قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام السابق على أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى فى مصر والعالم ، أن فكرة إنشاء الأكاديمية ولدت من ذهن فضيلة الإمام الأكبر الذى يهتم بمشاكل الأمة العملية والفكرية ويقول "رسالتنا هى أن نصحح الأفكار"، ونحن فى بلادنا نحتاج إلى أن نقف يد واحدة إلى أن نبنى هذه البلاد بناءً فكريا صحيحاً فالفكرة قد تدمر أمة بينما القنبلة الذرية قد تدمر مساحة محددة إذا فالأفكار أخطر من القنابل الذرية.
وأضاف فى تصريحاته لليوم السابع أن فكرة الاكاديمية التأصيل العلمى لكل فكرة تنشر فى المجتمع ولم يقصد بها التعليم من جديد إنما يقصد بها الوقوف مع قضايا العصر التى تهم المجتمع واستقراره هذه القضايا جعلت كثيرا من المتطرفين يتوغلون فى العالم ويحاولون أن يسيطروا بأفكارهم المتطرفة على عقول شبابنا الأمر الذى دعا إلى المواجهة ومواجهة الفكر بالفكر وهذه المواجهة لا بد لها من تأصيل علمى والتأصيل العملى الصحيح هو الذى يقنع وهذا ما تقوم به اكاديمية الأزهر العالمية فهى تجابه الفكر بالفكر وتؤصل لأى فكرة يروجها المروجون فى المجتمع مثل فكرة الجهاد قد يظن البعض أن الجهاد يقتصر على المعارك بينما نسوا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعل الجهاد كله فى هذه المنطقة إنما تلك المنطقة جزء من الجهاد فالجهاد الأكبر أكبر من هذا ورأينا رسول الله عند عودته من إحدى المعارك قال رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فكل حركة وكل نقطة بناء وحجر بناء وكل فكرة تؤدى إلى استقرار المجتمع وإلى أمنه وهو الجهاد الأكبر الذى يجب أن يعرفه شباب الأمة وهذا ما تقوم به الأكاديمية والاشتباك مع القضايا المعاصرة ومحاولة تأصيلها التأصيل العلمى الصحيح والذى يتوافق مع شرعنا الحنيف السمح ومع ديننا الإسلامى.
وعن عدد الجنسيات التى أرسلت متدربين للأكاديمية قال: لدينا الآن فى الأكاديمية أكثر من 26 دولة ترسل أبنائها منها على سبيل المثال لا الحصر الصين وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والعراق الصومال وسيرلانكا والفلبين والهند وباكستان وداغستان وروسيا وغيرها أرسلت أبنائها إلينا وننظم دراستهم وتدريبهم فى دورات متنوعة منظمة.
وتابع : بينما وعاظ مصر ندربه على القضايا التى تهم بلادنا واستقرارها ونقف عند كبريات القضايا الجهاد والحاكمية والخلافة والمواطنة وآيات سىء فهمها وأحاديث سىء فهمها ، ندربهم على ذلك وكيف يتعاملون مع المجتمع وكيف يتعاملون مع الواقع وفى المحاضرات ومع الإعلام وكيف يناقشون القضايا فى الإعلام بأدب الحوار والمناظرة.
أما عن الأئمة من خارج مصر فيأتون بقضاياهم ونجلس معهم فى أول أيام حضورهم يتحدث أحدهم عن أهم القضايا التى تهم بلدانهم ثم نفرغ تلك القضايا ونوزعها على المختصين، حيث أن مدة الدورة للوافدين لا تزيد عن شهرين والأزهر يتكفل بالإعاشة والإقامة وتعليمهم وأمنهم وننظم لهم رحلات سياحية مثل الأهرامات حتى يعلموا أن الإسلام لا يتصادم مع الآثار إنما نأخذ العبر من التاريخ والإسلام لو كان فيه تصادم مع الواقع ما كان عالميا.
وأشار إلى أن اهداف الأكاديمية للمصريين تتضمن تقديم الحقائق بأسلوب فيه خفة بيان وكيف يتعامل الواعظ مع واقع العصر وفقه النوازل والمقاصد والواقع والتعامل مع التقنيات الحديثة فى إيصال الرسالة، أغلب الشباب يتعاملون مع الشيخ جوجل وليس بأفضل منا، واقعنا يحتاج إلى تكاتف وتلاحم مع أبناء المجتمع.
وعن تعارض أكاديمية الأزهر مع أكاديمية الأوقاف قال: نحن فى سفينة واحدة والوطن كله سفينتنا وكل من يستطيع أن يقدم فكرا صحيحا يقيم به العقول ويبعد شبح التطرف والإرهاب عن بلادنا نحن نرحب به والأوقاف ليست بعيدة عن الازهر والأزهر اب للجميع ونرى أن بلادنا تحتاج إلى أكثر من أكاديمية وكل من يستطيع أن يقدم يد العون أهلا به ليس هناك تصادم بيننا وبين أحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة