تمر اليوم الذكرى الـ143، على إنشاء صندوق الدين بمصر، وذلك بعد عجز الخديوي إسماعيل عن سداد أقساط ديون بلاده المستحقة للبنوك الأوروبية، والذى كان له أثر كبير فى تدخل العديد من الدول الأجنبية فى السياسات الداخلية للبلاد، ومن ثم الاحتلال الإنجليزى لمصر، وخلال السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن هذا الصندوق.
س/ ما هو صندوق الدين بمصر؟
ج: كان لجنة دولية تأسست بمرسوم من الخديوي إسماعيل فى 2 مايو 1876 للاشراف على سداد الحكومة المصرية ديونها للحكومات الأوروبية، التى تراكمت فى عصر إسماعيل، وكان الصندوق فى البداية يرأسه أمين وثلاثة مفوضون يمثلون حكومات النمسا-المجر، فرنسا وإيطاليا.
س/ ما سبب إنشاء الصندوق؟
ج: شعر الخديوي بارتباك الحالة المالية، وما تنطوى عليه من الأخطار، وما يجر إليه سخط الماليين والأوروبيين من العواقب، فأراد استرضاء الدائنين بوضع نظام يكفل لهم استيفاء ديونهم، فطلب إلى وكلاء الدائنين بمصر وضع النظام الذى يرتضونه، فقدم وكلاء الماليين الفرنسيين مشروعا بإنشاء صندوق الدين وتوحيد الديون، أما الماليون الإنجليز فإنهم لم يشتركوا في هذه المفاوضات، انتظارا للخطة التي ترسمها الحكومة.
س/ كيف تسبب الصندوق فى زيادة التدخل الأجنبى فى شئون البلاد؟
ج: صندوق الدين أول هيئة رسمية أوروبية أنشئت لفرض التدخل الأجنبى فى شئون مصر، والسيطرة الأوروبية عليها، وغل سلطة الحكومة المصرية في شؤونها المالية والإدارية ، وهو أداة اعتداء على استقلال مصر المالى والسياسى، لأنه بمثابة حكومة أجنبية داخل الحكومة، لها سلطة واختصاصات واسعة المدى، فقد نص المرسوم الصادر بإنشائه على أنه يختص بتسلم النقود المخصصة لوفاء الديون العمومية.
س/ ما هو أثر الصندوق على فى زيادة الديوان على مصر؟
ج: وفى 7 مايو 1876، أصدر الخديو مرسوماً ثانياً بتحويل ديون الحكومة ودين الدائرة السنية والديون السائرة إلي دين واحد، سمى (الدين الموحد) قدره 91,000,000 جنيه إنجليزي بفائدة 7%، يسدد فى 65 سنة، والغرض من هذا المرسوم توحيد وتأمين الدائنين على استيفاء ديونهم، وقد ميز المرسوم بين مختلف الديون فيما يتعلق بالفائدة وطريقة الوفاء.
س/ متى تم إلغاء الصندوق؟
ج: ألغى صندوق الدين بمصر باتفاقية ثنائية بين الحكومتين البريطانية والمصرية، ووقعت في 17 يوليو 1940، وذلك لرغبة الحلفاء في تحسين العلاقات مع القاهرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة