه، تظهر عليه أعراض السعار، والتى تستغرق فترتين، الأولى منهما تبدأ حين يصيب الفيروس مراكز المخ، وبالتالى يصاب بالجنون، ويهاجم أى شخص أو أى مصدر لصوت يسمعه، وعند تمكن المرض أكثر يصيبه بشلل فى عضلات التنفس، ويظهر ذلك فى أن الكلب يخشى شرب المياه وشكلها، نتيجة لشلل فى عضلات التنفس والحجاب الحاجز، مشيرا إلى أن الخيول أحيانا تصاب بالإلتهاب السحائى فى أحد أغشية المخ، ومن ثم يحبط الحصان، ويصبح غير قادر على الحركة، وينتهى ذلك بوفاته.

وتابع: كما أن هناك أمراض يصعب تحديد إصابة الحيوانات بها ، مثل الشيزوفرينيا أو الانفصام، لكن فى التجارب العلمية، يتم حقن الحيوانات ببعض المواد الكيميائية والأدوية، التى تصيبها بنفس أعراض تلك الأمراض، لدراسة التغيرات السلوكية التى طرأت عليهم، وهو الحال نفسه مع مرضى التوحد، حيث يتم التعامل بطرق كيميائية تصيب الفئران بالأعراض نفسها، والتى غالبا ما تظهر فى صورة اختلاف حجم فصوص المخ، بجانب حالات الإدمان.

واستطرد: بعض الحيوانات، قد تتخذ سلوكا يشابه الإنسان إلى حد كبير، فمن الممكن أن تصاب بحالة نفسية تجعله يؤذى نفسه، كالقطط مثلا، فى حال إصابتها باضطرابات فى مراكز المخ، حيث تظل تلعق يدها لدرجة تؤدى إلى إزالة جلدها، وتظهر عظامها، وبعض الحيوانات مثل الفئران، قد تفترس بعضها أو تأكل ذيلها إذا ظلت فى القفص لفترات طويلة دون توفير طعام لهم، لافتا إلى المثل الشائع لدى المصريين "القطة كلت ولادها"، حيث قال: ينتج ذلك التصرف أحيانا لدى القطط أو الكلاب حال إصابتهم بخلل فى هرمونات الأمومة، وقد تعتدى الأم على أبنائها وترفض إرضاعهم، خاصة أنه لا يوجد أم طبيعية تفترس أطفالها.

"الانتحار، قرار قد يتخذه الحيوان"، ذلك ما أكده الدكتور عصام، حيث قال: بعض العلماء وجدوا أن أحد أنواع القوارض، من الفئران كبيرة الحجم، كل فترة عند زيادة أعدادهم، يتجمعون بأعداد كبيرة، وينتحرون فى البحر، ولم يتمكن العلماء من تحديد سبب ذلك، لكن هو إجراء أشبه بالانتحار، كما أن هناك أنواع من الحيوانات قد يحدث لديها خلل نفسى يؤثر على شهيته، فالحصان قد يأكل الخشب، أو شعره، والذى يؤدى إلى تكوين جسم غريب بأمعائه ويؤدى إلى وفاته فى النهاية، وفى بعض الأوقات يأكل الحيوان برازه، وذلك قد يحدث لنقص فى المعادن بجسمه خاصة لدى الخيول كبيرة السن، لكنه يظل أمر غير مألوف، والبغبغان ينتف ريشه نتيجة خلل فى المخ، وغالبا لا يمكن علاج ذلك أبدا.

واختتم الدكتور عصام حديثه، قائلا: وفى حديقة الحيوانات تظهر أيضا بعض السلوك غير العادية الناتجة عن الأمراض النفسية، فمثلا الدب فى القفص، يظل "رايح..جاى" كالشخص القلق، وذلك عادة يكون نتيجة لتعرضه للحرمان، وهو أمر يسبب الكثير من مشاكل الخلل السلوكى، فعادة ما يكون ذلك الحيوان تم حرمانه من الرضاعة الطبيعية من أمه، وفطامه مبكرا، وذلك يجعل العجول الصغيرة تعوض ذلك بلعق الحوائط المحيطة به، أو القضبان الحديدية، والعصافير فى الأقفاص "تنقر" فى بعضها.

فى السياق ذاته، قال الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطرى، بجامعة قناة السويس، عضو مجلس النقابة العامة للبيطريين، إن جميع الحيوانات تصاب بالأمراض النفسية، لكن أكثرها الكلاب، لأنهم الأكثر حساسية، وغالبا ما تعيش الصدمة حال فقدانها لصاحبها ، وأحيانا يدور الكلب حول نفسه فى دائرة ويمسك بذيله، والحصان أيضا، لكن فى حال إصابته بخلل نفسى فإن ذلك يتطلب سلوك لبروتوكول فى التعامل معه، فلابد من الاقتراب منه بعد الاستئذان والربت "الطبطبة" عليه برفق،وإلا فإنه يشعر بالغضب، خاصة أن ارتباط الحصان بصاحبه عادة ما يكون قويا جدا، ويظهر عادة لديه فى عضه للجام، وضرب رأسه فى الحائط، وهز رأسه يمينا وشمالا دون توقف.

وأضاف فايز، لـ"اليوم السابع": جميع الحيوانات الموضوعة فى أقفاص، ومأسورة، تعيش حالة نفسية سيئة، كالأسد، والبغبغان الذى ينتف ريشه حال ساءت نفسيته، والفيل والزرافة، وذلك يتطلب بذل جهد أكبر لتوفير أقرب مناخ يشابه بيئتهم الطبيعية، ويصيبهم ذلك بالاكتئاب، خاصة أنهم يصبحوا يتعاملون فقط مع حارسهم، والدواجن أيضا، منظمات حقوق الحيوان منعت تربيتهم فى البطاريات، لضرورة وجود مساحات كبيرة تتحرك بها، كما أوصى الإسلام على ذلك، كما أنه أحيانا قد يؤثر المخدر الخاص بالعمليات الجراحية على الحيوانات كما الإنسان تماما، لتأثيره على كيمياء المخ لديهم كالأسود مثلا، مشيرا إلى وجود أدوية تصيب الحيوانات بالحالة النفسية السيئة، بجانب التجارب العلمية التى تعتمد على إصابة حيوان بمرض نفسى، لتجربة علاج جديد، وهو أمر لم يعد مسموح به حول العالم كما فى السابق.

من ناحيته، قال الدكتور عمرو أمين، أخصائى طب وجراحة الحيوانات،: إن الكلاب تتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية لأصحابها، وتعيشها أيضا، ويظهر ذلك فى خموله أو ارتكابه أعمال لتخريب المنطقة المحيطة به، أو العض الزائد، أو إخفاء عظم فى مكان ما، وإظهاره بعد فترة، بجانب "الحمل الكاذب" والذى قد تعانى منه أنثى الكلب، ما يجعلها تعيش حياة الأم كاملة، وفى نهاية الحمل فى اليوم الـ60، عند اكتشافها عدم حملها فأنها تصاب بالاكتئاب، وعادة ما تتعامل مع الألعاب باعتبارها أطفالها، وأحيانا العنف غير المبرر لدى الكلاب وخاصة كلاب الشوارع، الناتج عن الخوف، والذى يُصابون به نتيجة لسوء تعامل الأشخاص معهم، والتعدى عليهم.

وأضاف أمين، لـ"اليوم السابع": من الممكن أن يتخذ الكلب قرار الانتحار، لكن فى حالات تتعلق بصاحب الكلب نفسه، كوفاته مثلا، والتى عادة تبدأ بحزن الكلب الشديد وامتناعه عن تناول الطعام، وتنتهى بوفاته، كذلك فى حال إن كان اعتاد الكلب ممارسة المشى مع صاحبه فى وقت مُحدد، ولم يسمح له صاحبه فى عملها فى يوم ما، فإن ذلك يجعله مكتئبا يرفض التعامل ويتخذ موقفا من صاحبه، بجانب أن بعض الكلاب الشرسة التى تملك ثقة كبيرة فى إمكانياتها، عادة ما يكون هناك جزء منها ناضج يتعامل بحكمة ويتجاهل المواقف الصغيرة.

واستطرد: هناك علاج للمرض النفسى للحيوانات، وحاليا هناك مدربين متخصصين للتعامل مع تلك الحالات، حيث يعطى المدرب مجموعة من النصائح لصاحب الكلب، والتى فى الأغلب تتعامل مع الكلب باعتباره طفل لم يتعد عمره الخمسة سنوات، فالكلب فى عمر 45 يوم وحتى 3 أشهر يعتبر كالطفل الرضيع، ومن 6 أشهر يصبح كالطفل المراهق يحاول فرض شخصيته، وبعد ذلك يحاول فعل ما يرغب فيه، مشيرا إلى أن بعض الكلاب تصاب بالتوحد مثل الإنسان أيضا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة