أكرم القصاص

رمضان والمسلسلات والإعلانات والتسويق.. من عصر السمنة إلى عصر الموبايل

الجمعة، 17 مايو 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رمضان هو شهر الدراما والإعلانات، وهو أمر لم يظهر اليوم فقط لكنه عادة سنوية مما قبل الفضائيات، وفى عصر القناتين، وتعرف الأجيال السابقة هذا الجدل الذى كان يدور بنفس الطريقة سنويا، مع مراعاة فروق التوقيت والتطور التقنى، كان رمضان دائما مناسبة للمسلسلات ذات نسب المشاهدة المرتفعة وأيضا شهرا لأكبر تركيز من الإعلانات والدعاية والفوازير والجوائز، وهى منتجات كانت تصنع جوا عاما التصق برمضان بالرغم من أنه ليس جزءا منه، وبالرغم من انتقادها، وكانت الإعلانات وجبة أساسية وبعضها يتفوق على الدراما والمسلسلات المطروحة.
 
وسواء من تعليقات المشاهدين أو من حجم الإعلانات التى تملأ الفضاء الافتراضى، فإن رمضان ما يزال شهرا جاذبا للإعلانات، وبعيدا عن الكم فإن الإعلانات نفسها تطورت بشكل كبير، وأصبحت تمثل نوعا من الدراما تتفوق أحيانا على الدراما من مسلسلات وأفلام. 
 
وقد تطورت عمليات إنتاج الإعلانات خلال العقود الماضية لدرجة أن بعض إعلانات السمنة أو الزيت، ما تزال عالقة بالذاكرة، ضمن تطور الإعلان وطريقة طرحه ليصبح إنتاجا وحده بصرف النظر عن التوظيف.
 
 الإعلانات أصبحت منتجا منفصلا تماما، حتى ولو كانت تروج أو تسوق لسلع غير مفيدة وبعضها غير ذى قيمة، تغيرت أشكال ومضامين الإعلانات بشكل جذرى، وهناك سلع لم تكن موجودة من الأساس.
 
 على سبيل المثال تصدرت الثلاجات والبوتاجازات إعلانات مواسم متعددة من رمضان، بينما حلت السمنة والزيت مكانا آخر، وحلت الاتصالات صدارة المشهد، ولا أحد من مواليد الألفية وما حولها يمكن أن يتخيل أن الموبايل أو خطوط المحمول، لم تكن موجودة أساسا، لكنها تمثل الوجبة الرئيسية للإعلانات فى رمضان.
 
وجرت العادة أن تنفق شركات الاتصالات عدة ملايين على الدعاية وتحرص على الاستعانة بمطربين أو ممثلين كبار لإنتاج دراما، وهو أمر يدفع إلى جدل على مواقع التواصل، بين قطاع يرى أن هذه الشركات تنفق على الدعاية عدة ملايين لكنها لا تنفق على تطوير الخدمة، وهو جدل مطروح من سنوات، بل إن البعض يتساءل عن فائدة أن تنفق شركات الاتصالات كل هذه الأموال على إعلانات بينما تجد زبونها موجودا، وإقبال الناس على الاتصالات يفوق كل حد، وبالتالى لا تحتاج هذه الشركات إلى حملات إعلانية تسويقية، لكن من يقولون ذلك يتجاهلون أن هذه الأموال هى فى الأساس داخل دائرة الاقتصاد، وأنها ترتبط بدوائر مالية وتسويقية. 
 
ونظرة واحدة على ميزانية الفرد والأسرة منا اليوم تكشف عن حجم الإنفاق على الاتصالات، وهو بند لم يكن موجودا قبل خمسة وعشرين عاما، ولا نقصد فقط الفواتير والباقات والكروت، لكن ما يتعلق بكل هذا من أجهزة وشحن وكهرباء وتفاصيل كثيرة أصبحت تتصدر عالم الربح والأنشطة الاقتصادية، وهى توقعات كان يتحدث عنها خبراء المستقبليات، حيث إن هذه التقنيات لا يمكن إمساكها، وتدخل ضمن اقتصاد رمزى، ومع هذا تحقق أضعاف ما تحققه الصناعة والزراعة، وكل هذا يمثل قاعدة لتفهم العصر وأبجدياته التى تختفى خلف مشهد فى مسلسل أو إعلان فى فاصل، وهو نوع من الدراما، يتجاوز أحيانا ما تحمله المسلسلات من دراما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة