"نحتسبه شهيد عند الله، ابنى غلبان ومحترم جدا، كل الجيران بجوار محل أكل عيشه، بيشهدوا له بالاحترام، أول يوم فى رمضان طلبت منه عدم الذهاب للمحل إلا بعد الفطار، خوفا عليه من الحر والهبوط، لكنه رفض وقال لى هاروح دا أكل عيشى يا ماما ولو على الحر هدخل المسجد اللى أمام المحل أتوضى وأصلى وأريح شوية، يوم 3 رمضان خرج من غير ما أشوفه، ورجع جثة على المقابر، الصبر من عندك يارب مش عايز حق إبنى يضيع إبنى حبيبى معملش حاجة"
بهذه الكلمات روت "هدى سعيد بندارى" 48 سنة ربة منزل، مقيمة قرية العجيزى بالشرقية، والدة المجنى عليه، تفاصيل مقتل نجلها "إسلام" ابن السادسة والعشرين من عمره، على يد جزار وشقيقه بمنيا القمح.
سرت الأم المكلومة تفاصيل الحادث قائلة: "زوجى توفى من 4 سنوات وترك لى 3 أبناء "وحيد وإسلام وعبد الرحمن"، تزوج الابن الأكبر ويقيم مع زوجته بمدينة العاشر من رمضان، و"إسلام" مقيم معى بقرية العجيزى، وأنهى تعليمه وحصل على دبلوم صناعى خمس سنوات، وكان أمنيته أن يلتحق بكلية الهندسة، وبعد وفاة والده، تخلى عن حلمه من أجل لقمة العيش، وقرر أن يفتح محل بيع وتصليح هواتف محمولة بمدينة منيا القمح، وبالفعل قام بإيجار محل منذ عام ونصف، وسمعته طيبة فى المنطقة وهو فى حاله ومن بيته للمحل.
وأردفت الأم والدموع تنزف من عينيها: ثالث يوم فى شهر رمضان الكريم، وهو يوم الحادث الأسود، خرج "إسلام" دون أن أراه إلى المحل بعد اتصال من ابن عمه لتصليح هاتفه، وبعد تصليح الهاتف، كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة مساء، حاول إنهاء عمله وغلق المحل للعودة للمنزل لتناول وجبة الإفطار معى، وأثناء ذلك تعدى عليه جزار وشقيقه بشكل وحشى بالضرب المبرح بالشوم والأسلحة البيضاء داخل المحل وخارجه، حتى فاضت روحه بعد ساعات من محاولة إسعافه داخل مستشفى منيا القمح، وكان نفسى أفرح ليه وأزفه على عروسته.
والتقط نجلها الأكبر "وحيد" أطراف الحديث، قائلا: "لم نأخذ عزاء لشقيقى، عزائنا الوحيد أنه توفى صائم مصلى في شهر رمضان مدافعا عن لقمة عيشه"، متابعا "شقيقى كان محب مؤمن ومحب للحياة وطموح، وكان حلمه كأى شاب يفتح بيت ويتزوج، ويوم الحادث اتصلت به أكثر من مرة، كونى معتاد على الاتصال به أكثر من 10 مرات فى اليوم، وقبل الفطار بساعة فوجئت باتصال:"الحق أخوك بين الحياة والموت"، هرعت كالمجنون من العاشر إلى المستشفى الجامعى وجدته فى حالة حرجة، وخرج الطبيب يطالبنا بالدعاء له، وبعدها خرج السر الإلهى وفارق الحياة".
"العزاء بعد القصاص العادل من المتهمين"، قال "محمود أبو الفتوح" عم المجنى عليه، موظف بالمعاش: لن نقيم عزاء لابن شقيقى، إلا بعد القصاص العادل، حاليا أصبحت والده لأنه والده متوفى، ولن اترك حقه بالقانون، وكلنا ثقة فى القانون، متابعا، يوم الحادث فوجئت باتصال تليفونى "الحق ابن أخوك ناس متخانقة معاه فى المحل"، ونقل بالإسعاف للمستشفى جريت على المستشفى المركزى، وجدته بين الحياة والموت، حاولت أكلم فيه أعرف منه القصة لقيته فاقد الوعى ومصاب بتشنجات، تركته بين يدى الله والأطباء، وأسرعت على المحل أعرف القصة ومن تعدى عليه، أبلغنى من بعض الجيران أن أولاد جزارين تهجموا عليه بالسكاكين والشوم، ومنعوا أى مواطن يدافع عنه حتى نقل للمستشفى وتوفى بعد ساعات من الحادث.
"احتجزوا داخل المحل ومنعوا حد يدافع عنه" قالها تهامى البنديرى خال المجنى عليه، قائلا: "ماحدث لنجل شقيقتى وهو شاب في ريعان شبابه على يد نجل جزار وشقيقه، نوع من البلطجة، ولا يرضى الله احتجاز شاب أعزل داخل محله قبل الإفطار بساعة ونصف والتعدى عليه من قبل شقيقان جزارين بالأسلحة البيضاء والشوم، ومنع الإهالي من إنقاذه.
وتابع: الخلاف حدث بين نجل شقيقتي ونجل جزار علي تصليح هاتف، كما روي شهود الواقعة، بعد ساعة حضر المتهم ومعه شقيقه، بحوزتهما أسلحة بيضاء وشوم، وقاما بغلق المحل علي نجل شقيقتي والتعدي عليه بالضرب المبرح، وعندما استغاث وتمكن من الخروج خارج المحل، هرعا نحوه ومنع الأهالى من إنقاذه عن طريق ترويعهم بالأسلحة البيضاء التي بحوزتهما، وقاما بتوجيه عدة ضربات أودت بنهاية الشاب بعد ساعات من إصابته بنزيف بالمخ وتغيب بدرجة الوعي، موضحا أن الشرطة متمثلة في ضباط مباحث منيا القمح بمعرفة النقيب أحمد الشويخ، معاون المباحث، برئاسة الرائد محمد فؤاد، رئيس المباحث، تمكنا من ضبط المتهمين بعد الحادث.
وكان اللواء جرير مصطفى مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، بلاغا من مستشفي الزقازيق الجامعى، يفيد وصول" إسلام حامد أبو الفتوح" 26 سنة، صاحب محل موبيلات، مقيم العجيزى دائرة مركز منيا القمح، مصابا بكدمات بالرأس ونزيف بالمخ وغياب بدرجة الوعى، وتوفى متأثرا بإصابته.
وتبين من التحريات الأولية، التى قام بها ضباط مباحث منيا القمح، برئاسة الرائد محمد فؤاد، رئيس المباحث، ومعاونه، أن المجنى عليه لديه محل تصليح هواتف محمولة بمدينة منيا القمح، وقع بيه وبين المتهم " أحمد ال " يعمل بالجزارة مشادة علي تصليح هاتف، وتعدى كل منهما على الآخر بالسب، وبعد ساعات حضر المتهم ومعه شقيقه "محمد"، بحوزته سكين وشومة وقاما بالتعدى على المجنى عليه سويا بالضرب المبرح حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد ساعات من الواقعة، وتمكن ضباط مباحث منيا القمح، من ضبط المتهمان، وتم عرضهما في حراسة مشددة علي نيابة منيا القمح، للتحقيق معه بمعرفة، محمد رفعت، وكيل أول نيابة منيا القمح، وقرر حبسهما علي ذمة التحقيقات.