اشتعلت معركة سلفية سلفية، سببها جماعة الإخوان، حيث بدأت عندما فضح الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، الجماعة، واتهم مؤسسها حسن البنا بأنه خلق فكرة الصدام مع الدولة ، وسيد قطب زادها عمقا، ليرد قيادى سلفى على هذا القول ، بأن حزب النور ذاته وشيوخه من كبار القطبيين المعروفين، لكن هذا الهجوم لمصالح حزبية فقط.
فى البداية شن عبد المنعم الشحات هجوما عنيفا ضد الإخوان ، حيث أشار إلى أن مؤسس الجماعة حسن البنا ، هو أول من زرع بذرة سياسة مصادمة الحكام ، وأن سيد قطب زادها عمقا ، متهما الجماعة الإرهابية بأنهم أضروا كثيرا بمسألة العلاقة بين الدين والسياسة ، ووقعوا فى تناقضات فجة وفقا لموقفهم السياسى.
وقال الشحات ، فى مقال خصصه عن مراجعات الداعية السعودى الشهير عائض القرنى ، حمل عنوان: "مصادر القلق من مراجعات القرنى : "تبني سياسة مصادمة الحكام ليس حكرًا على السرورية، وهو أمر زرع بذرته الأستاذ "حسن البنا" في رسالة المؤتمر الخامس عام 1938م مخالفًا بذلك مسلكه قبل هذا العام، ومنذ ذلك التاريخ وهذه الفكرة متوارثة في الإخوان، وفي كل التنظيمات المنبثقة عنها".
وأشار الشحات ، الى أن فكرة الوصاية على الناس التى تناولها عائض القرنى فى حواره الاخير ، نابعة مِن الاستعلاء على الناس ، وقال : "هى قضية أيضًا متوارثة مِن ذات الرسالة، وليست من إنتاج "سيد قطب" كما يظن الكثيرون؛ إلا أن "سيد قطب" زادها عمقًا وحدّة، وأضاف إليها بُعدًا عقديًّا، بخلاف الاستعلاء الإخواني الذي ينبع مِن النظر بعين التضخيم لعمل الإخوان على الأرض منذ نشأتها، وحتى تاريخ مؤتمرها الخامس عام 1938م ثم ما جاء بعد" معتبرا ان الجماعة تهمش من العلم الشرعى لصالح الاجتهاد السياسى.
وأكد الشحات ، أن جماعة الإخوان أضرت كثيرًا جدًّا بمسألة العلاقة بين الدين والسياسة ، وتابع قائلا : "ما يتعلق بالسلوك السياسي في أحوال الاتفاق والاختلاف، فثمة ضوابط للمصلحة والمفسدة تُضبط بها الأمور بيَّنها أهل العلم وضبطوها غاية الضبط، ولكن جماعة الإخوان تتخذ قراراها السياسي المحض (والذي –وللأسف- غالبًا ما يكون خطأ حتى من الناحية السياسية) ثم تطلب مِن العلماء المنتسبين إليها أو المتعاونين معها إيجاد حجج شرعية له"!
وأضاف الشحات :"هذا ما جعل الجماعة والجماعات المنبثقة عنها تقع في تناقضاتٍ فجةٍ وفقًا لموقفها السياسي؛ فإذا تعاونت الجماعة مع حاكمٍ قبلوا منه واعتذروا عنه، كما هو الحال الآن في تركيا وقطر وتونس، والتي جاء رد فعل حزب النهضة (وهو أحد الأحزاب المنبثقة عن الفكر الإخواني) هادئًا وناعمًا أمام رجل يقول: "لا شأن لنا بالقرآن والسُّنة!"، بينما يصدرون فتاوى التكفير لأخطاءٍ دون ذلك بكثيرٍ في بلاد أخرى، وبناءً عليها ينادون بالعنف أو الصدام سواء كان مسلحًا أو حتى غير مسلح، مثل دعوات تعطيل السيارات، ومنع الناس مِن الأضحية أو نصيحتهم بعدم حج التطوع، كما أفتى مفتي ليبيا المحسوب على جماعة الإخوان"!
فى المقابل فتح الشيخ حسين مطاوع، القيادى السلفى، النار على الدعوة السلفية وحزب النور، مؤكدا أن كل من قيادات الدعوة السلفية والإخوان هما وجهان لعملة واحدة.
وقال القيادى السلفى، موجها حديثه للشيخ عبد المنعم الشحات: صدق وهو كذوب، فليس هذا الهجوم من حزب النور ، على الإخوان خالصا لوجه الله وإلا فلو كان كذلك لبينوا للناس أن جماعة الإخوان فرقة ضالة خارجة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان يقصد بهجومه هذا وجه الله لبين خطورتهم على الأوطان ولحذر من مؤسسهم حسن البنا ومنهجه ومن سيد قطب وما ملئت به كتبه التي تمتليء بالتكفير عقول الشباب.
وأضاف حسين مطاوع ، أن حزب النور ذاته وشيوخه من كبار القطبيين المعروفين، لكن هذا الهجوم لمصالح حزبية فقط تقتضيه تلك المرحلة، ولو لم تكن هناك مصلحة حزبية لم نكن لنرى من ينتقد الإخوان أبدا من هؤلاء فهم والإخوان في بوتقة واحدة، بل كل هذه التيارات التي تتخذ من الإسلام وصفا لها لا تختلف كثيرا عن الإخوان فكلها مصالح متبادلة، أي أن الأمر بعيد كل البعد عن الدين وعن الوطنية ، فللدين رجاله الملتزمين به الذين يدعون الناس لصحيحه الذين لا يتحزبون ولا يخالفون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، بتكوين أحزاب وجماعات على أساس ديني ، وللوطن رجاله المخلصين الذين يسهرون على أمنه ويعملون على رفعته وعلو شأنه، أما هذه الجماعات العبثية فما يحدث بينها لا علاقة له أبدا بالدين ولا بالوطن إنما خلافات شخصية ومصالح فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة