اختتم ريال مدريد موسمه المخيب للآمال بهزيمة في عقر داره على يد ريال بيتيس بهدفين دون رد، الأحد، في إطار منافسات الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني.
الفريق الملكي خرج من الموسم بخيبة كبيرة، بعدما فشل في الظفر بأي لقب باستثناء كأس العالم للأندية، بالإضافة لاحتلال المركز الثالث في جدول الليجا برصيد 68 نقطة.
وشهد الموسم توافد 3 مدربين على الميرينجي، أولهم الإسباني جولين لوبيتيجي، ثم الأرجنتيني سانتياجو سولاري، قبل عودة الفرنسي زين الدين زيدان لتولي المهمة من جديد ولم ينجح زيدان في تغيير موسم الريال، بل تواصلت النتيجة السلبية في ولايته الثانية.
لم تكن بداية زيدان في ولايته الثانية كانطلاقة الفريق معه، حينما تولى المهمة في منتصف موسم 2015/2016، وبدأ المدرب الفرنسي مهمته هذا الموسم في شهر مارس الماضي، حيث قاده في الدوري الإسباني فقط، بعد إقصاء الفريق من بطولتي دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا.
وخاض الريال 11 مباراة تحت إمرة زيدان في الولاية الثانية، ليفشل في تحقيق نسبة انتصارات تتجاوز 45% من إجمالي المباريات، ولم يحقق فريق العاصمة الإسبانية سوى 5 انتصارات، بينما تجرع من كأس الهزيمة في 4 مناسبات، فيما حسم التعادل مباراتين.
وخلال 11 مباراة، اكتفى الفريق بتسجيل 16 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 14 أخرى، ليحصد 17 نقطة من أصل 33 نقطة ممكنة، وبالنظر إلى تلك النتائج، تأكد عدم قدرة زيدان على انتشال الفريق من كبوته كما كان متوقعًا، لينهي الريال موسمه بأسوأ طريقة ممكنة.
مع نهاية أكتوبر الماضي، قرر فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، الإطاحة بلوبيتيجي من منصبه، بعد خسارة مدوية أمام برشلونة (1-5)، ليقرر منح سولاري، الذي كان يتولى تدريب الفريق الرديف حينها، الفرصة.
وبمقارنة انطلاقة سولاري مع الريال بحقبة زيدان الثانية، التي استمرت لـ11 مباراة، سنجد أن النتائج تصب بشكل واضح في صالح المدرب الأرجنتيني.
وسجل الفريق الملكي نتائج أفضل تحت قيادة سولاري في أول 11 مباراة، بتحقيق 9 انتصارات، بنسبة تزيد عن 81% من إجمالي المباريات، كما أن الفريق تعثر في مباراتين فقط، بينما كان عدد الخسائر مضاعفًا بعد عودة زيدان، بالإضافة لتعثر الأخير في مباراتين انتهتا بالتعادل.
أما على مستوى الأهداف، فاستطاع ريال سولاري تسجيل 26 هدفًا في أول 11 مباراة، ما يزيد عما حققه زيدان بفارق 10 أهداف، بينما استقبل 9 أهداف، أي أقل مما تلقاه الفريق مع المدرب الفرنسي بفارق 5 أهداف.
أما إذا أراد البعض مقارنة ولاية زيدان الثانية بآخر 11 مباراة للريال مع سولاري، والتي تسببت في الإطاحة به من منصبه، فستكون كفة المدرب الأرجنتيني الأرجح أيضًا.
بالنظر إلى أسوأ فترة للريال خلال حقبة سولاري، فإن آخر 11 مباراة خاضها الفريق، شهدت انتصاره في 6 مباريات، ما يزيد عما حققه زيدان بفوز وحيد، أما الخسائر، فتساوت الكفة بين المدربين، بتسجيل 4 هزائم، بينما حقق الريال تعادلًا وحيدًا مع سولاري في آخر 11 مباراة، بينما فعلها مع زيدان في مناسبتين.
أحرز الريال 20 هدفًا في تلك الفترة مع سولاري، أي أكثر من حقبة زيدان بفارق 4 أهداف، فيما استقبل أهدافًا أكثر، حيث تلقى 16 هدفًا، وهو الجانب الوحيد الذي يتفوق فيه المدرب الفرنسي في هاتين المقارنتين.
وتشير هذه الأرقام إلى تعرض سولاري لظلم بمحاسبته على انهيار الفريق، رغم أن الأزمة الحالية لا يتحملها سوى بيريز وإدارته، بالإضافة للاعبين.
وحمل بيريز المسؤولية لسولاري بإقالته من منصبه قبل شهرين، رغم أنه المتسبب الرئيسي في انهيار موسم الفريق، بتخليه عن أسطورته كريستيانو رونالدو وعدم دعمه بمعوض حقيقي للهداف التاريخي للنادي الملكي.
ودفع الثنائي لوبيتيجي وسولاري ومن بعدهما زيدان ثمن رعونة بيريز بقرار التخلي عن رونالدو وتواصل الاعتماد على كريم بنزيما، المتألق دائمًا في مواجهات الفرق ذات المستوى المتوسط، وغيابه الدائم عن كافة المباريات الحاسمة والهامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة