"حاملة المصباح" لقب حصلت عليه رائدة التمريض الحديث "فلورانس نايتينجيل"، والتى توفيت عن عمر يناهز 90 عام فى 1910، لكن العالم كله حتى يومنا هذا، مازال يحتفل بيوم مولدها، فى الثانى عشر من مايو من كل عام، وحصلت على هذا اللقب لأنها كانت تخرج فى الظلام إلى ميادين القتال، وهى تحمل مصباحا بيدها، للبحث عن الجرحى والمصابين لإسعافهم، بالتزامن مع حرب القرم 1854، حيث برز دورها فى ذلك الوقت فى تقليل نسب الوفيات بين الجنود من 40 إلى 2% فقط، بعد توفيرها للخدمات الطبية والاسعافات الأولية التى كانوا يفتقدونها فى ذلك الوقت.
كانت فلورانس أول من وضع قواعد للتمريض الحديث، وأسس لتعليم التمريض ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية فى المستشفيات، وكانت من أهم قواعد عملها النظافة التامة ثم الإصرار على فتح النوافذ والسماح للهواء النقى بدخول غرف المستشفيات طوال أيام السنة، وخلال زيارتها لمصر، أكدت أنها رأت 19 ممرضة مصرية يخدمون الفقراء، لكنهم يعملون عمل 90 ممرضة، للدلالة على قوة التحمل والجهد الكبير الذى يبذله التمريض المصرى.
ويحتفل العالم، باليوم العالمى للتمريض، يوم 12 مايو للاحتفال بيوم الممرضات، والذى يوافق الذكرى السنوية لميلاد فلورنس نايتينجيل، بداية منذ أن تم اختيار هذا التوقيت فى يناير عام 1974، وفى كل عام، تستعد كافة دول العالم لإحياء هذا اليوم، تقديرا لجهو التمريض فى المنطومة الطبية.
لم تكن دراسة التمريض، والعمل به، أمرا سهل بالنسبة لفلورانس، خاصة أن والديها عارضوا تلك الرغبة، اعتقادا منهم أن تلك المهنة ليست جذابة، ولا تليق بهم، إلا أنها تمسكت برغبتها فى خدمة المرضى، ورفضت كافة عروض الزواج لتتفرغ للتمريض، وفى عام 1853 نجحت نايتنجيل فى إنشاء أول معهد للتمريض فى إيطاليا، وأطلقت عليه "معهد السيدات النبيلات للعناية بالمرضى"، وحرصت من خلاله على تعليم الفتيات أصول التمريض ومبادئه.
وحددت فلورنس نايتينجيل، مجموعة من الصفات التى لابد أن تتصف بها الممرضات، من بينها: أن تبتعد عن الأقاويل والشائعات، أن تحافظ على أسرار مرضاها، وأمينة عليهم، وألا تتأخر على المرضى عند تنفيذ طلباتهم، أن تكون دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة حساسة لشعور الغير، وتكريما لدورها، أسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر جائزة نايتينجيل، وهى أعلى تكريم فى التمريض الدولى، وذلك فى عام 1912، وتقدم الجائزة كل عامين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة