تحولت انتهاكات السلطات الإسرائيلية ، لحقوق الشعب الفلسطينى فى شهر رمضان المبارك الى عرض مستمر ، ورفعت قوات الإحتلال مؤخرا درجة الاستفزاز الى درجة غير مسبوقة ، إذ منعت أبناء الشعب الفلسطينى من الاعتكاف فى المسجد الأقصى، واضطرت دائرة الأوقاف الإسلامية لفتح مسجد المئذنة الحمراء القريب من المسجد الأقصى ، للمعتكفين الذين طردتهم إسرائيل، وهدّدتهم بالاعتقال والإبعاد عن المسجد حال عدم الخروج الفورى منه، فى الوقت الذى تسهل فيه اقتحامات المستوطنين.
ولليلة الثالثة على التوالى.. طردت شرطة الاحتلال الإسرائيلى المصلين المعتكفين بالمسجد الأقصى المبارك بالقوة، وقال شهود عيان ، إن مجموعة من ضباط وعناصر شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى من باب المغاربة ، وتوجهت مباشرة إلى أمام المصلى القبلى وأجبرت المصلين على مغادرة المسجد.
وكانت الأوقاف الإسلامية فتحت الليلة قبل الماضية، مسجد المئذنة الحمراء بحارة السعدية المتصلة بالمسجد المبارك للمعتكفين الذين طردهم الاحتلال من الأقصى المبارك.
وتتعمد قوات الاحتلال وضع عوائق أمام الفلسطينيين، لرسم سياسات التهويد، التي يواجهها الفلسطينيون فى سبيل الحفاظ على مسجدهم ومنع المستوطنين من السيطرة عليه.
وقبل بدء شهر رمضان وفى زمرة استعداد الفلسطينيون لاستقبال أيام هذا الشهر بفارغ الصبر، ليجددوا شد الرحال إلى المسجد الأقصى والاعتكاف فيه على مدار اليوم، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، عدة إجراءات وممارسات،لتنغيص فرحتهم بقدوم الشهر الكريم.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، إنه سيتم السماح لدخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة للرجال دون 16 عاما وفوق 40 عاما من العمر، وللنساء مهما كان عمرهن دون الحاجة لتصريح ، و "بالنسبة للرجال، الذين يبلغون من العمر 30 إلى 40 عامًا، يجب إصدار تصريح دخول من خلال مكتب الارتباط الفلسطيني.
ومع بداية الشهر اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلى على المصلين فى منطقة باب الأسباط ، عقب الانتهاء من صلاة التراويح فى المسجد الأقصى المبارك، كما أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ، صوب الشبان الذين اعتادوا إحياء أمسيات رمضانية على مدرجات باب العامود، ما أدى لاندلاع مواجهات دون أن يبلغ عن اعتقالات أو إصابات.
وأفادت مصادر فلسطينية ، بأن الأوقاف الإسلامية خصصت مصلى قبة الصخرة وباحة صحنه للنساء، فيما تم تخصيص مصليات القبلى والأقصى القديم والمروانى وباحات المسجد للرجال.
وفى منطقة باب العمود ، استفزت قوات الاحتلال عشرات الشبان الذين كانوا يتواجدون فى ساحة باب العمود وعلى درجاته، وألقت القنابل الصوتية بصورة عشوائية فى المكان وأخلت المنطقة بالكامل ومنعت الجلوس فيها دون سبب، ثم لاحقتهم باتجاه منطقة المصرارة وشارع السلطان سليمان بالقنابل الصوتية
وفى أول جمعة من الشهر الكريم أصر الشباب الفلسطينيون على الصلاة بالمسجد الأقصى وسط المصلين، حيث منعت قوات الاحتلال دخول من أقل من 40 عاما لتأدية الفريضة، وتسلقوا حواجز الاحتلال الأسمنتية لتأدية الصلاة.
وفى سياق متصل أعلنت "جماعات الهيكل" المزعوم نيتها كسر قرار شرطة الاحتلال بمنعها اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين فى الثانى من شهر يونيو القادم، وهو يوم 28 رمضان الجارى بالتقويم الهجري، والذى يصادف ما يسميه الاحتلال "يوم القدس" (ذكرى توحيد شطرى المدينة المقدسة).
وطالبت "جماعات الهيكل" بإلغاء القرار فورا، وادعت بأنها سوف "تحشد الآلاف لمواجهته واقتحامه فى ذات اليوم" ، وقدم أحد المتطرفين فى هذه الجماعات التماسا إلى محكمة الاحتلال العليا لإلغاء القرار، وقالوا إنهم "مستعدون للحرب من أجل اقتحام الأقصى فى ذلك اليوم".
كما أعلنت "جماعات الهيكل" نيتها التواصل مع أعضاء الكنيست للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، بملف تشكيل الحكومة الجديدة حتى يسمح لهم باقتحامه فى يوم 28 رمضان.
وعادة ما يتم إغلاق المسجد الأقصى بوجه الاقتحامات اليهودية المتطرفة طيلة العشر الأواخر من شهر رمضان من كل عام، تحسبا من أعداد المسلمين الهائلة التى تتواجد بالأقصى فى تلك الفترة.
من جانبه حمل مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، الاحتلال الإسرائيلى مسئولية أى تصعيد أو مخاطر قد تحدث نتيجة دعوات بعض المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى ليلة 28 رمضان 2 يونيو المقبل ، بذريعة الاحتفال بتوحيد شطرى القدس وضم القدس الشرقية للكيان الإسرائيلي ، مؤكدا فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، "ننظر بعين الخطورة أمام هذا التصعيد المحتمل، ونحمل الاحتلال المسئولية كاملة، لا سيما وأننا سنكون فى العشر الأواخر من رمضان وأعداد المصلين هائلة؛ مما قد يؤدى إلى وقوع فتنة ومواجهات".
وأكد الشيخ الكسوانى، أن الاقتحامات الليلة التى تتم منذ بداية رمضان وإخراج المعتكفين من الأقصى تعد تدخلا سافرا فى شئون المعتكفين ومنعا للحريات الدينية، وهو أمر غير مقبول ، مشيرا الى أن دائرة الأوقاف الإسلامية ذكرت أن أيام الاعتكاف عادةً ما تكون فى العشر الأواخر من رمضان أو من ليلة 16 رمضان، لكن ليس مقبولا التدخل فى شئون المسلمين والمصلين وإخراجهم بالقوة، ولكن "من تم إخراجه رغما عنه بقوة السلاح من قبل قوات الاحتلال فنحن فتحنا مساجد البلدة القديمة للاعتكاف فيها ووفرنا وجبات لهم".
ودعا كافة مسلمى العالم للقدوم وزيارة المسجد الأقصى المبارك والصلاة والرباط فيه لتفويت الفرصة على أى مخطط يهدف إلى تهويده. كما دعا كافة المحافل الدولية للتدخل المباشر ووقف إجراءات إسرائيل داخل المسجد الأقصى المبارك والالتزام بقوانين والقرارات الدولية المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة