لليوم الرابع على التوالى تستمر عملية الانسحاب الحوثى من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، وسط حالة ترقب إقليمى ودولى لما تمثله هذه الخطوة من مرحلة مهمة فى حلحلة أزمة الحديدة، عبر تنفيذ اتفاق الحديدة وهو الاتفاق المبرم فى ديسمبر الماضى ضمن مشاورات ستكهولم، وقد تنفيذ لتعهدها بمراقبة خطوات التنفيذ تقوم بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في مدينة الحديدة، اليوم، بالنزول الميدانى للتحقق الرسمى من عملية انسحاب عناصر ميليشيات الحوثى من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، التى زعم المتمردون سحب مقاتليهم منها.
وكانت بعثة المراقبة الدولية قالت إن الحوثيين بدأوا، السبت، الانسحاب من جانب واحد من هذه الموانئ ولمدة 4 أيّام، وأن فرقها ستقوم بالنزول الميداني إلى هذه الموانئ للتحقق الرسمى من الانتشار الذى كانت الحكومة اليمنية وصفته بـ"المسرحية الهزلية"، كونه يخلو من المراقبة والتحقق المشترك من قبل الأمم المتحدة، وممثلى الحكومة والمتمردين فى لجنة التنسيق وإعادة الانتشار فى الحديدة.
اجتماع عمان
واستكمالا للانسحاب الميدانى اجتمعت أطراف النزاع باليمن اليوم فى العاصمة الأردنية عمان بمشاركة الفريق الحكومى اليمنى بدعوة من مكتب المبعوث الأممي، لمناقشة الآليات الخاصة بضمان تحصيل جميع إيرادات محافظة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى وإيداعها بفرع البنك المركزي في المحافظة الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في محافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن وفقا لما نص عليه اتفاق ستوكهولم، حسبما أكد رئيس المكتب الفني للمشاورات عضو الفريق الحكومى المهندس محمد العمرانى.
أضاف العمرانى، أن مشاركة الجانب الحكومي اليمنى تأتى تأكيدا على حرصنا على تنفيذ اتفاق ستوكهولم حول مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وأكد أن اتفاق ستوكهولم يفضي الى انسحاب مليشيا الحوثى من مدينة الحديدة والموانئ ، وستحل بدلا عنها قوات الأمن المحلية المشكلة وفقاً للقانون اليمنى، مشيرا إلى أن الاتفاق نص على احترام المسارات القانونية للسلطة وإزالة أى عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها بما فيها المشرفين الحوثيين،وهو ما يعني بوضوح انهاء كافة اشكال النفوذ الحوثى على مؤسسات الدولة، فالمشرفين ليسوا مجرد اشخاص فقط بقدر ماهم تمثيل سلطوى للميليشيا.
تسليم الموانئ
ومن جانبهم أعلن المتمردون أنهم سلموا الموانئ لقوات خفر السواحل، لكن مصادر فى الميناء أكدت أن ما تم هو نشر قوات خفر السواحل في هذه الموانئ لبعض الوقت، قبيل زيارة المراقبين الدوليين لهذه المواقع السبت، ثم عادت ميليشيات الحوثى إلى مواقعها فى الموانئ، وهو ما يؤكد أن الحوثيين مستمرون فى التلاعب باتفاق السويد.
وكان رئيس الفريق الحكومى فى لجنة التنسيق، صغير بن عزيز، أكد أن أى خطوة أحادية ليست ذات قيمة ما لم تتم الإجراءات وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى مفهوم عمليات إعادة الانتشار، التى تشمل تحديد المسافات المنسحب إليها والرقابة المشتركة والتحقق، وتسليم خرائط الألغام، وإزالة كافة المظاهر المسلحة والمشرفين الحوثيين، والتحقق من قوات خفر السواحل الأساسيين، واستبعاد الميليشيات من كل مرافق الدولة وفقاً للقرارات الدولية، وعودة الطواقم الإدارية لعملها.
وفى تطور آخر، استمر المتمردون في تصعيدهم بخرق الهدنة فى الحديدة، حتى بالتزامن مع تنفيد عملية الانسحاب المزعومة، إذ واصل الحوثيون استهداف مواقع قوات المقاومة المشتركة جنوبي وشرقي مدينة الحديدة، وتبادلت القوات المشتركة والمتمردون الاشتباكات والقصف في كل من الدريهمى والتحيتا وحيس.
كما دفعت مليشيات الحوثى بتعزيزات عسكرية جديدة نحو مديريتى التحيتا وحيس، جنوبى محافظة الحديدة فى تصعيد عسكرى جديد للمليشيات.