كيف نفهم.. حرب الجيل الجديدة بالشرق الأوسط.. إيران تمول ميليشيات لخوض حروب بالوكالة ضد خصومها.. قطر حائرة بين معسكرى واشنطن وطهران..حزب الله "عراب" تشكيل المسلحين..وأذرع الملالى طالت سوريا واليمن والعراق ولبنان

السبت، 18 مايو 2019 05:01 م
كيف نفهم.. حرب الجيل الجديدة بالشرق الأوسط.. إيران تمول ميليشيات لخوض حروب بالوكالة ضد خصومها.. قطر حائرة بين معسكرى واشنطن وطهران..حزب الله "عراب" تشكيل المسلحين..وأذرع الملالى طالت سوريا واليمن والعراق ولبنان حرب الجيل الجديدة بالشرق الأوسط
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعيش منطقة الشرق الأوسط أجواء متوترة على كافة الأصعدة، خاصة مع تزايد الحروب والصراعات بجميع أنواعها، سواء النزاعات المسلحة المباشرة على الأرض، أو الحروب الاستخباراتية، وكل هذه الأمور تجعل المنطقة أهم مسرح للعمليات العسكرية فى العالم، والتى تتعلق بمستقبل العديد من الشعوب العربية، وكذا مصالح الدول الغربية فى المنطقة.

ولكن هذه الحروب ليست الوحيدة التى تشكل تهديدًا على دول المنطقة، فالشرق الأوسط، مسرح العمليات الكبرى للحروب بالوكالة، ومواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله، لما تمثله من مطمع لدى كثير من الدول الغربية، وكذلك بعض دول المنطقة، ففى الوقت الذى تحرص فيه كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، على الحفاظ على مصالحها بالمنطقة، هناك دول مثل تركيا، وإيران، لها مطامع أخرى تتمثل فى السعى لسيادة الشرق الأوسط.

 

إيران تجهز ميليشياتها لخوض حرب بالوكالة

وفى جيل الحروب الجديدة، لا تكلف الدول نفسها عبء إرسال قواتها وآلياتها العسكرية إلى دول أخرى للدخول فى مواجهات مسلحة مباشرة، بل تلجأ إلى تمويل الجماعات المسلحة وتدريب المقاتلين داخل أراضى الدول التى تسعى للسيطرة على مقدراتها وإدارتها حتى تمكن تلك الجماعات من فرض سيادتها على الحكم والإدارة، وبذلك يتحقق هدفها فى فرض التبعية لها.

ولعل أبرز الدول فى منطقة الشرق الأوسط، التى تعمل على تدشين الميلشيات لزعزعة استقرار البلاد المجاورة، هى إيران، التى تمتد أذرعها الإرهابية فى كل مكان بالمنطقة، وتلجأ طهران إلى تلك الجماعات عند الحاجة إليها لضرب أهدافًا داخل حدود خصومها أو استهداف قواتها دون أن تظهر كطرف مباشر لتتجنب بذلك التورط فى حرب مع الدولة التى تعاديها وحلفائها.

وفى الوقت الحالى، أصبحت طهران فى أمس الحاجة لحلفائها من الميليشيات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة لمساندتها فى صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع تزايد تبادل التهديدات بينها وبين واشنطن التى حشدت سفنها وآلياتها العسكرية فى مياه الخليج كخطوة احترازية لأى تطورات أو تهديدات إيرانية لمصالحها فى المنطقة.

 

قائد فيلق القدس يجهز ميليشيات إيران فى العراق

وتمت ترجمة مصطلح "الحرب بالوكالة" حرفيًا خلال الأزمة الحالية، فى سطور التقرير الذى كشفته صحيفة "الجارديان البريطانية، الذى حمل عنوان "إيران تطلب من ميليشيات الاستعداد لخوض حرب بالوكالة فى الشرق الأوسط​"، حيث استندت الصحيفة البريطانية إلى مصادر استخباراتية، أكدت أن قائد ​فيلق القدس​ فى الحرس الثورى الإيرانى، ​قاسم سليمانى​، التقى قادة من حلفاء إيران فى المنطقة​ خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو 3 أسابيع وأخبرهم بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة على خلفية التصعيد الأمريكى ضد طهران.

وأشارت المصادر، للصحيفة البريطانية، إلى إنه بالرغم من أن سليمانى اعتاد لقاء قادة الميليشيات بشكل مستمر منذ 5 سنوات، إلا أن هذا اللقاء الأخير كان مختلفا جدا حيث كان الأمر أكبر بكثير من مجرد دعوة إلى إشهار السلاح، وأوضحت الصحيفة أن ​الإدارة الأمريكية​ قامت بإجلاء موظفيها من بغداد وإربيل، كما رفعت مستوى التأهب فى القواعد العسكرية فى العراق وفى مواقع مختلفة فى منطقة الخليج بعد أن شعرت أن مصالحها فيها قد تكون عرضة للخطر.

 

وأضافت الصحيفة، أن "قادة ميليشيات عدة تعمل تحت مظلة ​الحشد الشعبى​ حضرت الاجتماع الذى دعى إليه سليمانى، حسب المصادر الاستخباراتية التى قالت إن أحد المسؤولين البارزين التقى مسؤولا غربيا وعبر له عن قلقه مما جرى"، وتابعت "فكرة أن إيران خرجت من المعارك مع ​تنظيم داعش​ أكثر جرأة سيطرت على الحوارات الأخيرة بين الرئيس الأمريكى ​دونالد ترامب​ وكبار الصقور فى إدارته أمثال ​جون بولتون​ مستشار الأمن القومى و​مايك بومبيو​ وزير الخارجية وهما من ركائز التصعيد ضد إيران".

ورغم أن هذا الجانب من المؤامرات الإيرانية هو الذى اتضح فقط حتى الآن، ولكن طهران لها أذرع مسلحة فى عدة دول عربية، والتى يأتى على رأسها جماعة "حزب الله" اللبنانية، التى تمثل "عراب إيران"، لمساعدتها فى قلب أنظمة الحكم، وتكوين الجماعات والميلشيات المسلحة لخوض الحروب بالوكالة عن طهران، ومواجهة خصومها، وكذلك تغيير مجريات الأمور فى الحروب الدائرة بالمنطقة، وذلك كله من أجل تحقيق هدفها الأسمى المتمثل فى تأسيس دولة ولاية الفقيه، وسيادة منطقة الشرق الأوسط.

 

حزب الله ذراع إيران فى مناطق النزاع بالشرق الأوسط

وفى تقارير سابقة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أوضحت أن حزب الله، لثلاثة عقود حافظ على تركيزه الوحيد كمجموعة عسكرية لبنانية، تحارب إسرائيل، لكن مع تغير الشرق الأوسط باندلاع نزاعات ليست على علاقة بإسرائيل تغيرت كذلك أولويات حزب الله، مشيرة إلى أن حزب الله، وسع من نطاق عملياته بسرعة بإرسال جحافل من مقاتليه إلى سوريا وعشرات المدربين العسكريين إلى العراق وبدعمه للانقلابيين فى اليمن، كما ساعد فى تنظيم مجموعة من المقاتلين المسلحين من أفغانستان الذين يمكنهم القتال فى أى مكان تقريبا، ومع هذا النشاط، لم يصبح "حزب الله" فقط قوة فى حد ذاته، لكنه بات أحد أهم أدوات إيران - الراعى الأول له - فى سعيها الحثيث إلى السيادة بالشرق الأوسط.

حزب الله أداة ربط نسيج شبكة المليشيات المسلحة الممولة من إيران

وأشارت الصحيفة، إلى أن حزب الله، الذى تم تأسيسه بتوجيه من طهران فى 1980، كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى لجنوب لبنان، أصبح نموذجا لتشكيل المليشيات التى تدعمها إيران فى المنطقة، حيث تطور ليكون ذراعا للحرس الثورى الإيرانى، فأصبح النسيج الذى يربط الشبكة المتنامية من المليشيات القوية، كما قالت الصحيفة، إن إيران، وحزب الله، يجاملان بعضهما، فكلاهما قوة شيعية فى جزء من العالم أغلبيته من المسلمين السنة، وبالنسبة لإيران الفارسية فإن حزب الله، ليس فقط قوة عسكرية، لكن قادته ومقاتليه الذين يتحدثون اللغة العربية يمكنهم العمل بسهولة فى العالم العربى، أما بالنسبة لحزب الله، فإن التحالف مع إيران يعنى المال لتسيير شبكة الخدمات الاجتماعية الموسعة فى لبنان من مدارس ومستشفيات وقوات الكشافة، فضلا عن الأسلحة والتكنولوجيا وأجور عشرات من المقاتلين فى صفوفه.

 

دعم إيرانى للحوثيين فى اليمن

وليست لبنان الضحية الوحيدة لميليشيات إيران، بل ضربت أياديها اليمن، أيضًا، من خلال ذراعها المتمثل فى جماعة الحوثى الإرهابية، والتى تدعمها طهران باستمرار لاستخدف دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، وليس هناك دليل أكبر من ضرب طائرات بدون طيار، لأهداف نفطية سعودية، والتى كانت مسيرة من قبل الحوثيين.

وإلى جانب الميليشيات، لدى إيران حلفائها، أيضًا، متمثلة فى دويلة قطر، ولكن فى ظل الصراع الأمريكى الإيرانى الحالى، فإن الدوحة أصبحت فى موقف ملىء بالتناقضات لا تحسد عليه، خاصة وأنها حليف للبلدين، ففى الوقت الذى يرعى فيه تنظيم الحمدين الأعمال الإرهابية للميليشيات الإيرانية وينفق عليها ملايين الدولارات، فإن واشنطن لديها أيضًا قواعد عسكرية فى قطر والتى ستكون أحدى محطات ضرب طهران حال نشوب الحرب المنتظرة، وهو الوضع الذى يفرض سؤالًا محيرًا على حاكم قطر، وهو إلى أى المعسكرين سينضم؟.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة