حتى الآن لم تعلن أى جهه مسئوليتها عن حوادث منطقة الخليج الاخيرة..وهناك حالة صمت مريبة وغامضة ومقلقة عن الجهه التى تقف وراء هذه الحوادث. فقد تعرضت أربع ناقلات نفط تجارية اماراتية قرب ميناء الفجيرة الواقع على بحر العرب ولم تصدر بيانات من التنظيمات المعروفة واكتفت دولة الامارات بالتأكيد على أن " العمل تخريبى"
ثم جاء الاعتداء على حقلى النفط داخل المملكة العربية السعودية ولم تعلن أى أيضا مسئوليتها عن الحادث. رغم الجهات المتعددة التى تناصب دول الخليج العداء سواء تنظيم " القاعدة" أو " الحوثيين"
المفارقة المدهشة أيضا فى رد الفعل عن الحوادث الأخيرة التى ينظر اليها المراقبون أنها تأتى فى اطار التصعيد ضد ايران، أن الولايات المتحدة الأميركية نفسها لم يصدر عنها أى رد فعل رغم حساسية المنطقة التى وقع قيها الاعتداء على السفن التجارية وتواجدها عسكريا فى هذه المنطقة تحديدا.
كل الأطراف المعنية فى المنطقة أعلنت عدم مسئوليتها بما فيها ايران رغم التوتر الحادث مع الولايات المتحدة التى بدأت تحرك قطعها البحرية العسكرية والحشد العسكرى فى الخليج ترقبا لأى تطورات من جانب ايران.
فهل هناط طرف ثالث وراء اشعال فتيل الأزمة وزيادة الأمور تعقيدا فى المنطقة والخسائر التى ستتحملها عسكريا واقتصاديا..؟
للاجابة عن السؤال يجب البحث عن المستفيد من وراء التصعيد والهجوم على السفن رغم عدم وقوع خسائر بشرية.. فأصابع الاتهام التقليدية تشير الى أن جهه مخابراتية ما فى المنطقة- وتحديدا الموساد الاسرائيلى- وراء الحادث واستعجال توجيه ضربة عسكرية الى ايران رغم أن الحشود العسكرية الاميركية ليست على ماكانت عليه فى حرب الخليج الثانية ضد العراق، لكن تعقيد الأزمة يصب فى المصلحة المباشرة لتل أبيب التى ترى أن ايران العدو الأول المباشر لها وأن قوتها النووية تشكل خطرا كبيرا عليها.
أما المصلحة الأميركية فلا غبار عليها، فاستنزاف المنطقة ودولها الغنية هدفا اساسيا للادارة الأميركية، وشعار " الدفع مقابل الحماية" واجهت به الادارة الأميركية دول الخليج فى الأعوام الأخيرة. واشتعال الحرب ربما يؤدى الى خسائر اقتصادية ضخمة بل مهولة لأن تمويلها سوف يقتصر فقط على دول الخليج التى لا ينقصها مزيد من النزيف الاقتصادى. فالخسائر فى الحرب الأولى والثانية تجاوزت مئات المليارات من الدولارات. والحرب الثالثة ستتحملها أيضا.
الفتيل لم يشتعل بعد، لكن التحريض على اشتعاله مازال مستمرا والحرب هذه المرة ليست بالأمر السهل وربما تتدخل فيها أطراف اقليمية ودولية، فالمصالح متداخلة ومتشابكة ومعقدة.
فهل بالفعل ستبدأ الحرب فى دق طبولها..؟
الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها لكن مازال احتمال الحرب العسكرية بعيدا بعض الشيئ وفرص الاحتواء الأميريكى لايران بضغط الحصار الاقتصادى والحصار الدولى هو الأقرب حتى تخضع ايران للشروط الأميركية.
لكن بالتأكيد الخاسر الأول والأخير هو دول المنطقة والامن الاقليمي العربى..والخسائر هذه المرة كبيرة بل كبيرة جدا على كافة المستويات، فحرب الخليج الثالثة- فى حالة اشتعالها- لن تكون حرب بين طرفين أو ثلاثة فقط لكنها حرب عالمية شاملة تقودها المصالح الاستراتيجية لدول كثيرة فى منطقة الخليج.