فى مثل هذا اليوم منذ 56 عاماً شهدت القاهرة حدثا عظيما بإعلان افتتاح مطار القاهرة الدولى "بوابة مصر الأولى"، والذى كان البداية لتسهيل الطيران المدنى للمواطنين فى حقبة كانت لا تزال تستخدم فيها وسائل المواصلات التقليدية والبدائية قبل أن ندخل فى عصر السماوات المفتوحة.
يرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1942، عندما شيد كقاعدة جوية عسكرية على بعد 5 كيلو مترات شمال مطار ألماظة، وذلك لخدمة قوات التحالف المشاركة فى الحرب العالمية الثانية، وسمى المطار باسم "مطار باين فيلد" نسبة إلى اسم الجندى الطيار الأمريكى "جون باين" الذى كان أول طيار أمريكى قتل فى معارك الحرب العالمية الثانية.
وكان المطار كبيراً جداً إذا ما قورن بالمقاييس التى كانت سائدة فى المطارات فى ذلك الوقت إذ إنه كان يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المبانى وفى 22 أبريل 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدنى المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة بوزارة الحربية.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحديدا فى 15 ديسمبر 1946 انتقل المطار وكافة المطارات المصرية التى كانت تحت الإدارة البريطانية ومنشآت الطيران ومسئولياته إلى الجانب المصرى، وبدأت المصلحة الجديدة فى تجهيز مطار مدنى دولى يستوعب أكبر عدد من الحركة فتم توسعة صالتى السفر والوصول لاستيعاب حركة الركاب القادمة والمغادرة للأراضى المصرية، فيما خصص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.
من مطار باين فيلد إلى فاروق الأول
وفى عام 1946 تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد إلى مطار فاروق الأول، وبلغ عدد الركاب المسافرين عبر المطار فى هذا العام ما يقارب 200 ألف راكب، وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من "مطار فاروق الأول" إلى "ميناء القاهرة الجوى"، وفى عام 1955 أجريت بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلاً من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين.
عبد الناصر يفتتحه 1963
وبدأت أعمال البناء فى عام 1957، إلى أن قام الرئيس جمال عبد الناصر فى 18 مارس 1963 بالافتتاح التجريبى لمبنى الركاب رقم 1 والذى استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من ثمانى سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا فى 18 مايو 1963، وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب فى عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب، ونظراً لزيادة أعداد الوافدين إلى مصر فقد تم إنشاء صالة الركاب (رقم 2 وصول)، وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء صالة الركاب (رقم 2 سفر).
طفرة الثمانينيات
وشهدت فترة الثمانينيات طفرة كبيرة فى الطاقة الاستيعابية لمطار القاهرة، وذلك بعد نشاء صالة الركاب رقم 3 سفر ووصول فى عام 1980، حيث وصل عدد الركاب فى هذا العام 244 مليون راكب وفى عام 1986 تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بطاقة استيعابية قدرها 3 ملايين راكب ليبلغ عدد الركاب فى عام 2000 ولأول مرة منذ إنشاء المطار 8.943 مليون راكب بزيادة قدرها 22.3% عن عام 1980.
وفى عام 2004 تم توقيع عقد تنفيذ مبنى الركاب رقم 3 المشروع الأضخم فى مجال توسعة مطار القاهرة، حيث أصبحت الحاجة ملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بعد زيادة أعداد الركاب بشكل هائل سنوياً، ففى عام 2005 بلغ عدد الركاب 10.218 مليون راكب بزيادة قدرها 14.2% عن عام 2000، كما تم افتتاح صالة الوصول الدولية رقم 3 والتى تتبع مبنى الركاب رقم 1 وفى نفس العام تم افتتاح خدمة أهلا المميزة، حيث يتمتع الراكب بأجواء الضيافة العربية الأصيلة فى صالات أهلا مع إنهاء إجراءات السفر دون أى مشقة.
أفضل ميناء جوى 2006
وفى عام 2006 حصل مطار القاهرة الجوى على لقب أفضل ميناء جوى فى أفريقيا بعد تعاظم ورقى مستوى خدمات الطيران الموجودة به ووصول عدد الركاب المترددين عليه إلى 10.778 مليون راكب بزيادة قدرها %20.5 عن عام 2000.
وفى عام 2008 أقيمت احتفالية عالمية حضرها كبار رجال الدولة والشخصيات العامة ونجوم الفن والرياضة والمجتمع للإعلان عن بدء التشغيل التجريبى لمبنى الركاب رقم 3 وفى عام 2009 تم التشغيل الفعلى لمبنى الركاب رقم 3 لتعمل منه شركة مصر للطيران وشركات الطيران الأخرى الأعضاء فى تحالف ستار العالمى، وفى نفس العام تم افتتاح طريق المطار الجديد.
فى 14 مايو 2009 بدأت شركة ميناء القاهرة الجوى تشغيل كاميرات حرارية تقيس درجة حرارة الركاب القادمين أثناء مرورهم من بوابات الدخول إلى صالات الوصول 1، 2، 3 بمبنى الركاب رقم 1، وصالة الوصول بمبنى رقم 2، إضافة إلى صالة الوصول بمبنى ركاب رقم 3، يأتى هذا الإجراء فى إطار مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى تتخذها سلطات الحجر الصحى بالمطار لمواجهة تسلل الأمراض والأوبئة الخطيرة إلى مصر.
وفى عام 2010 تم افتتاح بعض مشروعات التطوير فى مطار القاهرة مثل برج المراقبة الجديد، ليقوم بالتحكم فى الحركة التشغيلية للممرات الثلاثة، ويمكن للبرج إدارة 120 رحلة طيران فى الساعة، كما افتتح الممر الجديد لاستقبال أضخم الطائرات، والبدء فعليا فى تطوير إنشاء مبنى الركاب رقم 2 لاستيعاب 8 ملايين راكب سنويا.
وفى عام 2011 تم افتتاح مبنى الرحلات الموسمية ليتم تخصيصه لسفر ووصول رحلات مصر للطيران المتجهة من وإلى جدة، والمدينة المنورة لتخفيف الضغط على صالة السفر رقم 1 التى كانت تقلع منها رحلات حج وعمرة مصر للطيران بجانب الشركات الأخرى، كما تم تطوير ساحات انتظار مبنى الركاب رقم 1.
ومن المشروعات الجديدة التى لحقت بمطار القاهرة هو مشروع المبنى الخدمى الجديد (الإيرمول) الذى تم تنفيذه على مسطح 9000 متر مربع منها 4600 م 2 مبنى وساحات انتظار للسيارات ومسطحات خضراء وسوبر ماركت ومحلات تجارية ومكاتب إدارية وغيرها.
وفى عام 2012 تم افتتاح بعض مشروعات التطوير الأخرى داخل مطار القاهرة الدولى، حيث تم افتتاح محطة الإطفاء المدنى والجراح متعدد الطوابق بطاقة استيعابية 3700 سيارة، كما تم افتتاح مشروع القطار الآلى ليربط جميع مبانى الركاب بالمطار فى وقت قياسى ويسهل من عملية السفر والترانزيت، وفي 2013 فتم افتتاح أكبر وأحدث فندق "يسمى ميريديان مطار القاهرة" بسعة 350 غرفة .
وجاء عام 2014 ليشهد أفتتاح قرية البضائع الجديدة والتى تقع على مساحة 17 ألف متر بما يمثل طفرة لحركة التصدير والاستيراد فى مصر كما تم أفتتاح مبنى ال DHL بمطار القاهرة على مساحة 10000 متر مربع ويعد المركز هو المحور الرئيسي للتوزيع في أفريقيا والشرق الأوسط حيث يعمل المركز على تعزيز عمليات الفرز وإعادة تصدير الشحنات الواردة من اوروبا الى دول المنطقة . ويضم المركز الجديد أحدث التكنولوجيات العالمية التي تضمن استلام وتوصيل الشحنات بأعلى مستويات الجودة والسرعة
وفى عام 2015 تم أفتتاح بوابات الجوازات الاليكترونية حيث تم تركيب عدد 4 بوابات اليكترونية وان هذه الخدمة يتم تطبيقها أختياريا مقابل رسم مادى فى مقابل أنها تتيح للراكب انهاء اجراءات الجوازات خلال سفره ووصوله فى دقائق معدودة دون الوقوف فى طوابير الجوازات ما يوفر الوقت والجهد على مستخدم الخدمة
كما تزيين مهبط الطائرات بلوحات بيئية وتركيب 200 كاميرا مراقبة على أسوار المطار ومشروع تجديد ممر الطائرات وأفتتاح تحديث السنترال التليفونى لمطار القاهرة
وفى عام 2016 تم أفتتاح الممر L05 والذى يصل طوله الى 3300 م بعرض 60 م بعد تطويره وتجهيزه بأنظمة الملاحة المتطورة وتزويده بالاضاءه الحديثة LED ليكون جاهز لاستقبال الطرازات المختلفة من الطائرات وعلى رأسها الطرازات العريضة والعملاقة
وفى حدث هو الاول من نوعه وصول أول طائرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية (سولار امبالس) الى أرض مطار القاهرة وسط أحتفالية غير مسبوقة حضرها كبار رجال الدولة ووفود اجنبية وسفراء دول أجنبية كما حضر المؤتمر الصحفى العديد من القنوات والوكالات الاجنبية والعربية لتغطية الحدث عالميا
كما تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بعد تطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية الى 7.5 مليون راكب سنويا . ليرفع الطاقة الاستيعابية الكلية لمطار القاهرة الدولى لما يزيد عن 30 مليون راكب سنويا وبقيمة استثمارية 3.4 مليارات جنيه، وبه 28 كوبرى تحميل، وعدد 78 كاونتر جوازات ، كما يحتوى المبنى على 11 غرفة فندقية داخل الدائرة الجمركية مجهزة على أعلى مستوى يستخدمها الركاب العابرون دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول لمصر.
كما حصل مطار القاهرة على شهادة الايزو المتكاملة فى البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية
وفى عام 2017 تم إفتتاح محطة محولات كهرباء (2) بجهد ( 66 / 11 ك ) والهدف الرئيسى من إنشاء المحطة هو تغذية مبنى الركاب رقم (2) و (3) بمطار القاهرة الدولي بالطاقة الكهربائية الكافية ، وكذلك توليد الطاقة والإمدادات والأحمال الكهربائية بضغوط مرتفعة لرفع كفاءة خطوط نقل القدرة الكهربية للمطار.
وفى العام ذاته حصل مطار القاهرة على جائزة أفضل مطار فى الشحن الجوى بأفريقيا كما تم تشغيل مبنى الركاب رقم 2 ونقل شركات الطيران تباعا من مبنى الركاب رقم 1.
وأقرت شركة SGS العالمية المانحة لشهادات المطابقة الدولية استمرار مطار القاهرة فى مطابقته لمتطلبات نظام ادارة الجودة طبقا للمواصفة الدولية وذلك بعد اجراء الاختبارات اللازمة للنظام .
تم تحويل نظام الإضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 1 من الاضاءة التقليدية إلى إضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية (الليد ) الموفرة للطاقة وفى 2018 تم توقيع بروتوكول تعاون بين كل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة المصرية القابضة للمطارات ( شركة ميناء القاهرة الجوى) لتحويل نظام الاضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 3 من الاضاءة التقليدية الى اضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية (الليد ) الموفرة للطاقة وتجرى حاليا عملية التحويل.
وفى ديسمبر 2018 اجتازت شركة ميناء القاهرة الجوي بنجاح مراجعة المنح التى قامت بها الشركة السويسرية العالمية SGS ، وهو ما أكدته الشركة العالمية من أن منظومة عمل مباني ركاب مطار القاهرة مطابقةً لمتطلبات نظم إدارة الجودة والبيئة طبقاً للمواصفات القياسية الدولية الحديثةISO 9001:2015، وISO 14001:2015، ونظام إدارة السلامة والصحة المهنية طبقاً للمواصفة القياسية الدولية OHSAS 18001:2007. بذلك يكون مطار القاهرة هو أول مطارات جمهورية مصر العربية في منظومة الطيران المدني المصري التي نجحت في مطابقتها لمتطلبات نظم الإدارة الحديثة طبقا للإصدارات الجديدة من المواصفات الدولية في نظم إدارة الجودة وإدارة البيئة .
يشهد قطاع الطيران خلال تلك المرحلة طفرة ملحوظة حيث تم الانتهاء من العديد من مشروعات التطوير والتحديث بالقطاع والتي تهدف للإرتقاء بمنظومة الطيران المدنى حيث افتتح الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى العديد من مشروعات التطوير والتحديث بشركة ميناء القاهرة الجوى والتى تهدف الى الارتقاء بأمن وسلامة الطيران داخل مطار القاهرة.
أولا: مشروعات أمن وسلامة المهبط وتشمل:-
افتتاح رفع كفاءة الممر الرئيسى05C/23C .
حيث يُعد المدرج 05C/23C هو المدرج الأهم بمطار القاهرة الدولي؛ من حيث القدرة الإستيعابية وأعمال الإقلاع والهبوط وذلك بالنسبة لموقعه المتميز بالنسبة لمباني الركاب بالمطار حيث أن تشغيله يوفر الكثير من الوقود المستخدم للتحرك الى مبنى الركاب رقم 2 ومبنى الركاب رقم 3.
ثانيا: مشروعات تأمين الأفراد والمنشأت وتشمل:-
كاميرات المراقبة حيث اصبح مطار القاهرة مؤمن بالكامل بمنظومة كاميرات المراقبة
2- نظام محاكاة الأطفاء حيث تم توريد وتركيب جهاز محاكاة تدريب رجال إطفاء الحريق (simulator)
3- توريد عربات إطفاءحديثة التى تعد من أحدث سيارة الإطفاء فى العالم
4- توريد انسان الى وبوتقة للتعرف على المتفجرات والتعامل المباشر معها من خلال التحكم به عن بعد.
5- توريد سلم إنقاذ الطائرات والذى يبلغ طول السلم به 8 أمتار ونصف أى لإرتفاع يصل إلي الطائرة طراز A380 .
ثالثا: مشروعات خدمية لتأمين التشغيل وتشمل :-
اطلاق الموقع الرسمى الجديد والذى يقدم العديد من الخدمات للركاب كمواعيد الرحلات وامكانية تتبعها وحجز خدمة اهلا والدفع الالكترونى للعطاءات والمناقصات ...
2- نظام البوابات الأليكترونية والذى يتكون من نظام البوابات وأكشاك المحاسبة ونظام كاميرات مراقبة الاحداث و نظام قراءة التصاريح و نظام إدارة الليموزين .
توريد عدد 8 شاتل باص لنقل الركاب يوجد بهم مكان لوضع الحقائب ومكان لذوي الإحتياجات الخاصة ومزود ب ramp لصعود ونزول الكراسي المتحركة.
تم توريد ونش حمولة 60 طن يتم إستخدامه في تحميل الكاونترات والعمل على رفع البالتتات بالمستودع الجمركي ،كما يستخدم فى إخلاء الحوادث على المدارج ورفع كل ما هو يتعدى 15 طن بالجانب الجوي و الجانب الأرضي .
توريد سيارة تجميع القمامة حمولة 18 طن لإستخدامها في تفريغ صناديق المخلفات بالمهبط وتفريغها بالمحطة الوسيطة .
توريد جريدر لأعمال التسويات الترابية.
ومن المقرر أن يشهد مطار القاهرة عدد من المشروعات المستقبلية منها مشروع مدينة مطار القاهرة ( ايربورت سيتى )، و مشروع تطوير مبنى الركاب 1
ويمكننا القول أنه بفضل الجهود المترابطة لقيادات الشركة والتى تسعى لهدف واحد وهو الارتقاء بميناء القاهرة الجوى ليصبح مطار القاهرة رائد المرحلة التنافسيه القادمه فى عالم المطارات حيث توجهت الشركة فى الاونه الاخيره الى العديد من الخطط التنمويه التى تقوم على مواكبة التقنيه العالمية بعالم تكنولوجيا الطيران فضلا عن اساليب ترقيه القدره الانتاجيه والكفائة المهنيه التى ادت بدورها الى ترقيه مستوى الخدمات للوصول الى أعلى الدرجات التنافسيه فى الجودة ليصبح ميناء القاهرة الجوى من اهم المطارات فى قارة افريقيا ويضاهى المطارات العالمية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة