نور الشريف فرع وارف من فروع شجرة الموهبة فى السينما والدراما العربية، محترف تمثيل قادرعلى لعب كل الأدوار خصوصا الشخصيات الصعبة والمركبة، قصته طويلة مع الفن وممتدة بأدوار مهمة، عندما اتجه للدراما كان هو الفنان الذى ينتظره جمهورالشاشة الفضية خلال شهررمضان، وإذا غاب عام فإنه يظهر فى العام الذى يليه بمسلسل مهم، بعد انقطاع عدة سنوات عن الدراما ظهر نور فى رمضان 1993 بمسلسل عن الجاسوسية بعنوان «الثعلب»، ومن بعده حجز مكانا مهما داخل الصندوق السحرى للدراما داخل المنازل.
فى رمضان 1994كان ظهوره مميز فى واحد من أهم المسلسلات الدينية «عمر بن عبد العزيز»، وبعد عام من عرضه، فاجأ النجم الكبير الجمهور بدراما «لن أعيش فى جلباب أبى» قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذى اعتبره نور - وقتها- علامة مميزة فى تاريخه الفنى، أما «عائلة الحاج متولى» الذى عرض فى 2001 استطاع الشريف من خلاله تغييرجلده، بدور مختلف، آثار كثير من الجدل النقدى والإعلامى والنقاش المجتمعى حول مسألة التعدد.
تفوق نورالشريف فى الأداء التمثيلى الذى وصل به إلى النجومية مبكرا، ما أتاح له المساحة الخاصة لاختيار العمل والقصة التى يطل بها على المشاهد داخل منزله، فلم يلتزم أن يكون مثاليا فى كل أدواره، وكان «الحاج متولى» خير مثال فقد راهن عليه رغم اعتراضات المقربين له من عدم تقبل المشاهد للفكرة الجريئة، لكنه قرر ونفذ.
التألق كان من نصيب نور الشريف فى بداية مشواره الفنى، حيث أتاحت له موهبته أن يتواجد فى السينما والدراما التليفزيونية فى وقت واحد من خلال المسلسل الاجتماعى الشهير «القاهرة والناس»، وفيلم « قصر الشوق « للكاتب الكبير نجيب محفوظ وتوالت أدواره السينمائية المهمة، فى عام 1976 قام ببطولة مسلسل «مارد الجبل» الذى حقق نجاحا كبيرا، ومن بعده « لسه بحلم بيوم» فى عام 1981 مع النجمة سميحة أيوب، ليعود إلى شاشة التليفزيون فى بداية التسعينيات ويقدم مجموعة من أهم المسلسلات الرمضانية ويظل عطاءه ممتدا حتى قبل وفاته بقليل عام 2015.
فى رمضان 1997 عاد الشريف للمسلسلات الدينية وقدم «هارون الرشيد»، وبعد عامين عرض له مسلسل مهم هو «الرجل الآخر» وفيه قدم مجموعة من الوجوه الجديدة منهم: أحمد زاهر، حلا شيحة، وأحمد رزق.
وكعادته ظهر فى رمضان 2002، ليناقش مشكلة أخرى وهى عدم الإنجاب فى «العطار والسبع بنات» وفى العام التالى للعطار اختار أن يطل على جمهور الشاشة بمسلسل دينى يحكى قصة عمروبن العاص، رجل الأقدار فى مرحلتين قبل الإسلام ومعارضته للمسلمين، وحياته بعد دخوله الإسلام، وعاد فى 2004 ليقدم مع عبلة كامل مسلسل «عيش أيامك».
فى رمضان 2006 قدم مسلسل «حضرة المتهم أبى» الذى ناقش الحال بين الآباء والأبناء وصراع الأجيال والأفكار، من خلال شخصية عبد الحميد معلم اللغة العربية الذى يزرع فى أبنائه وتلاميذه القيم والأخلاق، ولكن يصطدم بتغييرات فى المجتمع ويواجه صعوبات يحاول التغلب عليها.
ومع بداية رمضان 2007 قدم نور الشريف شخصية سعد الدالى فى ثلاثة أجزاء وكعادته قدم النجم الكبير فى هذا المسلسل أيضا مجموعة من الوجوه الجديدة منهم عمرو يوسف ودينا فؤاد وحسن الرداد وأحمد صفوت:
كما قدم فى عام 2009 مسلسل الرحايا و2012 عرفه البحر وفى عام 2013 قدم نور الشريف مسلسل «خلف الله»، والذى آثار الجدل لإدائه دور شيخ يعالج المرضى بالرقية وقراءة القرآن.
ولم يمهل القدر الفنان القدير نور الشريف استكمال مسلسل «أولاد منصور التهامى»، فقد اشتد عليه المرض مع بداية التحضير له وتوقف العمل ولم يرى النور حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة