"العواصم من القواصم" فى تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبى هو كتاب من تأليف الحافظ والقاضى أبو بكر بن العربى، وهو كتاب تاريخى يبحث فى مسألة العصمة.
يستعرض الكتاب العديد من المغالطات واحدة واحدة فى شكل (قاصمة) ثم تفنيدها فى شكل (عاصمة)، الجزء الأشهر من الكتاب هو المتعلق بالشبهات المثارة ضد الصحابة، ويصدر هذا الجزء فى صورة كتاب مستقل بتحقيق العلامة محب الدين الخطيب، وبدون هذا التحقيق يفقد الكتاب الكثير من قيمته، ويدافع المؤلف عن الصحابة ويذكر مناقبهم وكراماتهم، فسمى الدعوة "قاصمة" والرد عليها "عاصمة"، حتى وصل فى ردوده إلى العصر العباسى.
كتاب فى المناقب والتاريخ يبحث فيه الكاتب القاضى ابن العربى مسألة مهمة وهى العصمة فالعصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولكن ذلك لا يعنى أن يطعن بأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، فالطعن بأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم هو طعن بالنبى ذاته والعياذ بالله، فعندما كثر من دخل بالدين وادعى الاسلام "تقية" وأخذ يطعن بالصحابة رضوان الله عليهم ليسقط هذا الدين من قلوب أصحابه، فذكر المؤلف مناقب الصحابة رضوان الله عليهم ورد على "مواضع الفخر التى يتكلم عنها أعداء الدين وبين وجه الحق فيها، فسمى الدعوة "قاصمة والرد عليها "عاصمة " حتى وصل فى ردوده إلى العصر العباسى.
والقاضى أبو بكر بن العربى مؤلف "العواصم من القواصم" أمام من أئمة المسلمين، ويعتبره فقهاء مذهب الإمام مالك أحد أئمتهم المقتدى بأحكامهم؛ وهو من شيوخ القاضى عياض مؤلف كتاب "الشفا" فى التعريف بحقوق المصطفى وكتابه "العواصم من القواصم" من خيرة كتبه ألفه سنة 536 وهو فى دور النضوج الكامل، بعد أن امتلأت الامصار بمؤلفاته وبتلاميذه الذين صاروا فى عصرهم أئمة يهتدى بهم.