عادل السنهورى

يعيش أهل بلدى

الإثنين، 13 مايو 2019 06:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على خشبة المسرح القومى بالعتبة يستمر عرض " يعيش أهل بلدى" فى ليالى رمضان الذى كتبه وألف أشعاره المبدع محمد بغدادى.. والعرض من بطولة الفنان أحمد سلامة والفنانة انتصار ومحمد رضوان ونخبة من شباب المسرح زكريا معروف وضياء الدين زكريا وهالة سرور ومريم البحراوي وهاني حافظ وندى عفيفي وايهاب ناصر ومن اخراج عاصم نجاتى.
 
وبدعوة كريمة من الفنان أحمد سلامة كان لى الحظ فى مشاهدة العرض مع عدد من الأصدقاء الاعلاميين مساء الاثنين الماضى..ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى  أشاهد عرضا لفرقة مسرحية من فرق الدولة داخل المسرح القومى الذى تأسس بأمر من الخديوي إسماعيل عام 1869. والذى يعتبر من العلامات الثقافية المصرية منذ بدأ نشاطه في الخمسينيات وقدم روائع المسرح العالمى ثم أعيد افتتاحه عام 1986. لعب دورا حيويا فى احياء وانقاذ الحركة المسرحية فى مصر فى منتصف الثلاثينات عقب الأزمة العالمية التى تسببت فى اغلاق بعض المسارح فتأسست الفرقة القومية للتمثيل وقدمت على خشبة المسرح أولى مسرحياتها وهى مسرحية (أهل الكهف) من تأليف توفيق الحكيم وإخراج زكى طليمات. وأعيد تشكيل الفرقة تحت اسم(الفرقة المصرية للتمثيل والغناء)  ثم تكونت فرقة المسرح الحديث عام 50 ثم بعد ثورة يوليو تم دمج الفرقتين لتكون الفرقة المصرية الحديثة وتم تعيين يوسف وهبى أول مديرا فنيا لها وبعد ذلك بست سنوات أصبحت فرقة المسرح القومى.
 
قبل هذا العرض كان الفنان الكبير يحيي الفخرانى يعرض المسرحية الاستعراضية "ليلة من ألف ليلة وليلة " من تأليف بيرم التونسى ولاقت اقبال كبيرا من جمهور المسرح لعدة أسابيع .
 
" يعيش أهل بلدى " هو حالة فنية مسرحية بديعة ، يعالج أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية فى المجتمع فى قالب كوميدى راق وباستعراضات فنية رائعة على أشعار بغدادى وصوت مى فاروق.
 
أستطيع أن اقول أن الفنان أحمد سلامة تفوق على نفسه فى هذا العرض عندما قدم دور الرئيس المنقذ لثورة شعب حاول الانتهازيون من أهل السياسة زتجار الدين  ورجال الأعمال والمال السطو عليها واستغلالها لتحقيق مآربهم وأغراضهم وأهدافهم، كل فئة انتهازية وما تريد تحقيقه. وهذا هو العرض المسرحى الثانى الذى أشهاده فيه بعد عرض" الملك لير"  مع العملاق يحىى الفخرانى.
 
وقدمت الفنانة الجميلة انتصار تابلوهات فنية على خشبة المسرح فى أدوارها المتعددة للشخصيات النسائية الانتهازية واستطاعت بأداءها الرشيق اضاعة جو من البهجة والمرح داخل قاعة العرض. ولا ننسى الفنان محمد رضوان رئيس الديوان الذى قدم أداءا مسرحيا راقيا وبسيطا نال عليه اعجاب جمهور الحاضرين. علاوة على باقى أعضاء العرض.
 
والعرض باختصار كما يقول مدير عام المسرح القومى الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف، يجسد ما تسعى اليه المجتمعات الراغبة فى التطور والذى يتطلع الزعيم فيه لسواعد الملايين لتشاركه فى تحقيق أعظم الأحلام، على عكس المجتمعات البدائية الذى يحلم فيها الملايين بمن معه عصا موسى السحرية لتحقيق أحلامهم.
فما يقوله العرض الشيق أنك قد لا تستطيع تغيير الواقع بمفردك وقد تعجز أحيانا عن تحقيق حلمك لكنك- كما يرى الشاعر محمد بغدادى مؤلف العرض- تستطيع أن ترصد الواقع وتشير الى المسكوت عنه وتعيد تكوين مشاهد ووقائع عشت تفاصيلها على مدار سنوات الجمر والرماد تلك التى مازالت تلقى بظلالها الكثيفة على اللحظة الراهنة . وهنا على خشبة المسرح القومى نعيد المحاولة بحثا عن الأجمل الذى نحلم به.
هى محاولة مسرحية حثيثة لايقاظ الوعى والحلم بمستقبل أفضل.. وهذا هو المسرح القومى ودوره فى الابداع وتنمية الوعى وتقديم الابداع والفن الراقى فى مواجهه أعداء الحياه وأنصار الظلام.
وكما يقول مخرج العرض عاصم نجات…






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة