أكرم القصاص - علا الشافعي

هند أبو سليم

رجلين ساقعة

الجمعة، 17 مايو 2019 02:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في نصف الكرة الأرضية الآخر .... يوم الزفاف... حين يشعر أحد الأطراف ( العروس أو العريس) بالتردد... يقولون got cold feet.... ومع متعة الترجمة الحرفية... فهي (رجلين ساقعة).

لكن في وطننا العربي.... تصل الأقدام لدرجة حرارة 20 تحت الصفر ورغم ذلك يتممون الزفاف... فلا مجال للتراجع.... فالأسباب المختلقة كثيرة وكالعادة أولها: نظرة المجتمع لأحد الطرفين.... أو اختلاق القصص المروعة عن أحد الأطراف أو كلاهما.

ثانيها: المدفوع و المصروف و المنقوص و كم من؟ و كم ماذا؟ و كم كم؟؟؟.

لكن أن نصدق إحساسنا الداخلي! مرفوض..... فليس للإحساس أعين تنتقدنا... وألسنة تحرقنا.... وحساب بنك يؤلم جيوبنا.

و تخيلوا لو كل هذا و أنت/ي في مقتبل العشرين ( يختاااااي).

ما أن يتم العشرون....تبدأ طبول الأعراس تدق سواء في كلام الأمهات... سؤال العمات.... نظرات السيدات في الجلسات.... تم برمجة الجميع على التزاوج.

ألا يكفي أن العالم وضعنا تحت ضغط قرار مصيري علينا أن نأخذه ونحن في الثامنة عشر.... ماذا تريد ان تصبح؟ ماذا تريد ان تدرس في الجامعة؟ (يا لاهوي) تعطيني الاختيار في قرار سأعيش معه من أربعين لخمسين عامٍ قادمين وأنا لم أتمم عامي الثامن عشر بعد!!!!... أن أختار الجامعة التي سأحملها معي كاسمي ... أن أختار مجال عملي الذي سأعيش معه....( و النبي عيب و حرام) و يزيد الطين بلة بأن نتزوج ونتحمل مسئولية أشخاص آخرون ونحن في مقتبل العشرين ( يا لاهوي مرة تانية)...

من الممكن أن في القرن الماضي و حتى ثمانينيات هذا القرن زواج العشرين كان مقبولا نفسيا و عقليا في هذا العمر للأشخاص أنفسهم.... و لاااااااكنننن.... هل تتخيل أن جيل هذا اليوم جاهز لهكذا مهمة؟ في عصر الsnap chat و الvlog  و الairbnb و الonline shopping؟

جيل يستيقظ صباحا يفكر في trend اليوم.... وأين أحسن أماكن للتصوير يخرجوا بها ... ليضعها لاحقا على instagram.... ليصبحوا popular بين اقرانهم... او في العالم أجمع.

جيل يصفف شعره ويرتدي أجمل الأزياء لا للخروج بل من أجل فيديو سيضعه على حسابه على tik tok ليجلب أكثر عدد share and likes.

جيل لديه بدل المنصة عشرة ليعبر عن رأيه باريحية تامة بعيداً عن أي  social manners أو قيود.

جيل لا يأكل كما كنا نأكل.... فهناك cuisine لكل مزاج .... Lebanese .... chinese.... sushi.... oriental .....

جيل لم يعد يتحمل مشاركة التلفاز ( فأصبح لكل منهم شاشته).

جيل يرى أمهات وأباء الyoutube  ويطالبنا بأن نصبح fun parents like them.

جيل تعرف على مفهوم الpassword و هو في السادسة من عمره.

جيل لا تحيطه حدود بلد..... او فكر اهل.... او ثقافة مجتمع.... او حتى لغة.

عزيزي / عزيزتي من ٢٠ الى ٢٩:

العشرون ....عمرك لك وحدك...

أن تتعلم ماذا تريد من الدنيا لنفسك....

أن تؤسس مبادئك التي ستزرعها لاحقا في ابنائك....

أن تخطئ لتتعلم... فلاحقاً الأخطاء ثمنها غالٍ.

أن تكتشف ذاتك لتعرف ما تريد...

أن تسافر ترى العالم.... تخرج من بوتقة الاهل و التقاليد و الثقافة....

أن تكتشف ذاتك.... تتقبلها... تحبها.

أن تضحك ملئ فمك.... وأن تبكي شلال دموع

أن تبني برجا عاليا من الذكريات....

أن تؤسس صداقات تضيف على عمرك عمر.

أن تقرأ..... تستمع لانواع موسيقى مختلفة....

أن تشم روائح مختلفة.... تلمس أشياء مختلف.

أن تحب.... أن تحب.... أن تحب.... فالحب في العشرين دوما وأبدا ذكرى جميلة... ملىء بقصص الأصدقاء والأماكن .... ملىء بالصور.

عشرونك لك وحدك.... فلاحقا كلمة وحدك لها ثمناً في المقابل.

العمر رحلة.... و عشرونك is when u pack for it.

Enjoy your journey

(أصبحت أتحدث مثل امي حين كانت تعلق على عمرو دياب و مصطفى قمر... و البنطلون الlow waist...   و الروج البني الغامق).










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة