صدرت مؤخرًا عن دار الفارابى٬ رواية "أجنحة الغبار" من تأليف إبراهيم الفقيه.
ومما جاء على الغلاف الخلفى: "تنهد العجوز، استند إلى ظهره وأسند رأسه إلى مخدة مرتفعة وأغمض عينيه.. وبصوت ضعيف متقطع أجاب: أنا هنا منذ سنوات طويلة لا أعرف عددها.. لم يكن باستطاعتى أن أمد بصرى دون أن يصطدم بجدران زنزانتى العفنة.. حتى فى ساعة الفسحة، كانت جدران الأسوار العالية تمثل حاجزًا أو سدًا منيعًا بين الداخل والخارج.. إنها ليست مجرد أسوار حماية، بل أسوار تفصل بين حضارات وثقافات ومدنية، تفصل بين عالم الأرض وعالم القاع حيث القهروالكبت، الذل والعبودية، الأمراض المزمنة والعاهات الدائمة، والآدمية المفقودة.. قاطعه عبد السلام: ركّز معي يا عم، إنك تبدو غريبًا في سجنك، كأنك ترى شخصًا لأول مرة تتحدث إليه".
فتح العجوز عينيه الضعيفتين بصعوبة وقال: "نعم يا بني، فعلًا أنا لم أر فى هذا المكان غير وجه سجانى الذى يأتينى بالطعام بين وقت وآخر، دون أن ينطق بكلمة".
– غريب أمرك يا عم، من أين أنت؟
– أنا من بيت المقدس
– بيت المقدس!، أليس من الغريب أن تكون من بيت المقدس، ومسجونًا في قلعة الصقورعند المتطرفين!
– والله إنى من هناك، لكن الغريب أن تكون غربتي داخل بيتى ووطنى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة