طيلة أكثر من عامين ومنذ إعلان فوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة فى 8 نوفمبر 2016، يوجه الديمقراطيون اتهامات لروسيا بالتدخل فى الانتخابات لصالح ترامب عبر نشر الأخبار المزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومع اقتراب انتخابات 2020، لا تزال هذه المنصات ساحة للمعركة غير أنها هذه المرة لصالح الديمقراطيين أو التيار اليسارى الليبرالى.
قبل نحو اسبوعين حظرت شركة فيس بوك حسابات لشخصيات بارزة من التيار اليمينى المحافظ بزعم بث مواد تحض على الكراهية، البعض من هذه الشخصيات هم مؤيديون للرئيس الأمريكى ومنتقدون لوسائل الإعلام الرئيسية التى يهيمن عليها التيار الليبرالى، وهو ما دفع ترامب للقول بأن منصات التواصل الاجتماعى، التى يملكها أصحاب التوجهات الليبرالية، تفرض الرقابة على المستخدمين من التيار المحافظ.
وفى واقعة جديدة، هذا الأسبوع، علق فيس بوك ، مؤقتا، حساب ناشطة أمريكية من المحافظين بعد ان وضعت على صفحتها منشور يتحدث عن تهديد "الفوقيين الليبراليين" على الأمريكيين السود. فيما اتهمت الناشطة المعروفة، وهى أمريكية سوداء، وسائل التواصل الاجتماعى بإسكات أصوات المحافظين قبل انتخابات 2020.
وفى بيان ردا على استفسارـ Fox News ، قالت إدارة Facebook، السبت، إنها أعادت حساب الناشطة كانديك اوينز، بعد يوم واحد بعد تحديد أن المنشور لم يكن ينتهك معايير النشر. وقال متحدث باسم منصة التواصل الاجتماعى: "لقد استعدنا منشور السيدة أوينز وأزلنا الحظر عن حسابها بعد التأكد من أن المحتوى لم ينتهك سياساتنا".
ونشرت أوينز، وهى مؤيدة لترامب وتقود حمله لدعوة الأمريكيين السود لمغادرة الحزب الديمقراطى، منشورا على صفحتها إلى جانب إحصائيات توضح معدلات الفقر بين الأمريكيين من أصول إفريقية والمتزوجين من الأمريكيين الأفارقة بالبيض. وجاء فى المنشور: "يجب على الأمريكيين السود أن يتنبهوا للخدعة الليبرالية العظيمة. التفوق الأبيض ليس تهديدًا. التفوق الليبرالى هو التهديد ".
ويبدو أن تعبير "الفوقيين الليبراليين"، الذى استخدمته أوينز يشير إلى التطرف، فمثلما يتم وصف اصحاب التوجهات القومية من البيض بـ"الفوقيين" فى إشارة إلى تطرفهم فى التعامل مع غير البيض، أرادت الناشطة الإشارة إلى فصيل من الليبراليين الذين باتوا متطرفين فى التعامل مع من يخالف توجههاتهم.
وفى مقابلة مع فوكس نيوز، قالت أوينز "لم تكن هناك تهديدات أو لغة قاسية" فى المنشور. وأضاف إنها تعتقد أن "هذه محاولة لإسكات" جهودها الرامية إلى "تقديم قصة مختلفة لأمريكا". واتهمت فيس بوك بفرض رقابة على منشورتها. وأضافت "الحقيقة، التى يعرفها معظم المحافظين والعديد من الليبراليين ذوى النزاهة، هى أن شركات وسائل الإعلام الاجتماعية تحاول التدخل فى انتخابات عام 2020 عن طريق إسكات بعض الأشخاص وإزاحتهم عن منصات التواصل الاجتماعى".
واقتناعا من الجمهوريين، وخاصة المحافظين منهم، بمحاولة استخدام الديمقراطيين للمنصات الاجتماعية فى عرقلة انتخاب ترامب مجددا فى 2020، أعلن البيت الأبيض، قبل يومين، إنشاء صفحة لتقديم بلاغات بشأن الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعى.