"تشربها من البلاص.. تشربها من الجركن.. تشربها من القربة المصنوعة من جلد الماعز.. تشربها من الزير المصنوع من الفخار".. فى النهاية هى البوظه عصير الغلابة والأغنياء فى كل الأوقات لكن فى رمضان لها طعما ومذاق خاص والزحام عليها يكون بشكل كبير وغير مسبوق وبأولوية الحجز فى بعض الأحيان.
البوظة لا يعلم أحد بالصعيد متى ظهرت ولكن الكل أكد أنها متواجدة منذ مئأت السنين وهناك أماكن تشتهر بصناعة البوظة، وهو مركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج حيث ينتشر الباعة لهذا المشروب بطول الطريق، حتى أن البلد نفسها تعرف من خلال البوظة وهم يقومون بعمليات البيع من خلال الجراكن البلاستيكية الكبيرة وكله حسب الطلب أصغر كيس بــ2 جنيه وأكبر كيس بــ 5 جنيهات.
اليوم السابع رصد عمليات بيع البوظة فى محافظة سوهاج وخاصة بالقرى، والتى تزدهر بشكل واسع فى شهر رمضان.
فى البداية يقول "عم عبدالعال": أعمل بمهنة البوظة منذ أكثر من 50 سنة وورثت المهنة عن والدى، وأخوتى يعملون بنفس المهنة ونحن نقوم بتصنيعها بالمنزل من الدقيق والمياه ونخمرها ونبيعها، والمختلف لدينا فى بيع البوظة هو بيعها فى "قرب"، والقربة هى التى يتم تصنيعها من جلد الماعز، وفى رمضان أقوم ببيع 5 قرب من البوظة وتشهد رواجا كبيرا أما باقى العام أقوم ببيعها فى الأسواق، وخاصة بالقرى مع نداء معروف ومرتبط بالبوظة " شويه حايقين وحلوين قوى.. بوظه أشرب.. أروى عطشك يا عطشان"، وأدواتى فى البيع هى جردل مملوء بالمياه لغسيل الأكواب التى أقوم ببيع البوظة فيها والكوب الواحد بجنيه .
وعن أضرار البوظة، أضاف أن ليس لها أى أضرار مطلقا ويشربها الأطفال والشباب والكبار والشيوخ، والحمد لله لم يصاب أحد بأذى ممن يشربون البوظة منى طوال حياتى ،والأهالى يبحثون عنى بالأسواق والبوظة منها المحلى بالسكر ومنها بدونه حتى يتناسب مع كافة الأذواق.
ومن بيع البوظة فى القرب المصنوعة من جلود الماعز إلى بيع البوظة فى الجراكن وأشهر الأماكن لبيعها هو مركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، والذى يتخذ من عملية بيع البوظة علامة مميزة للمركز حيث يشهد الطريق الزراعى بالمركز تواجدا كبيرا للباعة على الطريق والذى يشهد زحاما شديدا جدا فى شهر رمضان من المارة وقائدى السيارات، والبيع هنا يكون بجراكن صغيرة بلاستيكية سعة 2 لتر و5 لتر ويتراوح سعر الجركن ما بين 10 إلى 20 جنيها للجركن الواحد.
ويقول حسين حسن، أن صناعة البوظة تطورت كثيرا جدا عن الماضى وأصبحت تستخدم فى عمليات التصنيع بدلا من الطريقة اليديوية القديمة، الأمر الذى يزيد من عملية النقاء والنظافة والأمان ورغم الهجوم الشديد من قبل البعض وخاصة مراقبة الأغذية علينا، إلا أننا نحمل شهادات صحية ولنا أماكن تصنيع معروفة للجميع، والإقبال على البوظة لا ينقطع، فهى مشروب محبب للكل وفى متناول الجميع ويفضل شربه باردا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة