أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

اعتذار القرنى.. هل نقبله ونتسامح معه..؟

الأحد، 12 مايو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفاجأة شهر رمضان فى أيامه الأولى جاءت من المملكة العربية السعودية ..وباعتذار مدوى من أشهر الدعاة  السعوديين وأحد رموز فتاوى التطرف ليس فى المملكة فقط وانما فى العالم الاسلامى وهو  الداعية والشاعر عائض القرنى
 
سواء جاء الاعتذار بشكل مفاجئ أو سبق الترتيب له، فقد خرج علينا القرنى فى قناة روتانا خليجية نهاية الأسبوع الماضى ليقدم اعتذاره  عن الأخطاء التي بدرت منه خلال فترة نشاطه ضمن "تيار الصحوة". وعن التشدد وبعض الفتاوى التي اعتبرها مخالفة للقرآن والسنة، ليغلق بذلك مرحلة صعبة من تاريخ التطرف الفكرى على مدى الثلاثين عاما الماضية.
 
وقبل الدخول فى كيفية التعامل مع " الاعتذار الفكرى" والتحول الثقافى للقرنى، وجب التعريف بحركة " الصحوة الفكرية الاسلامية، فهى حركة نشأت فى السعودية فى أواخر الثمانينات وكان أبرز رموزها القرنى وسليمان العودة. وهدفها هو  "ايقاظ الناس من الغفوة" لكن سرعان ما اصطدمت بالتيار الليبرالي بسبب الفتاوى المتشددة، كما اصطدمت مع السلطات السعودية في منتصف التسعينيات بعدما طالب رموزه بوقف التعاون العسكري مع الولايات المتحدة إبان حرب الخليج الثانية.
 
وتطور الصدام الى حد الهجوم الذى شنه ولى العهد الأمير محمد بن سليمان الأسبوع الماضى فى حواره مع قناة سى بي اس الأميركية ضد تيار الصحوة  واتهمه بالهيمنة على البلاد نحو 30 عاما مضت.
نعود للسؤال مرة آخرى ..كيف نتعامل مع هذا الاعتذار وهل الاعتذار وحده يكفى..؟
 
هل يبدو من العقل والمنطق أن نتعامل معه من منطلق قاعدة" العفو عند المقدرة " و" المسامح كريم"؟
المسألة بالتأكيد ليست بهذه البساطة التى تخل بأصل القضية، فسواء لم يأت هذا الاعتذار من فراغ أو عن طيب خاطر أو نتيجة ظروف سياسية داخلية أو خاصة بالتحولات فى المنطقة، فالآثر لهذا التيار الذى مثله القرنى وأمثاله تسبب فى خراب كبير وفى تدمير عقول بل وتدمير دول باسم الدين وبفتاوى متطرفة خرجت عن طبيعة الدين ومقاصده
 
القرنى وحده له أكثر من 45 مؤلفا وكان منتشرا فى أكثر من 25 برنامجا، علاوة على مئات المحاضرات والمقالات التى حملت أفكار هذا التيار 
 
لقد عانينا كثيرا من أفكار هذا التيار الذى انتشر كالسرطان فى عقول أبناءنا من الشباب فتعددت التيارات والتنظيمات المتطرفة التى أساءت للاسلام بتسميم العقول بل وتسميم الدين ذاته 
هؤلاء اختطفوا الدين فى مرحلة صعبة وعسيرة فى تاريخنا العربى والاسلامى وأصبح الدين لديهم تجارة وشطارة وعن طريقه جمعوا الأموال ، وهادنوا الحكام ، وبرروا الإستبداد ،  وأفقروا البلاد والعباد ، وحببوا للناس الموت وكراهية الحياة ونشروا الفتن الطائفية والمذهبية  .
 
وفي ظل غياب وتدهور المؤسسات الدينية والثقافية الرسمية ، أصبح هؤلاء من أصحاب الأموال والفضائيات وأصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان جرفوا كل شئ حتي أحتلوا عقول البسطاء وكثير من الشباب وكانت داعش وأخواتها صنيعتهم .
 
تضررت الأمة وابتلت بهم. هنا فى مصر تسببت  هذه الأفكار فى تغيير طبيعة التدين المصرى الوسطى لشعبها وثقافته وسماحته. ومازلنا نعانى منه حتى الآن.
 
هل نتسامح وكيف..؟ 
فاذا كان القرنى قد اعتذر فهل يعتذر غيره..؟ وحتى ولو اعتذروا ماذا نحن فاعلون بأفكارهم التى تشربت بها عقول شبابنا وراح ضحيتها المئات والآلاف فى مصر وباقى الدول العربية والاسلامية.
والسؤال الأهم والأكثر الحاحا..كيف نواجه هذا الفكر بعد الاعتذار وكيف نسعى لاجتثاثه من العقول ..؟ هل خططنا لذلك حتى نحمى المستقبل بعد أن ضاع منا الماضى والحاضر..؟
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة